رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. الفخار «كنز أهالي أسوان» للحفاظ على الصحة.. «تقرير»

فيتو

تعتبر صناعة الأوانى الفخارية بأسوان من الصناعات التراثية التي بدأت في الاندثار، لعدم إقبال الأجيال الجديدة على العمل بالمهن اليدوية أو الحرفية، فضلا عن الركود السياحي الذي تسبب في تراجع تلك المهنة، ولكنها ظلت داخل قلب أبناء أسوان والتي يعتبرها كل منهم كنز في بيته، مع حرص السيدات على استخدامها في الطهى.


يكتم صانعو الأوانى الفخارية أسرار يجهلها كثيرون، حيث فوائدها العظيمة والتي كان يقدرها الأجداد؛ لأنها لا تؤثر فى الصحة وخالية، فضلًا عن استخدامها في تنقية المياه، وطهي الطعام حتى يكتسب نكهة مميزة.

التقت "فيتو" بعم حسن مبارك أقدم صانع للأواني الفخارية في أسوان، ومازال يحتفظ بتجارته ويعمل على توسيعها حتى لا تندثر، للتعرف على عالم الفخار ومميزاته، فقال: «إن صناعة الأوانى الفخارية تراث متوارث من الأجداد، وهي مهنة بدأت في العصر الفرعوني فكان يستخدم المصري القديم تلك الأوانى في طهى الطعام وخلال السنوات الماضية كانت مهنة منتشرة»، مشيرا إلى تجارتها أيضا كانت مزدهرة ومع مرور السنوات والتطور أصبحت تتلاشى تدريجيًا كمهنة وتجارة واستمر القليل من محترفيها.

وأضاف أنه أقدم تاجر وصانع الأوانى الفخارية بأسوان، فتوارث المهنة من أجداده، ونظرًا لتعلقه بها لم يغير نشاطه رغم الأزمات، وحرص على التطوير والإبداع لصناعة أشكال جديدة من الفخار تواكب العصر، لافتًا إلى أن تجارة الأواني الفخارية في السنوات الماضية كانت منتشرة في معظم أسواق المحافظة لبيعها للسائحين ومع ركود السياحة تراجعت تلك التجارة وأصبح عدد العاملين فيها قليل.

أوضح عم حسن أن صناعة الأوانى الفخارية تعتمد على طين المحاجر الأسوانية، ويتم طحنه وتذويبه في المياه حتى يصبح عجينة متماسكة، ثم يتم وضعها في "الدولاب" وهي أهم مراحل تصنيع الطين يدويًا، ويتميز كل صانع في تحويل الطين إلى أشكال فخارية متعددة حسب مهارته وخبرته.

وتابع: بعد عملية التصنيع توضع الأواني في الهواء 6 أيام صيفًا، و10 أيام شتاءً حتى تجفف من المياه تمامًا وبالانتهاء من مرحلة التجفيف، يتم وضعها في فرن درجة حرارته عالية جدًا لإجراء عملية حرق تستغرق يومًا كاملًا.

واستكمل: إن الصناعة يوجد بها تطور ملحوظ للمبدعين فيها لأنهم يبتكرون أساليب جديدة لتلوين المنتجات وتزيينها وصناعة منتج مميز، فضلًا عن تعدد خامات طينية يتم استخدامها بتلك الصناعة ومن أبرزها "الطين الأسود الأسواني" الذي يستخدم في صناعة الزير والقلة وأوانى الزرع الفخارية، و"الطين الأحمر" الذي يستخدم بالمنتجات الفخارية المستخدمة في الديكور، وخامة "الطافلة"، حيث تستخدم لصناعة الأوانى الفخارية الملونة، و"طين البرام" لتصنيع أوانى الطهى ومن أبرزها "الطاجن" الذي يستخدم في أغلب المنازل.

واختتم عم حسن مبارك كلامه بنصائح حول أهمية استخدام الأوانى الفخارية، قائلًا: "ينصح بها الأطباء كعلاج لمرضى الفشل الكلوي؛ لأنها تستخدم في تنقية وفلترة المياه من الأملاح والشوائب والكلور، ويفضل أهالي أسوان استخدام القلة والزير شتاءً لشرب مياه نقية مثلجة دون ثلاجات والطاجن والأكواب الفخارية للحفاظ على درجة الحرارة كما أنها لا تتفاعل مع الطعام وأسعارها في متناول الجميع".
Advertisements
الجريدة الرسمية