رئيس التحرير
عصام كامل

المخرج اللبناني زياد دويري: اتهموني بالخيانة في لبنان.. وتكريمي في مهرجان الجونة دفعة للأمام

فيتو

  • أفكر في إخراج فيلم عن كوكب المريخ 
يعد زياد دويري، أحد أهم الأسماء اللامعة في عالم الإخراج في الوطن العربي حاليا، يعشق الاشتباك مع القضايا الحساسة التي لا يقترب منها أحد، استطاع أن يفوز مؤخرا بالنجمة الفضية في مهرجان الجونة السينمائي عن فيلمه "القضية ٢٣"، والذي نال إعجاب كل من شاهده.


في حواره لـ"فيتو" تحدث "الدويري" ذو الأصول اللبنانية ويحمل الجنسية الفرنسية عن أشياء كثيرة، وسر اختياره لأعمال تسبب له مضايقات سياسية ومجتمعية، كما كشف عن رأيه في مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى وردود أفعال المشاركين عن فيلمه الذي يناقش قضية الفتنة الطائفية في لبنان، وإلى نص الحوار:


بداية.. حدثنا عن كواليس تحضيرك لفيلم القضية 23؟
الحقيقة اختيار الأبطال المشاركين في هذا العمل كانت صعبة جدا، وقمت بعمل اختبارات كثيرة لعدد كبير من الممثلين في لبنان، وفى الأسبوع الأول من "الكاستينج" شعرت أننى فقدت الأمل أن أرى ممثلًا جيدًا يقوم بدور البطولة، واستطاع المساعد وقتها أن يجلب لى أكثر من 500 ممثل، ولم أختر منهم إلا اثنين فقط على ما أتذكر، لحين وقع الاختيار على الفنانة ريتا حايك والفنان الكبير كامل الباشا الذي تم اختياره كبطل للفيلم عن طريق محادثة لى معه عبر الإنترنت، والحمد لله تم تصوير الفيلم على مدى 42 يومًا.

ولماذا أصرت الجهات اللبنانية على عدم عرض الفيلم في لبنان؟
في عام 2011 اتهمت في لبنان بالخيانة والتطبيع بسبب فيلمى "الصدمة" الذي قمت بتصويره في الأراضي المحتلة بلبنان، وتم احتجازي في قسم لشرطة وخضعت للتحقيق وقتها، وعندما علموا أن هناك فيلما لى آخر يناقش القضية الفلسطينية والصراعات التي كانت تحدث بين الجنسيات اللبنانية والفلسطينية، قرروا وقتها أن يمنعوا الفيلم من العرض بالسينمات، إضافة إلى أنهم افتتحوا ملفات قضية فيلم الصدمة من جديد.

من وقف بجانبك بعد الأزمات التي مرت بك بسبب أعمالك؟
من وقفوا بجانبي في محنتي ليسوا كثيرين، وكان هناك بعض الأشخاص فرحين بسبب احتجازي في قسم الشرطة، وكان أملهم ألا أرى النور مرة أخرى، وهناك قليل من الأصدقاء وقفوا بجانبى ودعموني كثيرًا، لحين خروجي من هذه المحنة الصعبة.

هل كنت تتوقع أن الفيلم سيفوز بجائزة في مهرجان فينيسيا؟
الحقيقة لا، كانت مفاجأة لنا جميعًا، وسعيد جدًا بفوز الفنان الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أحسن ممثل في مهرجان فينيسيا، وللعلم كامل الباشا أول مرة في حياته يشتغل بعمل سينمائى، فهو في الأساس ممثل مسرحى موهوب.

كيف استطعت الدخول إلى تل أبيب لتصوير فيلم "الصدمة"؟
منذ بداية التصوير وكنت أخطط لتصويره في إسرائيل، ولم أستعن بأى ديكور لتصوير هذه المشاهد، ووقتها بذل الفنانون الفلسطينيون المشاركون بالعمل مجهودًا كبيرًا لتصوير المشاهد هناك، وقصة الفيلم أجبرتني على تصويره هناك، فكان لا يصح أن أصوره في مكان آخر حتى يبدو الأمر واقعيًا.

هل ستواصل تقديم هذه النوعية من الأفلام في الفترة المقبلة؟
أنا أفكر في عمل فيلم على كوكب المريخ، حتى لا أتعرض لانتقادات سلبية مرة أخرى، ولا أُتهم بالخيانة، فأنا لا أعلم لماذا يتعاملون معى كذلك، أنا لا أكشف قضايا مختبئة لم يعلم عنها البشر.

لكن الكثير اتهمك بأنك تريد أن تخلق بلبلة بأفلامك؟
هم يريدون أن أسقط من على الساحة السينمائية، يريدون أن اتجه إلى نوعية أفلام ليس لها قيمة، وللعلم أنا لم أقم بعمل هذه النوعية من الأفلام لكى أخلق بلبلة، بالعكس أن اكشف عن قضايا كثيرة لا يعلم عنها الجمهور شيئًا.

بصراحة.. هل ضايقك الشخص الذي انتقدك بعد عرض فيلمك بمهرجان الجونة السينمائى؟
لا، عادى، كل شخص له آراؤه، فهو قال إن الأحداث التي استعنت بها في الفيلم غير حقيقية، وإن المشاجرة التي حدثت بين المسيحى اللبنانى والمسلم الفلسطينى من خيالي، فأنا أقول له انظر إلى التاريخ فقط.

الجمهور قال بعد مشاهدة الفيلم إنك تريد خلق فتنة بين المسلم والمسيحى.. تعقيبك؟
مستحيل أن أخلق فتنة بين الديانات، أنا سلطت الضوء فقط على الشخص اللبنانى المسيحى المتأزم من وجود الرجل الفلسطينى في لبنان والذي يريد طرد الفلسطينيين من الأراضى اللبنانية.

هل تكريمك في الدورة الأولى من مهرجان الجونة السينمائى أعطاك ثقة بنفسك؟
الحقيقة أنا سعيد جدًا بعرض الفيلم في مصر، بلد الفن والثقافة، ولم أكن أتوقع في يوم أن فيلم "القضية 23" سيعرض بمصر، وتكريمى من مجلة فارايتى بمهرجان الجونة السينمائى هو بمثابة دعم وحماية من الهجوم الذي تعرضت له من بلدى لبنان.

وماذا عن كواليس اختيار فيلم القضية 23 لعرضه خلال فعاليات مهرجان الجونة؟
تلقيت اتصالا هاتفيا من صديقى انتشال التميمى، وعرض عليّ فكرة عرض الفيلم في المهرجان، ووافقت وقتها، لأنى كنت أتمنى أن يعرض الفيلم بمصر، وكان لا بد أن أقف بجانب صديقى انتشال أيضًا وأدعمه.

وما رأيك في الدورة الأولى بمهرجان الجونة السينمائى؟
مهرجان جميل ومنظم، والطقس بمدينة الجونة أكثر من رائع، وأتمنى النجاح لكل القائمين على العمل.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
الجريدة الرسمية