رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قل «لوطية» ولا تقل «مثلية»


اختفى كل دور للأزهر، ودار الإفتاء، والأوقاف في كارثة احتفالية الشواذ في التجمع الخامس.. لم نسمع لا حسا ولا خبرا لمن علقوا بكلمات كلها إطراء وإشادة بقرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات.. "يا ما كان في نفسي أن ينظروا إلى داخل مصر، ربع نظرتهم إلى أرض الحجاز".. لم نشاهد أصحاب فتاوى نكاح البهائم، ووطء المتوفاة، وإرضاع الكبير، ولم نطالع صورهم على شاشات التلفاز! ولم يكتب الدكتور جمعة خطبة موحدة، ويوزعها على مرءوسيه من الأئمة في كل أنحاء القطر المصري ليؤكد خلالها عدم مشروعية زواج الرجل بالرجل والأنثى بالأنثى.


ماذا ينتظر الأزهر، وإمامه الطيب؟! وماذا ينتظر الشيخ مختار جمعة، والدكتور علام؟! وإلام يطول الانتظار؟!

يجب أن يكون للدين.. الأزهر والكنيسة دور حاسم في المصيبة التي أخذت تتنامى مثل كرة الثلج أمام ناظرينا دون أن نلتفت إليها..
أذكر أن الشيخ متولي الشعراوي، رحمه الله، حينما سئل عن رأيه في الشباب، وكيفية إصلاحه، قال، وان ذلك منذ أكثر من 20 سنة، انسوا الجيل الحالي، وابدأوا مع الأجيال القادمة، وحاولوا إصلاحها؛ فالجيل الحالي، الذي وصل حاليا للأربعينات، وهو ما كان يعنيه الشيخ، انتهى، ولا أمل في إصلاحه!! ماذا لو كان الشعراوي حيا؟! هل كان سيموت كمدا وحسرة على ما آل إليه حال شبابنا؟!
وعندما سمع عبدالناصر، رحمه الله، بأن هناك مسابقة لاختيار أجمل شاب، أصدر أوامره يالقبض على كل الشباب المشاركين، وأمر بحلق رءوسهم "زيرو"، وإرسالهم فورا إلى القوات المسلحة للتجنيد!

كنت أتمنى أن ينتفض الأزهر، حصن الإسلام، ويبادر بإصدار وثيقة، بالاشتراك مع الكنيسة، لتصويب مسار الشباب، والقضاء قضاء مبرما على تلك الظاهرة "اللوطية"، مع الحرص على تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية، فلا يقول المثليين والمثلية، بل يقول "اللوطيين"، و"اللواط".. حتى ننفر منها ذوي الفطرة السليمة، ولكي يتوقف ذلك الطوفان الهادر الذي يهدد البقية الباقية من كل أمل في المستقبل.

علينا أن نعترف بأن الشباب يعاني فراغا نفسيا وثقافيا رهيبا؛ لغياب القدوة والمشروع القومي.. وبعد أن تم ضرب كل الرموز التي كان يُعتَقد أنها مُثُلٌ عُليا.

ومثلما يقع عبء كبير على عاتق الحكومة، ممثلة في وزارة الشباب والرياضة، لإنهاء البطالة، وتشجيع ممارسة الرياضة، وليس مجرد الذهاب إلى "الجيم"، فإن على البيت والأسرة، والمدرسة والجامعة عبئا ضخما أيضا.. انشغال الأبوين بتحصيل الأموال أهدر مساحة الاهتمام بالأبناء، وتركهم نهبة للإنترنت، وصديق السوء.. وانتشار التشدد والتطرف، والفكر الوهابي في المساجد دفع الكثيرين لعدم الاكتراث بأداء الصلاة.. ومنع السياسة في الجامعة، رغم المبررات القوية لذلك، دمر طاقات الشباب، ووأد الكفاءات، وأجهض الأحلام، وأسقط الشباب فريسة للأمراض النفسية والعضوية أيضا.

المعادلة صعبة، لكن على علماء الدين النزول إلى ساحة المعركة، التي لن تقل عنفا عن الإرهاب، والقتال ضد مروجي الظواهر المدمرة لأبنائنا.. القضاء على "اللوطية"، التي أمست ظاهرة، صار فرض عين على كل رجال الدين ومسئول بالحكومة.

Advertisements
الجريدة الرسمية