رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح «الملهم» أنهى النحس والشؤم


فرحة ما بعدها فرحة عاشها الشعب المصري في بقاع المعمورة بعد تأهلنا إلى "مونديال روسيا"، صحيح أن الفوز تحقق بشق الأنفس، وبعد أن ارتفع ضغط وسكر من تابع المباراة، وكاد البعض أن ينهار ويصاب بأزمة قلبية نتيجة الإخفاق، لكن شاء القدر أن ينتهي "نحس وشؤم" رافق مسيرة منتخب الكرة 27 عامًا، بركلة ماهرة واثقة من "الفرعون الملهم" محمد صلاح، ليعيد الروح والفرحة الكروية الغائبة عن الشعب منذ سنوات طويلة، ونتأهل إلى كأس العالم مثل دول أقل منا إنجازًا على صعيد البطولات، لكنها أوفر حظًا وأسعد حالا.


استحق نجم الكرة المصرية محمد صلاح مظاهر الحب وسيل الألقاب التي أسبغت عليه من المصريين أولا والعرب ثانيا والإعلام العالمي ثالثا، لا سيما البريطاني باعتبار أنه أحد لاعبي نادي "ليفربول" الإنجليزي.. فهو تحمل الضغط في وقت عصيب، وآل على نفسه إلا يحقق حلم 100 مليون مصري بركلة جزاء قبل انتهاء المباراة بثوان، ونجح رغم أنه أيضًا سجل الهدف الأول في مرمى المنتخب الكونغولي.. وربما استعاد صلاح خلال المباراة مأساة خروج المنتخب من التصفيات السابقة عام 2014 بعد هزيمة مذلة أمام غانا 6/1.

صلاح الأصيل، يثبت وطنيته في جميع المواقف وطار بالفراعنة إلى مونديال بلاد القياصرة، لكنه اكتفى بتغريدة تنم عن خلق وتواضع الكبار: "ركلة جزاء كانت طريق لتحقيق حلم 100 مليون، ربما هناك ضغط كبير لكننا كنا نعتمد على دعم 100 مليون لتحويل الحلم إلى حقيقة".. ولم ينس "أبو مكة" عروبته عندما خسرت سوريا في تصفيات المونديال أمس فغرد تخفيفًا عن اللاعبين: "أحيانًا كرة القدم تكون قاسية، لكنها تعطيك الفرصة للعودة من جديد، لذلك أثق في قدرة رجال سوريا على الوجود في مونديال 2022 إن شاء الله".

عندما ننتقل من "المصري الأصيل صلاح" إلى "الإخواني تريكة"، نجده يتلقى التهاني على "تويتر" ويرد على المهنئين بشكل لحظي لكنه يتجاهل تهاني البعض، وكأنه يعرف "الإخوانجية" فردا فردا فيسارع برد التهنئة، خصوصًا من دعوة للتراجع عن الاعتزال حتى يشارك في "مونديال روسيا" كنوع من التكريم لمسيرته!! أما شرفاء الشعب وكارهي الجماعة الإرهابية وقطر، فلا يرد عليهم، فكان جزاؤه شتائم وإهانات يستحقها عن جدارة باعتباره أحد أسباب نحس المنتخب وتعثر حظه.

لم تمض سوى ساعات على دعوة إدراج اسم أبوتريكة ضمن قائمة المنتخب في المونديال، حتى قال كوبر المدير الفني لمنتخب مصر "أن عودة أبوتريكة للمنتخب والمشاركة في كأس العالم مستحيلة، لأنه أنهى مسيرته ولياقته الفنية والبدنية لا تؤهله للعودة إلى صفوف المنتخب الوطني مرة أخرى".

كوبر تحدث من الناحية الكروية التخصصية، أما الشعب فيرفض أن يمثل مصر "إخوانجي" دعم الجماعة الإرهابية بأشكال عدة، كما استغل المباريات الدولية لدعم "حماس الإخوانية" أيضًا، واختار العيش والعمل في قطر ألد أعداء مصر رغم المقاطعة العربية لها، فضلا عن أن بعض من أهله مدانون في قضايا إرهاب ومسجونون!

بالنسبة للمدير الفني هيكتور كوبر، فنجده ارتكب الكثير من الأخطاء خلال مسيرته مع منتخبنا حتى الآن، وكان سببا مباشرا في ضياع بطولة أفريقيا، لعدم اعتماده على خطط واضحة وتكتيك يستثمر من خلاله قدرات مجموعة من اللاعبين المحترفين في أوروبا لم يحظ مدرب سابق بمثلهم، واعتمد كوبر دائمًا على قاعدة "ابطئ ولا تخطئ"، وبسببها خسرنا بطولة أفريقيا، رغم أننا كنا نستحقها عن جدارة، ومع القاعدة نفسها كنا قاب قوسين أو أدنى من التعادل مع الكونغو لولا أن حالفنا الحظ بركلة جزاء سددها محمد صلاح بثبات وثقة.

يعترف كوبر بأن لديه "لاعبين مميزين في المنتخب المصرى، يؤدون بإخلاص منقطع النظير" لكنه لم يقل لماذا لم يستفد منهم على الوجه الأمثل حتى الآن؟

يلوح كوبر أيضًا بأن "عقده ينص على قيادة منتخب الفراعنة في المونديال"، وكأنه يذكر بالشرط الجزائي في ظل الدعوة للتعاقد مع جوراديولا، مدرب مانشستر سيتي.. لكن بعد أن جدد الاتحاد ثقته في كوبر وهو لا يستحقها، لا سابقًا ولا لاحقًا، يجب أن تكون هناك وقفة جادة معه لتغيير أسلوبه العقيم حتى لا نصاب بفضائح في المونديال لأن التباري في كأس العالم يختلف تمامًا عما اعتاده كوبر.
الجريدة الرسمية