رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدارس حي المطرية «وجه الخير» للباعة الجائلين.. «تقرير مصور»

فيتو

شارع متوسط المساحة يحوي بين جنباته الكثير من التفاصيل، والأصوات البشرية المختلطة بنداءات لا تتوقف.


إن وطأت قدماك هذا الشارع لا تتمكن من تمييز البيوت من المدارس والمحال إلا بعد الغوص في دهاليزه، مزيج لا شبيه له، تتداخل فيه الجوانب التعليمية بالاجتماعية، ومن الطبيعي أن تجد مجموعة من الطلاب المراهقين وقد "زوغوا" من مدارسهم في أيام افتتاحها الأولى، ليقفوا أمام منزل أحدهم، يمصون أعواد القصب، ويأكلون الحلوى ويشربون التمر الهندي و"الحلبسة"، فشارع المدارس بالمطرية الراعي الرسمي لمثل هذه المأكولات، خاصة في أيام الدراسة الأولى.


دقت الساعة الواحدة ظهرا، وحان موعد خروج أفواج الطلبة والطالبات من إحدى مدارس الحي، يقف "أبو شيماء" وزوجته أمام عربة حمص الشام التي ابتاعها منذ 17 عامًا، بعد أن وهن بصره، إثر العمل في كي الملابس بمكواة الرِجل، فلجأت زوجته إلى بيع حمص الشام، وجاء هو معها لسحب العربة والائتناس بها بدلًا من أن يبقى وحيدًا في المنزل، "كنت بشتغل مكوجي من صغري ومتجوز بقالي 32 سنة، ومن أكتر من عشر سنين نظري ضعف جدًا، وقفلت المحل وبنيجي أنا ومراتي نقف قدام المدرسة نبيع الحمص".


تبيع أم شيماء كيس الحمص بأسعار متفاوتة من جنيه حتى اثنين، "الأسعار رفعت فاضطرينا نرفع إحنا كمان"، موسم المدارس هو الكنز الثمين الذي يفتح على مصراعيه لأبو شيماء ورفيقة مشواره الذي انتهى نهاية مأساوية، ليجدها هي الملاذ التي أنقذته من الغرق في بحار العوز والحاجة للآخرين، "الحمد لله جوزت ولادي من الشغلانة دي واللي قبلها، والحمد لله بنختم حياتنا سوا زي ما بدأناها، بنستنى الدراسة بفارغ الصبر رزقها كتير".


حضر منصور، البالغ من العمر 17 عامًا من قريته بسوهاج، تاركًا خلفه ستة أخوة جميعهم تشرب بصنعة النجارة في القرية، بعد أن تركهم والدهم وتزوج بأخرى. 

قصة منصور تبدو روتينية وتتكرر كل يوم وفي كل مكان، لكنه بحبه للحياة وتعلقه بها، جاء بعربة خشبية تحوي جميع أنواع الحلوى، يستقر بها أمام مدرسة الأمن بالمطرية، ولأن هذه هي الأيام الأولى للدراسة، يحرص الجميع على الحضور، مما يزيد من فرصة الحصول على رزق أوفر يتعدى 60 جنيها الثابتين كل يوم، منذ مجيئه إلى حي المطرية منذ شهرين، "أنا هنا من شهرين، حبيت المكان والناس عرفتني، ببيع بأسعار قليلة، كل حاجة هنا بجنيه، أغلى حاجة الموز الحلاوة باتنين جنيه، في العادي بكسب 60 جنيها، لكن أيام الدراسة من إمبارح بيدخلي 100 جنيه، فبقدر أساعد بأي حاجة الناس اللي سبتهم في الصعيد".


"محمد القصبجي"، ثلاثون عامًا، اكتسب صفته من مهنته في بيع القصب أمام مجمع مدارس حي المطرية، فمنذ سنوات لا يحصيها طلبة المدرسة، أصبح علمًا من أعلام المنطقة خلال موسم القصب، يداوم محمد على المجيء من منطقة عزبة النخل بالقاهرة، بسحب سيارته الكارو التي تحمل 4 شتلات من القصب هو مخزون اليوم الذي سيكفي حتى نهاية اليوم الدراسي، "باجي من قبل الظهر بالأربع شتلات بيخلصوا أول ما ميعاد المرواح ييجي، ببيع العود من 2 لـ5 جنيهات، طول الموسم الوضع صعب ومبكسبش، لكن مع شهور الدراسة الخير كتير وباكسب فوق 200 جنيه".
Advertisements
الجريدة الرسمية