رئيس التحرير
عصام كامل

والله وعملوها الرجالة


الحمد لله أن كتب لنا متابعة منتخب مصر في المونديال، ونحن نعمل في بلاط صاحبة الجلالة، بعد أن كنا قد فقدنا الأمل، الحمد لله أن نجوم المنتخب كانوا على قدر المسئولية، مع جهازهم الفني والإداري ومجلس إدارة اتحاد الكرة بالكامل، ونجحوا في إسعاد الملايين من جماهير مصر.


منذ اللحظة الأولى وقد أسعدني الحظ بمرافقة الفريق الوطني مع إطلاق الشرارة الأولى في التصفيات بلقاء الكونغو في برازفيل، ولم يساورني الشك في الوصول والتأهل للمونديال، بعد سنين طويلة من المعاناة وسوء الحظ، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يقف فيها معنا الحظ، ويحالفنا التوفيق من أجل تلك اللحظة التي انتظرناها 28 عامًا.. أعتقد أن اللحظة مناسبة لبداية قوية وحتى لا نضطر للانتظار 28 سنة أخرى، وبات اتحاد الكرة مطالبًا بالتخطيط من الآن للاستمرار على نفس المستوى، والانفتاح على الكرة العالمية، لا سيما أن الأجواء هذه المرة مختلفة كل الاختلاف عن مونديال 90..

هذه المرة أصبحنا نملك أعدادًا كبيرة من المحترفين في أقوى الدوريات العالمية، وهم يمثلون ذخيرة قوية للمنتخب وللكرة المصرية، وأصبحت الفرصة مهيأة لمضاعفة الأعداد؛ لأن الاحتراف في الخارج شئنا أم أبينا يصقل اللاعبين ويزيد خبراتهم، كما أنه يكون فرصة لعدم وجود توقفات طويلة في الدوري المحلي.

الوصول للمونديال حلم جميل دعونا نستمتع به فترة طويلة، بعيدا عن المنغصات وأصحاب النظريات التشاؤمية، وهؤلاء الذين لاينظرون إلا لنصف الكوب الفارغ.

الحقيقة التي لا تقبل الشك أن هناك جنودا مجهولين كانوا وراء تلك اللحظة التاريخية، بداية من مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق برئاسة المحترم جمال علام، ونائبه الكابتن حسن فريد الذي كان له دور أساسي في زرع النواة والاهتمام بها حتى ترعرعت، ووصلنا إلى المونديال، وأعتقد أن مجلس الإدارة الحالي لابد أن يأخذ المبادرة، وينظم حفل تكريم لهؤلاء الرجال، ومعهم الدكتور علاء عبدالعزيز الذي كان يتولي الجهاز الإداري للمنتخب.

وإذا كانت هناك كلمة شكر فلابد أن توجه للمهندس هاني أبوريدة تاجر السعادة، وصانع الفرح الأول، ومع احترامي للجميع، فإن أبوريدة هو البطل الأول الذي تصدى وبكل شجاعة للمهمة غير عابئ بكل مناصبه في الاتحادين الدولي والأفريقي، وهو يعلم أن الخروج من المونديال سيكون نهايته مع الكرة.. لكنه صمم وراهن على المنتخب وكان رهانه صحيحًا.

أعتقد أن أبو ريدة يستحق تكريمًا خاصًا من الرئيس السيسي؛ لأن الرجل أخلص في مهمته، وأنا أعرف أنه لا يعشق الأضواء ودائمًا ينسحب من الضوضاء... مبروك لأبوريدة.. مبروك لمصر... مبروك لكوبر وجهازه والقادم أفضل بإذن الله للكرة المصرية.
الجريدة الرسمية