رئيس التحرير
عصام كامل

محمود طاهر رئيسا للوزراء!


لم تكن المرة الأولى التي يصنع فيه الأهلي نصرا من موقع الهزيمة، ولم تكن المرة الأولى التي نراقب فيها بشك موقعة للأهلي في ساعات عصيبة، ليعلن على الملأ أنه القادر على صنع البهجة والانتصار والبطولة، ولم تكن هي المرة الأولى التي تخندقت فيها الجماهير لترى ماذا سيحدث في تسعين دقيقة لقلوب المصريين المتلهفة للحظة انتصار حتى لو كانت في مباراة لكرة القدم، ولم تكن المرة الأولى التي يثبت فيها الأهلي أنه فريق عمل متجانس رغم كل الصعوبات وقادر على إعلان هويته المصرية وسط جماهير غفيرة ليست جماهيره.


على أرض "رادس" التونسية كانت جماهير مصر تراقب موقعة تعدت أهمية مباراة لكرة القدم، فالمصريون المكتوون بنار الأسعار وهزائم الجنيه المتتالية ووقائع أخرى أكثر ضراوة لم يتوقعوها، بعد الأمل في ثورتين متتاليتين، نزل إلى أرض الملعب أحد عشر لاعبا وضعوا في قلوبهم إرادة مصرية خالصة لينقلونا من خانة الهزيمة إلى مربع النصر القادم عبر لحظات حرجة.. انتصروا وأسعدوا الناس.

كثيرا ما كان الأهلي هو لحظة النصر الوحيدة التي نحياها دوما، وكثيرا ما كان هو فريق العمل الوحيد الذي يمتلك القدرة على رفع علم البلاد خفاقا، وكثيرا ما كان هو صانع السعادة وكثيرا ما كان هو مساحة النظام الدقيق في البلاد وكثيرا ما كان هو ساحة الإرادة والعزيمة، فلماذا لا نفكر في إسناد رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة برئاسة المهندس محمود طاهر!

ولكم أن تتصوروا محمود طاهر رئيسا للوزراء، وعن يمينه محمود الخطيب وزيرا لصناعة الأمل، وعن يساره حسام البدري وزيرا لتجارة الأحلام، ومعه نخبة من الوزراء الشبان فيتولي شريف إكرامى وزارة الصد والرد عن مؤامرات تحاك ضد البلاد، فيصبح كما يقولون عنه وزير الصد خلفا لوزير السد العالي عصام الحضري الوزير الأهلاوي السابق، ويمنح على معلول الجنسية المصرية ليتولي وزارة الطوارئ التي تستطيع أن تحيل الهزيمة إلى نصر، فيحول كوارث السيول إلى بحيرات نزرع حولها نخيلا وأعناب!

ولا شك أن محمود طاهر الذي سافر مع فريق عمله إلى تونس وهو مريض، سيكون رئيسا للوزراء من عينة المعايشة الوجدانية للجماهير، فقد آثر على نفسه أن ينتقل إلى أرض المعركة هناك في "رادس"، بينما المهندس شريف إسماعيل لا يبرح مكتبه إلا إلى بيته فلم نر سيادته ذات يوم يشارك ضحايا السيول أو المنازل المنهارة أو حتى ضحايا تعويم الجنيه.. الفارق بين محمود طاهر وبين شريف إسماعيل هو الفارق بين النصر والهزيمة!

ولك أن تتصور القواعد الحاكمة التي سيطبقها محمود طاهر على مجلس وزرائه، مستمدا ذلك من تاريخ الأهلي العريق وصلابة القواعد الإدارية الحاكمة داخل القلعة الحمراء، ولك أن تتصور دقة الانضباط التي سيراعيها وطريقة العمل المتناغم بين أعضاء حكومة الأهلي الجديدة والتي استطاعت على مدار قرن كامل، صياغة إدارة حديثة قادرة على استيعاب كل ما هو جديد وكل ما هو ناجح.

سنضمن متابعة أوركسترا متناغم مع ظروف المواطن، وسنتابع حماسة المحترفين في الإدارة وطريقة تعاطى حكومة طاهر مع آمال الناس وطموحاتهم، وسنري كيف يتحول مجلس الوزراء إلى خلية نحل لا تعرف الهزيمة.. سنري واقعا جديدا يولد البهجة من رحم المعاناة، ولن نرى شاردا خارج السرب ولن تكون هناك حالة الفوضى التي نراها في مجلس وزراء شريف إسماعيل!

الجريدة الرسمية