رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عاصمة الفوسفات العالمية في البحر الأحمر 100 عام من الثروة

فيتو

يعود تاريخ قرية «أم الحويطات» جنوب غرب مدينة سفاجا في الصحراء الشرقية، لأكثر من 100 عام، تلك القرية التي أطلق عليها «لؤلؤة الصحراء» باعتبارها التجمع الصحراوي الوحيد المضيء، ولقبت بـ«عاصمة الفوسفات» في العالم؛ حيث كانت بداية استخراج هذا الخام من باطن الأرض عندما جاء إليها المهندس الإنجليزي «آندي» عام 1902 ليجري أبحاثه في المنطقة على بعد نحو 20 كيلو متر من ساحل البحر الأحمر جنوب سفاجا، ليكتشف وجود الفوسفات بملايين الأطنان في باطن الجبال.


بعد سنوات من تحقيق حلم «آندي» في أن ينشئ مجتمعا تعدينيا من العمال والمهندسين والفنيين المصريين لاستخراج هذا الخام الذي يصدر لدول العالم، تحولت المنطقة إلى أهم مناطق الجذب والهجرة من قرى الصعيد -خاصة من مدن جنوب محافظة قنا- وأقيمت المدارس والمستشفيات والمسرح فيها، حتى إن السينما المصرية خلدت هذا المكان بفيلم «الاعتراف» الذي يدور جزء من أحداثه في قرية «أم الحويطات»، بطولة فاتن حمامة، كما تم مد طريق إلى شاطئ البحر لتصدير الخام إلى مختلف دول العالم.

في تسعينيات القرن الماضي، تبدل الحال تماما؛ حيث تم القضاء على هذه القلعة التعدينية والقرية بقرار رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف عبيد، بإغلاق وتصفية المشروع دون أي خطة بديلة توضح كيفية الاستفادة من المكان أو العاملين، لتتحول القرية والمناجم ومعدات المشروع إلى أطلال وبيوت ومنشآت مهجورة، ويحال العمال إلى المعاش المبكر، وتقوم الدولة بتصفية وتهجير العمال وأسرهم إلى قرية أم الحويطات الجديدة، لتترك القرية القديمة شاهدة على هذه القصة.

إبراهيم أبو جعيز، رئيس مجلس محلي مدينة سفاجا السابق، يقول: «إن قرية أم الحويطات القديمة كانت أكثر منطقة جذب سكاني وعمالي بالبحر الأحمر لعشرات السنين، إلا أنه مع تصفية مشروع استخراج الفوسفات وتهجير السكان انتهت قصتها مع الفوسفات، وبقيت أطلال القرية من منازل ومساجد ومدارس ومناجم شاهدة على تاريخها».

وفي هذا السياق، يقترح محمود دندراوي، أحد منظمي رحلات السفاري الصحراوية بسفاجا، إحياء زيارة هذه القرية بتحويلها لمنطقة سفاري صحراوية وجذب سياحي، وإنشاء بانوراما تروي قصة هذه القرية خلال 100 عام، لتظل شاهدة تروي تاريخ مضيء عن عاصمة الفوسفات، بعرض المعدات والأجهزة التي كانت تستخدم في عمليات استخراج الفوسفات، لافتا إلى أن مئات السائحين يزورون القرية ويتأثرون بما تبقى من أطلالها، مما يجعلها منطقة جذب سياحي حتى يومنا هذا.
Advertisements
الجريدة الرسمية