رئيس التحرير
عصام كامل

«ريمونتادا» شريف إكرامي.. «بروفايل»

شريف إكرامى
شريف إكرامى

الريمونتادا.. كلمة إسبانية انتشر استخدامها بكثرة في الملف الرياضي، خلال الفترة الأخيرة، وتعني التعافي أو العودة أو نجاح طرف في العودة وتحقيق الانتصار على منافسه، بعد الانكسار، وسبق أن تم استخدامها في وصف المعارك الأهلية وثورات الاستقلال بين القرن الـ16 والـ19 وتحديدًا في إقليمى كتالونيا والباسك، عندما كانا يمنيان أنفسهما بالاستقلال عن الحكم الملكي الإسباني.


ما سبق سرده يبقى تجسيدًا للحالة التي وصل إليها شريف إكرامي حارس مرمى المنتخب الوطنى والنادي الأهلي، بعد نجاحه في قيادة المارد الأحمر إلى قبل نهائى دوري أبطال أفريقيا، على حساب الترجى التونسي أمس في ملعب رادس بالعاصمة التونسية.

إكرامى بات نموذجًا فريدًا من نوعه، ليس فقط في نجاحه في الزود عن مرمى الأهلي وقيادة الأحمر إلى بر الأمان، ولكنه بقي نموذجًا في كيفية العودة بعد الانكسار وتنفيض "تراب الإخفاق"" لغياب التوفيق في بعض المشاهد، واللقطات المصيرية في مشواره مع الأهلي.

وحش أفريقيا الشهير بشريف إكرامى تعرض لحملة جديدة من التقطيع بعد إخفاقه في مباراة الذهاب أمام الترجى الأسبوع الماضى في برج العرب في مشهد كربونى، لما تعرض له الموسم قبل الماضى مع الهولندى مارتن يول، بعد الخروج من بطولة دوري أبطال أفريقيا النسخة الماضية، ولكنه كعادته التزم الصمت ورفض الرد، واكتفى بالتركيز في التدريبات فقط من أجل الرد بقوة في الملعب، والتأكيد على أن عرين الأهلي في أمان.

إكرامى لم يظهر على الإطلاق عقب مباراة الترجى في الذهاب، ومكث على تحضير نفسه للقاء الإياب، واكتفى بتدوينة واحدة على صفحاته الرسمية بعد دعمه من أنصار الفريق في المران الأخير بالقاهرة، الذي شهد دعمًا "سبيشيال" من أنصار الفريق للحارس المخضرم الذي استقبل رسالة ستبقى تاريخية حال تتويج ببطولة أفريقيا هذا الموسم تتمثل في كلمات "معلش معلش.. إلعب ميهمكش" هذا الهتاف الذي هز أرجاء ملعب التتش وحوله إلى بركان انتفاضة ستبقى في الذاكرة، بعد أن هتف الأهلاوية بجنون ورددوا اسم إكرامي الابن في مشهد لم ولن ينسى.

المشاهد الدرامية التي مر بها شريف إكرامى خلال السنوات الماضية، والتي شهدت العديد من الانكسارات تفتح المجال أمام نموذج مختلف هذه المرة، ممثلا في "حارس" لا يعرف المستحيل، ويبنى مجده من الصعوبات، ويعتمد على الانكسارات للوصول إلى القمة، كما فعلها في مواسم شهدت بدايتها تعثرات ونهايتها بطولات ونجاحات، وكما حدث الموسم الماضى الذي شهد تتويجه بلقب أفضل حارس مرمى في الكرة المصرية رغم انتهاء الموسم قبل الماضي، بانكسارات وأزمات كانت كفيلة بإنهاء مستقبل أي لاعب، ولكن يبقى الوضع مختلفا، ليس للظروف فقط، ولكن لارتباطها باسم "شريف إكرامى" فقط.

شريف إكرامى نجم الكرة المصرية والنادي الأهلي نجح في توصيل رسالة تحمل مضمون "المستحيل خارج حساباتى"، بعد أن نجح في استعادة بريقه وكبريائه، وأكد للجميع من جديد أنه ما زال قادرًا على طمأنة الجميع على مستقبل حراسة مرمى الأهلي محليًا وإفريقيًا، وإن كان لهذا الأمر سر، فإنه يعود في المقام لقوة شخصية الحارس الدولى وسماته الشخصية القادرة على تحمل الصعاب، والعبور بأزماته إلى بر الأمان والعودة للقمة على طريقة الريمونتادا.
الجريدة الرسمية