رئيس التحرير
عصام كامل

صديقي أردوغان!


هذا الوصف أطلقه الرئيس ترامب على الرئيس التركي أردوغان عندما التقيا في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزاد ترامب فقال مادحًا أردوغان إنه يحكم جزءًا صعبًا جدًا من العالم ويستحق علامات جيدة، ثم أضاف ترامب بعد هذا المديح قائلا إنه -أي أردوغان- صار أقرب إليه من أي وقت مضى..


وبهذه الكلمات الحافلة بالإطراء من ترامب لأردوغان طوت الإدارة الأمريكية صفحة من العلاقات مع تركيا وأردوغان شابها التوتر والشد والجذب والخلاف حول الكثير من الأمور، وهى كلمات كاشفة لا تبين فقط أن السياسة الأمريكية متغيرة حسب تغير المصالح، فهذا أمر مفروغ منه، وإنما الأهم تبين الطريقة والأسلوب الذي يدير به ترامب هذه السياسة، إنه أسلوب يمكن تسميته الأسلوب الهوائى أو المزاجي، فالرئيس الأمريكى يتخذ مواقفه سواء بالمدح أو القدح لقادة الدول المختلفة حسب مزاجه الشخصي أو حسب حالته المزاجية، فضلا بالطبع عن شخصيته المندفعة.

ولعل هذا يفسر لنا لماذا عجز ترامب حتى الآن عن تنفيذ ما يقول به، ولماذا تتناقض تصريحاته وتغريداته مع تصريحات وزير خارجيته وبعض المسئولين في إدارته، ولذلك لا يجب أن نعول على تصريحات وتغريدات ترامب وحدها ونحن نصوغ سياساتنا وعلاقاتنا مع الولايات المتحدة، فهو يقول الكثير ولا يفعل إلا القليل مما يقوله، ويقول اليوم أمرًا وغدًا يقول عكسه، وظني أن أزمة قطر خير مثال على ذلك، فهو مثلما امتدح أردوغان امتدح أيضًا تميم.
الجريدة الرسمية