رئيس التحرير
عصام كامل

عراقية شقراء تطلب الخلع من زوجها المدمن بعدما هربت من جحيم داعش

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على باب محكمة مدينة نصر، تقف القضايا تتشابك مع بعضها البعض في همومها، فالضجيج يملا طرقات وجوانب المحكمة، لا تكاد تبصر عيناك مكانا واحدا تمر منه، ما بين امتلاء قاعاتها بصوت الحاجب "محكمة"، مناديا أصحاب المشكلات والهموم، وما بين نداء الحرس على المتهمين، لا تجد نفسك إلا واقفا وسط معمعة، الكل فيها يترقب كلمات القاضي.


وفى إحدى الطرقات كانت هناك سيدة في منتصف الربعين من عمرها، شقراء ضاع معظم جمالها وبهت لون عينيها الزرقاوين وسط دموعها، اقتربنا منها وبحديثنا معها تبين أن لهجتها غير مصرية، من أي بلد أنت؟ فأجابت: أنا عراقية متزوجة من مصرى منذ 16 سنة، تعرفت عليه في العراق واستطاع أن يوهمنى بالحب إلى أن وافقت على الزواج منه.

ما بال دموعك لا تجف، تقفين وحيدة برفقة الضجر والقلق، فما مشكلتك، وما الذي اتى بك إلى المحكمة؟

لقد سئمت الحياة مع رجل لا يقدر مسئوليات الزوجية، عقب ظهور داعش في بلدي، عم الخوف والذعر كل أرجاء البلاد، فمعظم أهلي قد فر تاركا وراءه كل ما يملك من أجل النجاة بحياته، وكنت في ذلك الوقت متزوجة منه ولدي منه ابنة وابن أكبرهما يبلغ 14 سنة، واقترح على أن نترك العراق ونسافر إلى القاهرة للعيش في كنف أهله بعيدا عن الحرب وهولها.

وتضيف سعاد، هذا اسمها: وافقت على طلبه، لعلى أجد الراحة في تربية أبنائي، وبالفعل قدمنا إلى القاهرة وعشنا بمنطقة قريبة من حى مدينة نصر، منذ عامين، في شقة صغيرة جدا، لا تكاد ترى نور الشمس، قدمنا لأولادنا في المدارس، ومن هنا بدأت المشكلات، فزوجي لا يريد أن يعمل، ولا يتحمل مصاريف المنزل أو المعيشة، فمن أين أنفق على طفلين في مراحل التعليم، فنزلت للبحث عن العمل، وبالفعل رزقني الله بعمل لدى " كوافير سيدات".
وتضيف: ما أعظم عطاء الله، أصبح لدى عمل أجني منه مرتبا لا بأس به، يساعدنى وأبنائي على العيش وتحمل نفقات الدراسة، إلا أن زوجى ذلك العاطل الذي لا يأبه بمشكلات طفليه ولا تربيتهما، كان يقوم بضربي وسرقة مرتبى وما أتحصل عليه من" بقشيش من الزبائن" ويقوم بإنفاقه على ملذاته من خمر ومخدرات، ولا يستحى أن يأتى للمنزل ثملا، تفوح منه رائحة الخمر والمخدرات، أريد أن أتخلص منه، أريد حلا لمشاكلى، أريد خلعه.

هذه كانت آخر كلماتها "لم أعد أستطيع تحمل هذا الرجل، ولا أريد أن يراه طفلى بهذا المنظر".
الجريدة الرسمية