رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق عكاشة.. وكلمة حق


أخطأ توفيق عكاشة عندما التقى السفير الإسرائيلى، فكان جزاؤه الحرمان من عضوية البرلمان، والخطأ والجزاء رحب بهما وأقرهما غالبية النواب والمواطنون.. وأخطأ عكاشة عندما هاجم بعض رجال الأعمال والشخصيات العامة.. وكان جزاؤه اعتذارًا بالصوت والصورة وهو في فراش المرض بثته أغلب المواقع الإلكترونية، وقد أقر الجميع الخطأ ورحبوا بالاعتذار.


وأخطأ توفيق عكاشة عندما تحدث عن كواليس ولقاءات قال إنه شاهد عليها، ولم يكن الوقت الحرج الذي تمر به مصر مناسبًا لما قاله سواء كان صحيحًا أو مختلقًا، وأقر الجميع الخطأ حتى أن البعض رحب باستبعاده من شاشة القناة التي يمتلكها.. ومؤخرًا فصل القضاء في شهادة الدكتوراه التي قدمها عكاشة للبرلمان، حيث كشف زيفها وإن كنت آمل أن يفصل القضاء في العديد من شهادات الدكتوراه التي يحملها أشخاص ونعلم زيفها.

عكاشة عوقب على أخطائه بالقانون، فلماذا نسعى إلى النيل مما تبقى منه وقد تحول جسده إلى مرتع للمرض، علاقة إنسانية أعتز بها تجمعنى بعكاشة، ومع ذلك لم أخف اختلافى مع بعض مواقفه ولم يكن نفاذ القانون فيه مفاجأة لى حيث كان متوقعًا أن يجنى ثمار ما اقترفت يداه، ولم أخف أيضًا علاقة إنسانية وصداقة تجمعنى بالكاتب الصحفى سيد على، فقد اقتربت منه لسنوات ومازالت، وأعلم ما بداخله من فيض وطنية وإنسانية، لكن أن يتحول توفيق عكاشة إلى فريسة لقلم سيد على وهو ما لم أعهده فيه.. هنا لابد أن نتوقف ونشير إلى مجموعة من الحقائق لا تخفى على أحد..

فالأرض التي أكد سيد على امتلاك عكاشة لها... مساحتها "5500 فدان" حصل عليها من رموز الحزب الوطنى.. معلومة كانت تحتاج إلى تدقيق فالأرض يمتلكها أكثر من 700 أسرة من خلال "جمعية الإعلاميين الشبان" التي يرأس مجلس إدارتها توفيق عكاشة وبنى بعض الزملاء الصحفيين عليها بيوتًا ومزارع، وهناك نزاع قضائي بين الدولة والصحفيين على هذه الأرض، وللعلم.. الأرض حصل على مساحات كبيرة فيها بعض نواب البرلمان وكبار الإعلاميين الذين لم يتطوعوا بتقديم المعلومة للرأي العام، بل إنهم تواروا إزاء سيل الاتهامات الذي وجه لعكاشة رغم أنهم الأحرص على الاحتفاظ بالأرض، وكنت أتمنى أن يمتلكوا الشجاعة ويقولوا الحقيقة..

أما الحقيقة الثانية التي لا تخفى على أحد فتتمثل في الدور الذي لعبه توفيق عكاشة إبان فترة حكم الإخوان، ففي الوقت الذي تحول فيه العديد من الإعلاميين إلى النقيض وأكثروا من الثناء على الإخوان وتملقوهم.. كان عكاشة الأجرأ في كشف زيفهم أمام الرأي العام.. وغير منصف من يتناسى الحشود التي قادها توفيق عكاشة في أقاليم مصر ضد الإخوان، ليس هذا فقط.. لكنه كان سباقًا في فضح مؤامرة الشباب الذين تدربوا في الخارج وتآمروا على مصر.

وغير منصف أيضًا من يتناسى التفاف الإخوان وأعوانهم حول حازم صلاح أبو إسماعيل في محاولات يائسة لاقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي طوال أيام كانت الأصعب على كل من يعملون في قنوات المدينة، وكان اسم توفيق عكاشة يتصدر قائمة المستهدفين من حازم وأعوانه، ويكفى عكاشة "وتلك تذكرة لصديقى سيد على".. أنه أول من دافع عن برنامج "48 ساعة" الذي تشرفت برئاسة تحريره وتقاسم تقديمه سيد على وهناء سمرى، حيث كشف البرنامج عن خلية المتدربين في الخارج من الذين هتفوا ضد الجيش وحرضوا وشاركوا في حرق أقسام الشرطة والمجمع اللغوى، فتحول البرنامج إلى مرمى لسهامهم بل إن أغلب الإعلاميين هاجموا البرنامج تملقًا لشباب أغلبهم موجود في السجون حاليًا، ولم ييأس توفيق عكاشة من الدفاع عن البرنامج.. وبمرور الأيام تأكد صدق كل ما ورد في "48 ساعة" وصدق ما دافع عنه عكاشة.

لذلك لم يكن من اللائق أن ننهش في جسد موجوع بالمرض، وصوت جنح عن المسار فاستحق أن يسكته القضاء، ولمن لا يعلم.. العديد من الإعلاميين والصحفيين استفادوا من توفيق عكاشة، وهم يقرون ذلك فيما بينهم، وفى العلن يقولون شيئًا آخر، هناك من استفادوا من عكاشة المذيع، ومن عكاشة مالك قناة الفراعين، ومن عكاشة رئيس مجلس إدارة جمعية الإعلاميين الشبان، استفاد الكثيرون.. لكننا للأسف نتناسى.
basher__hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية