رئيس التحرير
عصام كامل

الأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية: «فرعون» موسى كان من الهكسوس

فيتو

  • الكنيسة لا تنتظر مكاسب مادية من المباركة.. ومستعدة لتقديم مساعدات
  • وجود الرحلة في الإنجيل لا يعني اعترافا بل دعوة لزيارة الأماكن التي استقبلت «المسيح»
  • «المسيح» شرب من النيل وسار على خطى أنبياء قدامى
  • رحلة العائلة المقدسة إجهاد للذات يقود للتوبة 

شهد العالم في الرابع من أكتوبر الجاري، مباركة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، لاعتمادها ضمن رحلات الحج المسيحي، في حضور يحيي راشد وزير السياحة.. مباركة «فرانسيس»، تعتبر بمثابة دعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم، والبالغ عددهم أكثر من ملياري نسمة، لأداء شعائرهم الدينية في مصر يناير 2018.. المسيرة التي تمتد لأكثر من ألفي كيلو متر من سيناء حتى الصعيد، لم تجد اهتماما من الحكومة، رغم المعطيات التي تشير إلى مدى الاستفادة التي تجنيها مصر من تهيئة المسار وفتحه لـ«الحج المسيحي».. «المباركة تعني حضور الله»، هكذا فسر الأب رفيق جريش، مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية، في حوار لـ "فيتو" كلمة «مباركة» التي جاءت في عبارة «مباركة رحلة العائلة المقدسة»، موضحا أن وجود الرحلة في الإنجيل، لا يعني اعترافا، بل دعوة لزيارة الأماكن التي استقبلت «المسيح» في مرحلة الطفولة، والقديسة العذراء مريم... وإلى تفاصيل الحوار:

*بداية.. ماذا تعني مباركة البابا فرانسيس لرحلة العائلة المقدسة؟
هذه المباركة تتطلب من الحكومة تمهيد الطرق، وإنشاء فنادق نظيفة، وتوفير الأمن على طول المسيرة، التي تعتبر الأطول في العالم، حيث تمتد من رفح إلى جبل درنكة في أسيوط بصعيد مصر.

*ماذا عن مكاسب مصر من الرحلة؟
«مصر تجني من وراء الرحلة مكاسب كثيرة».. و«ستوفر الرحلة عملة صعبة، وآلاف الوظائف، بالإضافة إلى رفع اسم مصر، ووضعها على الخريطة السياحية الدينية عالميا.. خاصة أن المسيرة مرتبطة بالأراضي المقدسة، بيت لحم، الأردن أو لبنان، وبالتالي سيسمح للسائح أن يكمل رحلة الحج سواء منفصلة أو متصلة».

*ما دلالة مباركة البابا لرحلة العائلة المقدسة في هذا التوقيت؟
«الدلالة الأولى أنها بعد زيارة البابا فرانسيس لمصر يومي 28 و29 أبريل الماضيين، وهو ما يعكس موقع مصر الخاص في قلب البابا فرانسيس، فكان يوميا يتواصل مع الكنيسة في مصر أيام حكم الإخوان، ليطمئن على أحوال البلاد، ثم سمح بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد وصوله للحكم مباشرة، وكسر البابا البروتوكول لاستقبال الرئيس، ثم المفتي، وشيخ الأزهر».

و«البابا فرانسيس يولي أيضا اهتماما خاصا للاجئين والنازحين، ولا تغيب أزمتهم عن فكره في كل خطاباته، وعليه فإن البابا أراد توجيه رسالة من خلال رحلة العائلة المقدسة، وهي أن مصر كما استقبلت المسيح النازح والمهاجر، يجب على باقي دول العالم أن تتعلم استقبال النازحين واللاجئين»، و«يجب أن تستعد الدولة وتستغل المباركة في تنشيط السياحة الدينية»، وأطالب الحكومة باستغلال المباركة، والسعي جاهدة خلال الفترة المقبلة، لتمهيد الطرق، وتوفير الأمان على طول المسيرة، واستنهاض رجال الأعمال لإنشاء مشروعات تنموية في مسار الرحلة، وجميع الأماكن التي زارتها العائلة المقدسة تخضع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

*هل المباركة تعني المزيد من التقارب بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية؟
التقارب بين الكنيستين موجود فعليا، لكن الحج المسيحي وزيارة الأماكن المقدسة لا يقتصر على كنيسة بعينها، لأنها خارج المنافسة، وأسجل اعتراضى على إقحام الأماكن المقدسة في مجال المنافسة بين الكنائس.

*ماالعائد من وراء «الحج المسيحي»؟
هو عائد روحي فقط، فالكنيسة الكاثوليك لا تسعى للربح المادي، لكن هدفها الأول ربح الإنسان وخلاص النفوس.. ومهمتها فيما يخص رحلة العائلة المقدسة هي المباركة لكن الترتيبات تعود للدولة، ومهمة الكنيسة هي تمرين المرشدين السياحيين على قيادة الزوار طوال «رحلة الحج»، وهذا لن يكون له جدوى إلا بعد أن تقوم الدولة بما يجب عليها وأهمهما تمهيد الطرق.

*ماذا عن الرحلة نفسها؟
«المسيح جاء إلى مصر هربا من اضطهاد هيرودوس، دخل من البوابة الشرقية وهي سيناء.. وسار على خطى سابقيه مثل الأنبياء إيليا وموسى وإبراهيم».

*ما هوية «فرعون» الذي عاصره النبي موسى؟
«فرعون» الذي عاصره النبي موسى كان من الهكسوس، لأن مصر في ذلك التوقيت كانت مستعمرة هكسوسية، وفرعون هنا يعني «الملك» و«المسيح شرب من نيل مصر، وترعرع على أرضها».. والكتاب المقدس لم يذكر شيئا عن ذلك، لكن المتاح «تقليد كنسي».

*ما المعني في المقام الأول بـ«رحلة العائلة المقدسة»؟
«الرحلة شأن وطني، ليس شأنا مسيحيا، فالحج ليس شرطا للإيمان المسيحي، لكن الكنيسة تجني من الرحلة مكاسب روحية فقط».

*ماذا تعني بالمكاسب الروحية؟
الرحلة تساعد الإنسان أو تحرضه على التوبة، وهنا تكمن الاستفادة للكنيسة التي تسعى في المقام الأول لخلاص النفوس، فالرحلة متعبة، ومؤلمة، خاصة أنها تتطلب في بعض الأوقات السير على الأقدام لمسافات يمكن أن تكون طويلة، وهنا تحريض على تقوية الذات، كما أن التعب الجسدي يعتبر تكفيرًا عن الخطايا، وتحريض على التوبة، و«إجهاد الذات هي إحدى طرق التوبة»، لكن لا يمكن الجزم أن كل من ينطلق في رحلة العائلة المقدسة، هدفه التوبة وإجهاد الذات، وإنما هناك البعض الآخر هدفه سياحي، محب للآثار وتتبع خطوات المسيح من باب «الفرجة فقط». 
الجريدة الرسمية