رئيس التحرير
عصام كامل

ممثل مسلمي بورما في مصر: نتعرض لعمليات تصفية عرقية.. و«الروهينجا» هم السكان الأصليون

فيتو

  • «الرصاص أو الجوع».. هكذا يموت المسلمون في بلادى 
  • كثير من المسلمين ارتدوا عن الإسلام نتيجة عمليات التعذيب
  • الصين تريد احتلال بورما طمعا في البترول واليورانيوم 
  • تكاتف القوى الدولية للضغط على السلطات سبيل الخروج من الأزمة
  • مصر بلد طيب وأشعر بتعاطف المصريين معنا
  • شيخ الأزهر ألقى بيانا تاريخيا لدعم مسلمى الروهينجا 
  • «لا إله إلا الله محمد رسول الله» أول عملة لميانمار.. ومقتل 10 من أفراد الشرطة فجر الأحداث
«جوع.. تهجير قسري.. القتل رميًا بالرصاص.. مساجد تهدم.. بيوت تقذف» هذه الكلمات تلخص حقيقة ما يتعرض له مسلمو بورما هذه الأيام، «فيتو».. بدورها استضافت الدكتور عمر فاروق ممثل مسلمي بورما في مصر، لتوضيح حقيقة الأوضاع التي يتعرض لها المسلمون هناك، والتعرف على الأسباب الحقيقية وراء تلك الأزمة مؤخرًا.

«فاروق» أكد أن المسلمين في بلاده يتعرضون لعملية تصفية عرقية من قبل السلطات البوذية، التي تتفنن في طرق تعذيبهم، مشيرًا إلى أن تكاتف المجتمع الدولى للضغط على السلطات السياسية في بورما هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة الأخيرة، مشيدًا بدور الأزهر في الوقوف بجانب مسلمى بورما.. وإلى نص الحوار:


ما حقيقة ما يحدث في بورما من حملات اضطهاد للمسلمين؟
منذ عام 2012 بدأت حملة مكبرة لاضطهاد المسلمين، وهذا الموضوع كبير جدا وتدخل فيه بعض الدول الكبرى في العالم، وهناك عمليات تصفية عرقية تحدث ضد المسلمين من قبل البوذيين، وهناك عمليات تهجير قسرية باستخدام الأسلحة الثقيلة ويتم هدم منازل المسلمين بجانب هدم المساجد.

بماذا ترد على ادعاءات السلطة السياسية أن الروهينجا ليسوا سكانا أصليين؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق. وقد شرحت الخلفية التاريخية لسكان الروهينجا وأنهم هم السكان الأصليون بالفعل، ومن الأدلة على ذلك أن أول عملة لدولة ميانمار كان اسمها "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وكان أول 7 ملوك لها من المسلمين، وأول حكومة كان أغلبها مسلمين.

وما الذي فجر الأزمة مؤخرًا؟
الأزمة بدأت بتنفيذ حملة مكبرة لإخلاء المسلمين والاعتداء عليهم، وتم الاشتباك بين المسلمين وقوات الشرطة، وتم قتل عشرة من قوات الشرطة وهو ما زاد من غضب القيادات السياسية، فزادت الاعتداءات وعمليات القتل ضد المسلمين، وطبقا لآخر الأرقام فهناك ما يقارب المليون ونصف المليون مسلم تم تصفيتهم في تلك العمليات والحملات لقوات الشرطة البوذية، التي- للأسف- تعلن وتقول إنها تحارب الإرهاب، ولكنها في الحقيقة تعتدى وتقتل المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم.

لكن هناك من يشير إلى أن المسلمين اتجهوا لـ"المواجهة المسلحة".. ما حقيقة هذا الأمر؟
هذا كلام غير صحيح فالمسلمون في بورما يتعرضون إلى القصف والقتل، والقوات تستخدم ضدهم الأسلحة الثقيلة، والوسائل التي يدافع بها المسلمون عن أنفسهم بدائية، هذا إلى جانب أنهم لا يملكون الأموال أو التمويل لشراء أو امتلاك أسلحة ثقيلة.

تاريخيًا.. كيف دخل الإسلام إلى بورما؟
الإسلام دخل إلى بورما منذ أكثر من 1200 عام، من خلال التجار العرب الذين كانوا يأتون عبر نهر الصين ومنها إلى بنجلاديش، والإسلام موجود في تلك المناطق قبل وجود البوذية، وميانمار كان قديمًا اسمها "بيو"، وملامح سكان البيو شكلهم قريب من الهنود والصينيين، والفضل في دخول الإسلام في بورما هو عن طريق تاجر عربى اسمه عبدالرحمن عبدالرحيم، هو وأخوه منذ نحو ألف عام كان يتاجران هناك وكانا سببًا رئيسيا في دخول الإسلام إلى بورما.

ماذا عن تاريخ البوذية في بلادكم؟
قديما كان هناك دولة بورما لوحدها وأراكان لوحدها ثم احتلت بورما أراكان، الروهينجا هم السكان الأصليون لبورما، ويوجد هناك نوعان من البوذية الشمالية "القديمة" والجديدة، وشهدت بورما بدايات ظهور البوذية الجديدة.

هل المسلمون وحدهم يتعرضون للاضطهاد في بورما؟
للأسف ليس المسلمين فقط، فالبوذيون يضطهدون كل من هو على خلاف دينهم، والمسيحيون كذلك يتعرضون للمضايقات، لكن ليس بنفس الحجم الذي يتعرض له المسلمون.

من وجهة نظرك.. ما سُبل الخروج من هذه الأزمة؟
على المجتمع الدولي الضغط حتى يتم التدخل لحفظ أرواح المسلمين هناك، وعلى كل الأقليات المتواجدة هناك الاتحاد فيما بينها لعقد مؤتمر دولي مكبر، وليكن في مصر مثلا، ويتم من خلاله دراسة كيفية التدخل والضغط على القوى الدولية من أجل الحفاظ على أرواح المسلمين ووقف الاعتداءات الممارسة عليهم.

كيف ترى موقف الأزهر الشريف من الأحداث؟
شيخ الأزهر ألقى كلمة تاريخية بخصوص الانتهاكات التي تمارس ضد مسلمى الروهينجا، وطالب المجتمع الدولي بضرورة التدخل لوقف تلك الاعتداءات التي تمارس ضدهم، كما أنه بحث مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كيفية الوصول إلى طرق لحفظ أرواح المسلمين هناك، وسعيد جدًا بهذه الجهود، ومنذ قدومي إلى مصر منذ عشر سنوات أتعامل مع الأزهر وأصبحت ممثل مسلمى بورما في مصر، لكن الأزهر أيضًا له حدود يتعامل من خلالها، والموضوع يحتاج إلى تدخل القوى الدولية.

ماذا عن موقف رئيسة الوزراء في بورما الحاصلة على جائزة نوبل للسلام؟
رئيسة الوزراء الحالية كانت معارضة للقيادة السياسية في البداية وتم اعتقالها فترة طويلة، وبعد خروجها من السجن خاضت الانتخابات المحلية، وحققت فوزا كبيرا وحصلت على جائزة نوبل للسلام، لكن بعد توليها القيادة السياسية تغير موقفها، ولا تريد أن تصدق ما يحدث للمسلمين وتخرج في تصريحات مغايرة للواقع في وسائل الإعلام.

هناك من يشير إلى ارتداد العديد من المسلمين عن الإسلام بعد تعرضهم لعمليات التعذيب.. ما مدى حقيقة هذا الأمر؟
للأسف هذا حدث بالفعل فهناك بعض المسلمين في بورما ارتدوا عن الإسلام، بسبب تعرضهم لعمليات التعذيب والتصفية العرقية، التي تحدث، والعمليات التي تحدث هناك صعبة جدا ولايمكن تصورها والمشاهد قاسية، فلك أن تتخيل أنه حتى على الحدود بين بنجلاديش وبورما تم زراعة الألغام حتى لا يستطيع المسلمون الهروب إليها، فأي شخص يريد أن يهاجر إليها يجد الألغام أمامه وقوات الشرطة خلفه وفى الحالتين هو ميت، وللأسف تخرج السلطات بعد ذلك لتعلن أن المسلمين ينتحرون ويقتلون أنفسهم.

وهل صحيح أن كثيرين هاجروا إلى بنجلاديش؟
بالفعل الكثير من المسلمين هاجروا إلى بنجلاديش، بحكم أنها أقرب دولة إلينا، لكنها في ذات الوقت دولة ضعيفة، ولا تستطيع توفير حياة كريمة للمسلمين لضعف الإمكانيات المتواجدة بها.

الصور والفيديوهات التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي البعض يؤكد أنها «مفبركة».. تعقيبك؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، وهذا الكلام يحزننى شخصًا، فبعض الإعلاميين يقولون ذلك وكأنهم غير مسلمين، وهذه المشاهد تمثل الشيء القليل مما يحدث للمسلمين في بورما، فهناك عمليات تصفية عرقية حقيقية وقتل وتعذيب ومشاهد صعبة، لكن في نفس الوقت لا أنفي أن هناك بعض الصور والفيديوهات من دول النيجر وغيرها من البلاد، لكننى في الوقت ذاته أؤكد أن الوضع على أرض الواقع أصعب بكثير من الصور.

ما مدى تأثير عمليات التصفية العرقية والمسلحة على الأحوال الاقتصادية؟
أحوال المسلمين هناك يرثى لها بالفعل، فالناس التي تنجو من العمليات الإرهابية لا تجد أي فرص للعمل، ولا يكون لديها أي مصدر دخل، فالناس إما يموتون قتلا أو جوعًا.

هل بالفعل البترول واليورانيوم وراء ما يحدث في بورما؟
بالفعل بورما بلد غنى بالبترول واليورانيوم، والصين تريد أن تحتل أرض «الروهينجا» للاستيلاء على تلك الثروات من بترول ويورانيوم، واعتقد أن ذلك هو كلمة السر وراء حملة التعذيب والاضطهاد التي تمارس ضد المسلمين.

حدثنا عن وضعك في مصر وكيف يتم التعامل معاك كمواطن بورمى؟
أعيش في مصر منذ عشر سنوات تقريبا، وأنا حاصل على دكتوراه من كلية الآداب جامعة بنى سويف، والشعب المصرى طيب جدًا وكريم للغاية، وألاقى كل صور التعاطف من الأهالي، وأى شخص يعرف أنى من بورما يتعاطف معى جدا، ويقدم لى وسائل التعاطف وفعلا مصر أم الدنيا وأنا أشكر المصريين جدًا.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية