رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصر مستهدفة بالفن والإعلام


عندما فكرت الدولة في كبح جماح الفن والإعلام والحد من الفوضى الحاصلة بسببهما، لم تدعم الكيانات القائمة فعليا منذ عشرات السنين وتطهرها من الفاسدين والمستفيدين دون جهد حقيقي وتقوي موقف قياداتها، بل تعمدت إلغاء وزارة الإعلام واتحاد الإذاعة والتليفزيون والمجلس الأعلى للصحافة، وأنشأت ثلاث هيئات جديدة خلطت بها الحابل بالنابل وفرقت دماء الفن والإعلام بينها، وزادت معها فوضى الساحة واضطرابها نتيجة عدم وضوح الاختصاصات، وكأنها تأسست فقط مكافأة للمقربين والموالين للقيادات الجديدة.


انشغل أعضاء الهيئات الإعلامية بالمزايا و"البرستيج" وانصرفوا عن العمل في ظل تداخل الاختصاصات وعدم وضوحها، فتركوا الساحتين الإعلامية والفنية بلا "حسيب ولا رقيب"، ونسوا أن مصر مستهدفة بالفن والإعلام ربما أكثر من الحرب العسكرية والإرهاب، وهو ما كان على الدولة الالتفات إليه ومواجهته بجدية وحزم وتعيين المشهود لهم بالكفاءة واتخاذ القرار بدلا من المقربين!

لا يخفى على أحد أن الأزهر الشريف يتعرض لحملة إعلامية شرسة في السنوات الأخيرة، المستفيد منها بصورة مباشرة جماعة الإخوان الإرهابية ومعهم المتاجرين بالدين، وكذلك إيران الساعية لتشويه المرجعيات الدينية لصالح "الولي الفقيه"، فضلا عن الداعين إلى "العلمانية" وفصل الدين عن الدولة وإلغاء ولاية رجال الدين.. من هنا وجدنا برامج كثيرة تسيئ لرجل الدين، إما عن عمد أو جهل، أو رغبة في إثارة جدل حتى على حساب الضيف، مثلما حدث في برنامج ديني ورط أساتذة من جامعة الأزهر في فتاوى غريبة عن موضوعات جنسية بحتة تسببت في ضجة عربية واسعة أظهرتنا وكأننا "أمة لا يشغل شعبها إلا الجنس مع الموتى والحيوانات"!!.

برنامج آخر استضاف منشد ومبتهل معروف، وهو بالأساس إمام وخطيب مسجد، فقدت المذيعة الحس الإعلامي ولم تحترم لباس ضيفها الأزهري ولم تقدر حساسية مهنته الدينية، وطلبت منه أداء أغنية من الزمن الجميل، ليستجيب الشيخ ويغني "لسه فاكر"، فتنهال عليه الانتقادات وينتهي به الأمر إلى وظيفة إدارية ومنعه من الخطابة في المسجد وإحالته إلى التحقيق.

"مسخرة" أخرى في حلقة تليفزيونية ثالثة جعلتنا أضحوكة دون مبرر، كانت ضيفتها طفلة صغيرة قيل أنها تتمتع بقدرات فذة توجتها من أذكياء العالم، فإذا بالفقرة تتحول إلى "مهزلة" نتيجة الاستسهال في العمل وعدم التحقق من المعلومات قبل البث على الهواء.. هذه عينة مسيئة ومهينة تحط من صورة وقدر البلد لكنها مرت دون رقابة أو محاسبة!!.

عندما نأتي إلى الفن، لم نسمع عن إجراء من هيئات الإعلام تجاه عمل رمضاني درامي أو برامجي به تجاوزات وما أكثرها، وانتهت الأمور بسلام رغم رسائل الهدم والترويج لأفكار ومعتقدات غريبة والإساءة المباشرة في أغلب المسلسلات. ولا ننسى الكليبات المبتذلة بكلماتها ومضمونها وصورتها وأصوات المشاركين فيها.

نتوقف قليلا عند حفل فريق "مشروع ليلى" بالتجمع الخامس، ورفع أعلام مثليي الجنس فيه دعما لأعضاء الفريق، هذا الحفل يفترض محاكمة من شارك في ترخيصه وليس من رفعوا الأعلام فقط، خصوصا أن الفريق اللبناني معروفة الميول الجنسية لبعض أعضائه وهم اعترفوا بذلك منذ سنوات، كما أن أغنياتهم تعتمد على الحرية المطلقة في تناول الموضوعات الجنسية ويرفضون بشكل قاطع الرقابة. كما سبق أن كشفوا عن معاناتهم من عدم القبول في أماكن عدة منها أمريكا، فكيف يسمح لهم بإحياء حفلات في مصر؟.

وبعد القبض على من رفعوا أعلام "الرينبو" ورقصوا بها في الحفل، يجب تغليظ عقوبة من يكرر ذلك، كذلك الالتفات إلى الفنانين المنتمين إلى تلك الفئة وجاهروا بذلك برفع العلم على حساباتهم في التواصل الاجتماعي، وتحجيم حضورهم الفني والإعلامي، حتى لا يتخذهم الصغار قدوة ومثالا يحتذى!!.

الأمر نفسه ينطبق على من يسيئ لصورة البلد من الفنانين بأي شكل، مثلما أطل أحمد الفيشاوي بحالة غير طبيعية على الهواء في افتتاح مهرجان "الجونة السينمائي" وتلفظ بكلمة بذيئة أحرجت الجميع وأساءت لصورة البلد وأظهرتنا كشعب من الرعاع، وهو الذي اعترف قبل فترة في برنامج بمعاقرته الخمر، وشجع الشباب على الجنس قبل الزواج بشرط وجود نية استمرار العلاقة!!.. نموذج الفيشاوي وغيره الكثير يجب تطهير الفن منهم وهذه مهمة الجهات الرقابية الحقيقية القادرة على مواجهة ما تتعرض له البلد من حرب نوعية، لأن هيئات الإعلام في "غيبوبة"!!.

Advertisements
الجريدة الرسمية