رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا تكسب «مصر» من كأس العالم بعيدا عن كرة القدم؟.. «ملف خاص»

فيتو

الحلم أصبح حقيقة.. لحظات الخوف والترقب تحولت لفرحة هيستيرية.. أبواب السماء كانت مفتوحة على مصراعيها أمام مناجاة المصريين.. الله لم يرد للمصريين الانكسار، فاستجاب لنجواهم وكتب لهم فرحة غير منقوصة أراحتهم من عذاب انتظار «نار غانا».. كان القدر رحيما بهم.. واهبا إياهم الفتى المعجزة محمد صلاح... والباقي أصبح تاريخا.. المصريون بعد 28 عاما، عادوا للمونديال!

 


آمال وأمنيات تكسرت من قبل على أعتاب المونديال، دموع وحسرة وصراخ وعويل على ضياع فرصة هنا أو أخرى هناك أبعدت حلم المونديال خطوة.. أجيال متعاقبة على الكرة المصرية سطروا أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ اللعبة، تمكنوا من تحقيق المستحيل إلا شرف المشاركة في كأس العالم، ليأتي جيل محمد صلاح ليقطعوا تذكرة المرور إلى روسيا 2018.



منذ أمس، ومصر تعيش حالة من النشوة لتأكد مشاركتهم رسميا في كأس العالم، فرحة عارمة غابت لـ28 عاما، هنالك العديد من المكاسب التي ستجني مصر ثمارها لمشاركتها في العرس الكروي الأكبر، سواء على المستوى النفسي والتحفيزي، أو الأمني والرياضي أو ذلك الجانب المرتبط بتنشيط السياحة.



مكاسب مالية تنعش خزينة الدولة
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت.. إذ رصد الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ«فيفا» مكافأة 35 مليون جنيه لتأهل مصر للمونديال، فضلا عن إعلان هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة، أن هناك مكافأة استثنائية بالملايين للاعبين إلى جانب إعلان عدد من رجال الأعمال رصد مكافآت ضخمة للفراعنة للوصول لكأس العالم 2018، على أن يحصل كل لاعب على مليون جنيه مبدئيًّا بعد الصعود.

وبعيدًا عن "فيفا" يحصل اتحاد الكرة على 700 ألف يورو من شركة أديداس راعي ملابس المنتخبات الوطنية مكافأة التأهل للمونديال وفقا للعقد المبرم بين الطرفين، وهو ما يعادل 14 مليون جنيه مصري، أما في حالة تجاوز المنتخب الوطني الدور الأول للمونديال ستكون الشركة ملزمة بسداد 300 ألف يورو أخرى للمنتخب الوطني مكافأة التأهل للدور الثاني من المونديال.

الشعب محتاج الفرحة
«الشعب المصري كان في حاجة إلى ذلك النوع من السعادة منذ زمن».. يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي.
 


أبدى فرويز سعادته الشخصية بقطع مصر رسميا تذكرة مونديال روسيا 2018: «صعود المنتخب الوطني لمونديال كأس العالم 2018، بعد غياب 28 عاما، يعود على المواطنين برفع الروح المعنوية لديهم في جميع مجالاتهم، هذا الحدث سيزيد من قدرة المواطنين على الإنتاج والكفاءة في العمل لأنهم شعروا بأنهم قادرون على عمل المستحيل".

ويضيف فرويز أن الفوز من شأنه أن يعزز الثقة في الذات والإصرار على النجاح في الحياة الشخصية لكل مواطن يرغب في تحقيق ذاته أمام نفسه أولا ثم أمام أعين الجميع.

الانتصارات تخلق روحا قتالية
الجزء النفسي وحده قادر على تحقيق المستحيل، وانتشال المصريين من الكآبة والإحباط إلى العزيمة والإصرار فعلا أقرب للمستحيل.
 
رصدت «فيتو» ردود أفعال المواطنين عقب التأهل لكأس العالم، والتي ضمت آمالا كبيرة وأمنيات لتواجد حقيقي ومستمر داخل كأس العالم، فضلا عن بعض الآراء المحبطة التي لا مانع من تواجدها حتى لا نصاب بتخمة الانتصار.

قال حسن جمعة أحد مشجعي المنتخب، إن مصر بإمكانها الفوز أيضا بالمونديال ولكن في حال مغادرة كوبر المدير الفني لمنتخب مصر، مضيفا أن المنتخب صعد بـ«الدعاء». 



صلاح يمثل المنتخب كله
فيما رأى عمرو محمد، أن الجهاز الفني عقيم، قائلا: «ربنا مكسرش بخاطر الناس وفرحهم وقادرين على تحقيق المستحيل»، كما أشار مصطفى سالم إلى أن مصر ستفوز بالمونديال إذا تغيرت إستراتيجيات اللعبة وكوبر عدل سياسته، وتابع: «هنعتمد على صلاح لأنه بيمثل المنتخب كله».

وتمثل مشاركة مصر في مونديال 2018 بادرة خير جديدة للسياحة المصرية وخطوة على طريق الانطلاق الجديد للسياحة بعد الوعكات التي بلي بها قطاع السياحة الفترة الأخيرة نتاج العمليات الإرهابية.

السياحة مكسب خفي
في ذلك الصدد يتوقع الدكتور مجدي سليم، الخبير السياحي، زيادة نسبة السياحة في مصر والتي من الممكن أن تصل إلى 20%. 

«استغلال تواجد لاعبي المنتخب المصري في روسيا بالعمل على ترويج اسم مصر وكيانها العظيم ليس فقط في روسيا ولكن في جميع الدول الأوروبية».. هكذا رأى الخبير السياحي. 



فضلا عن مطالبته وزارة السياحة بأن تعد خطة ترويجية جيدة لكيفية ترويج اسم مصر سياحيًّا بالإضافة إلى عمل حملات إعلانية جاذبة لأكبر عدد ممكن من السائحين لزيارة مصر.

الأمن عنوان الانتصار
يجب علينا في خضم الفرحة العارمة التي أسعدت المصريين ألا يتناسوا العدو المتمثل في الجماعات الإرهابية المتربصة للمصريين في كل لحظة لاقتناص الفرحة من وجوههم.

إذ يؤكد اللواء محمد نور الخبير الأمني، على أن الأمن المصري أثبت جدارته، وقام بأدوار شاقة للغاية، وتحمل ما لا يقدر على حمله الجبال، فما لاحظناه أمس في تأمين المباراة يؤكد على كفاءة رجال الشرطة المصرية ونجاحهم في تنفيذ المهام الموكلة إليهم، وقدرتهم على تحدي الصعاب مهما كانت الأعباء الملقاة على عاتقهم. 



ويتابع نور، أن الأمن نجح في تأمين المباراة المصيرية، وقت اهتمامه أيضا بتأمين احتفالات نصر 6 أكتوبر العظيم، ووسط بعض المخاوف من وقوع أحداث إرهابية لأن قوى الشر والإرهاب غالبا ما تستخدم تلك الأحداث المهمة لارتكاب أفعالها الخسيسة.

ويشير نور، أن الأمن لم يعترض إطلاقا على أعداد الجماهير، فالاستاد كان كامل الإشغال، ورغم وجود تلك الأعداد الهائلة من الجماهير، لم نجد "شمروخا" واحدا تم إطلاقه بعد إحراز المنتخب لأهدافه، ما يعد دليلا على التفتيش المحكم والسيطرة الأمنية التي كانت موجود بمراحل التفتيش والذي كان متعدد المراحل، منذ لحظة دخول الاستاد حتى الوصول إلى المقعد.

نجحت الأجهزة الأمنية في ضرب مثل في الإلتزام والكياسة في التعامل مع الوضع الجديد، وبالرغم من نزول جموع الجماهير إلى الشوارع والميادين للاحتفال بالنصر، إلا أن ذلك لم يصب رجال الشرطة بالضجر، ووصل الأمر إلى احتفال الشرطة أنفسهم مع المواطنين جنبا إلى جنب، بكل تأكيد ضرب الأمن أمس مثالا يحتذى به في التعامل مع فرحة المصريين، فضلا عن إرساله رسالة تخرس الجماعات الإرهابية والجمعيات الحقوقية التي تصدح حناجرها بالظلم والبهتان على المصريين والأجهزة الأمنية.

يبقى السؤال قائمًا: «هل تستغل الحكومة المصرية النشوة التي تسرى في عروق المصريين لتحقيق انتصارات أخرى في مجالات مختلفة»؟
Advertisements
الجريدة الرسمية