رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. وثائق النقراشي شاهدة على نهاية الملكية.. وحفيدته: نطمئن لحكم السيسي

فيتو

في صباح الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1948، كان "النقراشي باشا" رئيس وزراء وداخلية مصر آنذاك في طريقه للعمل، حياه الشاب "عبد المجيد حسن" في زيه العسكري، ثم أفسح الطريق للنقراشي ليدخل المصعد الكهربائي، فإذا بثلاث رصاصات تتصدر منطقة الظهر والقفص الصدري، رئيس الوزراء المصري قتيلا في الحال، ويتبين بعدها أن الشاب عبد المجيد ينتمي للذراع السياسي المسلح للجماعة "الشابة" الإخوان المسلمين.


جدل واسع أحاط بشخصية النقراشي، حيث يعتبره كثيرون صاحب نصيب الأسد في القرارات المصيرية التي كان على مصر أن تتخذها حيال العديد من القضايا الداخلية والخارجية، وعلى رأسها الدخول في مضمار حرب فلسطين 1948، ونشاط الحركات الشيوعية والشبابية المناوءة للاحتلال البريطاني، فضلًا عن جماعة الإخوان المسلمين، وصراعها الدائم معه نهاية بتورطها في إغتياله.

منذ أيام قليلة قررت أسرة النقراشي باشا، متمثلة في ابنه وابنته وزوجها وحفيدته الدكتورة هدى أباظة، نقل الوثائق السرية الخاصة بالفترات العصيبة التي مرت بها مصر في فترة رئاسته للوزراء في المرة الأولى في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945، والثانية إبان حرب فلسطين 1948، إلى دار الكتب والوثائق المصرية، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى "نبش" التراب وإزالته من فوق هذا الجانب، لتفتح ملفات النقراشي باشا من جديد.

"فيتو" التقت بـ"هدى أباظة" أستاذ اللغة الفرنسية بجامعة عين شمس، وحفيدة رئيس الوزراء المصري "النقراشي" لابنته، والتي كشفت عن العديد من القضايا التي تناولها جدها بالوثائق. وأكدت "هدى" خلال الحوار، أنهم نقلوا هذه الوثائق في الوقت الحالي تحديدا، لاطمئنانها من أن الوثائق في أيدِ أمينة، في ظل حكم قيادة وطنية يترأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

من التربية إلى التنظيم السري
في بداية حديثها تسترجع "هدى" الصفحات الأولى من الوثائق والتي تتناول الفترة الأولى من حياته المهنية، حينما أرسل مع العديد من الشباب إلى بعثات خارجية بمباركة إنجليزية للإلمام بعلوم الكيمياء والفيزياء، ليقرر حينها الانخراط في العمل التربوي ويشغل نظارة إحدى المدارس، إلى جانب العمل في التنظيم السري، الذي استفاد خلالها من دراسته علوم الكيمياء جعله يركب المواد المكونة للقنابل التي كانت الحركة تزرعها في مواقع الإنجليز، مما أدى إلى القبض ثلاث عدة مرات، وفي هذا الشأن تعلق أباظة قائلة "كانت آخر المواقف السيئة بينه وبين الاحتلال، الحادث الذي عرف بمقتل السيردار الإنجليزي السير "لي ستاك" والذي حكم عليه خلاله، ولكن ثغرة قانونية صغيرة هي التي أنقذته من الإعدام.

النقراشي والحركة الشيوعية
"النقراشي واجه الحركات الشيوعية عن طريق البوليس والقوة"، هكذا تحدثت هدى أباظة عن مواجهة النقراشي للحركات الشيوعية التي نشطت في هذه الفترة خاصة قبيل حرب فلسطين وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت أشهر حادثة احتكاك بين النقراشي والحركة الطلابية، كما تروي هدى نقلًا عن وثائق جدها، حادثة كوبري عباس، أو ما عرف بمظاهرات الطلاب 1946، حينما تظاهر طلاب الجماعات الاشتراكية والحركات الأخرى، بالخروج في تظاهرات منددة بسياسة حكومة النقراشي تجاه الاحتلال الإنجليزي.

وتردف هدى قائلة "إعلام ثورة 23 يوليو شوه الحادث، وطوعه بما يتناسب مع سياسة رجال الثورة، الوثائق تؤكد أن الكوبري كان مفتوحًا قبل المظاهرة لعمل إصلاحات، ولما خرجت المظاهرات طلب الشباب من المهندس إغلاقه لعبور المظاهرة، لكن المهندس رفض، وتدافع الشباب بحماسهم المعتاد، مما أدى إلى سقوط بعضهم من فوق الكوبري"، وهذا يعني أن ما روي عن فتح حكومة النقراشي لكوبري عباس لإغراق المتظاهرين كما ورد في كتب التاريخ والأفلام التي تناولت هذا الحادث غير صحيحة.

قرار حرب فلسطين
لم يكن النقراشي من المرحبين بقرار انضمام مصر للجيوش العربية المشاركة في حرب فلسطين 1948، فالجيش عاري الظهر وفقا لما قالته أباظة، لا يستطيع أن يُزج به في حرب حتمية الخسارة، مما جعل جماعة الإخوان التي كانت حديثة الحل والحظر بعد قرار النقراشي بحلها على خلفية مقتل القاضي "أحمد الخازندار"، وتقليب الملك عليه.

تشير هدى إلى أن النقراشي أفرد مساحة واسعة من وثائقه لهذا الشأن، "حسن البنا وقت حرب فلسطين أرسل خطاب للديوان الملكي، يحرض فيه الملك على عزل حكومة جدي، لأنه متخاذل تجاه قضية فلسطين، مما دفع جدي حينها لتقديم استقالته، لكن الملك رفض".

وأضافت، "النقراشي ظل رافضا لدخول مصر حرب فلسطين لأنه كان لديه مصر أولا وليس العروبة، فهو صاحب فكر قومي".

«الإخوان المسلمين» 
في النهاية تتطرق حفيدة النقراشي إلى حادث اغتيال النقراشي باشا في ديسمبر عام 1948، على خلفية حله لجماعة الإخوان المسلمين التي كانت في أوج نشاطها السياسي والمسلح ضد شخصيات عامة وأماكن حيوية في محافظات البلاد، لتؤكد أن الشاب عبد المجيد حسن، الطالب بكلية الطب البيطري، كان من طلبة النقراشي، ووالده كان على معرفة شخصية به، فإذا به يتشبع بأفكار الجماعة الإسلامية ويقتل النقراشي عن قناعة تامة بوجوب ذلك، ليخرج بعدها حسن البنا يردد عبارته الروتينية في مثل تلك المواقف "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"، مبرءًا يد التنظيم من دم النقراشي.
Advertisements
الجريدة الرسمية