رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الصفقة الحرام.. 3 أسباب تدفع قطر لشراء اليونسكو «تحليل إخباري»

السفير مشيرة خطاب
السفير مشيرة خطاب

أظهرت نتائج الجولة الثانية من التصويت على منصب مدير عام منظمة "اليونسكو"، اليوم الثلاثاء، استمرار تقدم مرشح قطر حمد بن عبد العزيز الكواري بحصوله على 20 صوتا، وحلت مرشحة فرنسا للمنصب أودريه أزولاى، في المركز الثاني بين المرشحين الستة بـ13 صوتا، فيما جاءت السفير مشيرة خطاب المرشحة المصرية بالمركز الثالث بـ12 صوتا.


وبالحسابات المنطقية يبدو أن المنصب بات قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى المرشح القطري، خصوصا أن إجمالي الأصوات للمرشحين الثلاثة الآخرين، كفام سان شاو مرشح فيتنام ٥ أصوات، كيان تانج مرشح الصين ٥ أصوات أيضا، وأخيرا فيرا خورى لاكويه من لبنان ٣ أصوات، وهذه الأصوات مجتمعة تقدر بـ13 صوتا لن تستطيع حسم الموقف لصالح المرشحة الفرنسية أو المصرية في حال انسحاب المرشحين الثلاثة السابق ذكرهم.

عمليا أيضا المشهد يزداد تعقيدا بالنسبة للقاهرة وباريس، ويبدو أن الحل لإنقاذ "اليونسكو" من قبضة دولة إرهابية– قطر- تسعى جاهدة لشرائها، هو تنازل أحد المرشحتين المصرية أو الفرنسية لصالح الأخرى مع ضمانة حصول الطرف الباقي داخل السباق على أصوات الطرف المنسحب كاملة.

المال الحرام
الأزمة التي سببها المال القطري الحرام، لشراء ذمم البعض مقابل دفعه للتصويت لصالح مرشح مجهول النسب الثقافي ويحمل سيرة ذاتية مشوهة مقارنة بالمرشحة المصرية وأيضا الفرنسية القادمتان من حضارات جذورها ضاربة في التاريخ، يثير علامات الاستفهام حول مصداقية المنظمات الدولية التي تمارس داخل أروقتها أشكال الفساد المختلفة خلف ستارة الشعارات الرنانة.

الجانب السياسي في أزمة اليونسكو المعقدة أيضا، يفرض نفسه على المشهد بقوة ويسترعي تحليله لفهم أسباب حرص نظام الأمير تميم بن حمد، على شراء كرسي اليونسكو مهما ارتفع ثمنها في المزاد وسط الدول الأعضاء، وفي السطور التالية تضع "فيتو" الأسباب الكامنة لهرولة دويلة صغيرة للجلوس على مقعد الكبار:

تهمة الإرهاب
حصول قطر على منصب مدير عام منظمة "اليونسكو"، يعتبرها النظام القطري بمثابة شراء شهادة براءة ذمة أمام المجتمع الدولي من تهمة تمويله ودعمه للإرهاب، لكون المنظمة منبثقة عن الأمم المتحدة وإدارة الدوحة لها يمثل سد حماية أمام قرارات محتملة من المجتمع الدولي ضد تميم ونظامه بتهمة دعم الإرهاب، إضافة إلى أن اهتمامات المنظمة التي تركز على الثقافة والتربية والتاريخ تعد غطاء جيدا لوجه قطر القبيح أمام المجتمع الدولي الذي يمتلك أدلة ووثائق رسمية على دعمها للإرهاب ويغض الطرف عنها أو يضعه في أدراج أجهزة استخباراته لعقد صفقات مستقبلية.

دول المقاطعة
الهدف الثاني الذي تضعه قطر نصب أعينها في طريق السباق نحو كرسي اليونسكو، هو دول المقاطعة العربية الأربع "السعودية ومصر والإمارات والبحرين"، وترى الدوحة أن الحصول على المنصب بمثابة انتصار سياسي لها في أزمة المقاطعة العربية، يفتح لها المجال في دخول هذه العواصم بتأشيرة دولية، وأيضا تعد المنظمة مغناطيس لجلب مشكلات دولية لهذه الدول.

والتفوق على مصر من خلال خسارة مرشحتها على المنصب السفيرة مشيرة خطاب، تعتبره الدوحة هدفا إستراتيجيا في معركة النفس الطويل الدائرة بينها وبين الدول المقاطعة.

صفقة ترضية
خاضت مصر معركة شبيهة في اليونسكو عام 2009، انتهت بخسارة مرشحها وزير الثقافة الأسبق، فاروق حسني، أمام المديرة الحالية البلغارية إيرينا بوكوفا، التي نجحت في الفوز بالمنصب بـ31 صوتا، بفارق 3 أصوات على المرشح المصري، وكشفت النتيجة وقتها مدى النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في التحكم عن بعد بطريقة الاختيار والتدخل في توجيه التصويت.

التاريخ الذي يعيد نفسه اليوم، على ما يبدو حملة لسطور شبيهة من سيناريو 2009، ويؤشر على ملامح صفقة ترضية وإنقاذ تديرها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لصالح نظام تميم تتويجا للعهر السياسي الذي مارسته واشنطن في الأزمة الخليجية، بهدف وضع الجميع على طاولة الدفع النقدي للحصول على التأييد.
Advertisements
الجريدة الرسمية