رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حكاية الموسيقار المصري الذي يحمي المهاجرين من تطرف اليمين بألمانيا

فيتو

الاستسلام للفشل هو بداية النهاية لأي إنسان، ولكن أصحاب الهمم العالية لديهم القدرة على شق طريق النجاح من قلب الفشل، وهذا ما تؤكده مسيرة الفنان المصري ناصر قلادة، الذي فشل في إكمال تعليمه بكلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان، ليتحول إلى موسيقار كبير تعتمد عليه السلطات الألمانية لحث المهاجرين على المشاركة في الانتخابات البرلمانية، حتى لا ينجح اليمين المتطرف في فرض أفكاره ضد المهاجرين.


هاجر ناصر قلادة منذ بضع عقود هاربا من فشله في مصر إلى نجاح كان يتوقعه سهلا في ألمانيا، ولكن الواقع في بلاد الغرب ليس مهيئا دائما للباحثين عن فرصة جديدة، وهو ما عبر عنه قائلا «لم يكن طريق النجاح سهلا بدءا من الحصول على تأشيرة سفر واقتناص فرصة الإقامة في دولة بحجم ألمانيا».

وأضاف «بعد عام أو أكثر من المعاناة والتخبط بين ظروف الغربة الصعبة والرغبة في عدم العودة إلى مصر دون جدوى، قررت تكوين فرقة أفريقية تمزج بين الموسيقى الغربي والشرقي خاصة الموسيقى النوبية، وبعدين طبقت فكرتي اللي عايز أوصلها وهي مزج الغربي بالشرقي، على مسرحية شوفتها بالصدفة لموسيقي ألماني شهير».



وأوضح قلادة أنه أعاد عرض المسرحية بعد إضافاته الموسيقية وبدأ في التدرج في مجال الموسيقى من هذه النقطة، حتى وصل الآن إلى امتلاكه نحو ست فرق موسيقية، أشهرها "رنين"، جميعها يصب في قالب واحد وهو تحقيق التناغم بين موسيقى الشرق والغرب، "الموسيقى النوبية هي الأكثر شيوعًا في ألمانيا بالنسبة لفرقتي".

ويحكي قلادة عن ذكرياته في مصر قائلا في مدرسة علي مبارك النموذجية بطنطا، تبنت "سيسيل" مدرسة الموسيقى موهبتي التي بدت لافتة للانتباه من خلال حبي للعزف على الجيتار والطبلة بأنواعها.

وتابع "من أولى ابتدائي لحد السنة السادسة هي اللي تبنتني ونمت فيا الموهبة دي، لحد ثانوي لما سافرت ألمانيا للمرة الأولى ورجعت أصبحت قادرا على العزف على آلات موسيقية عديدة".

لأن الحياة لم تسر على نفس الإيقاع طوال الوقت، فقد قابل ناصر عثرات من حين لآخر، ففي بداية عمله في فرق غربية في طنطا والقاهرة، كان العمل مقتصرًا على البواخر والفنادق مرورا بشرم الشيخ، موضحا "ابتدينا نعمل الفرانكو آراب، لكن مكنتش لسه حققت اللي بتمناه".



ولا يستطيع ناصر أن ينسى أغسطس عام 1993 من رأسه، حين مثل مصر التي كانت تمثل أفريقيا مثلت أفريقيا في العزف أثناء مسابقة دورة ألعاب القوى، حين وقف قلادة على المسرح في "شتوتجارت" الألمانية، بجوار فرق برازيلية وألمانية.

وغنى ناصر في حب مصر والسلام الذي ترعاه مصر على مر العصور، ليفاجأ بعدها أن المصريين لم يكونوا على علم بهذا الحفل ولا أن مصر لها ابن يمثلها في بطولات عالمية، مضيفا "الموضوع سمع في ألمانيا ودول غربية كتير إلا مصر محدش لحد الآن يعرف عنه حاجة".


ثلاثون عامًا مرت على قلادة لم يتنفس سوى هواء ألمانيا، غاص في مجتمعها وعاصر مشكلاتها، خاصة مشكلات اللاجئين في الخمس سنوات الأخيرة، والعرب بشكل عام، لذلك اختارته السلطات الألمانية مؤخرا ضمن 4 شخصيات أخرى لوضع صورتهم على كتيب لحث المهاجرين للمشاركة في انتخابات المستشارية الألمانية، معتمدة على شعبيته في الفترة المهمة التي تمر بها ألمانيا وهي الانتخابات الألمانية التي يتنافس عليها حزبان الأول مسيحي محافظ والآخر ديموقراطي "عملت كتيب بخمس لغات لحث المهاجرين المجنسين ألمانيًا على المشاركة في الانتخابات لأن عدد الموالين لحزب اليمين زاد بسبب سياسته مع النازحين".


Advertisements
الجريدة الرسمية