رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا كل هذا القبح؟


على مدى قرون طويلة كانت مصر يضرب بها المثل في الثقافة والفن والرياضة والسياسة والموضة والتنوير والاعتدال الدينى، وكان في كل مجال من هذه المجالات عشرات الأمثلة من الشخصيات التي أثرت في كثير من المصريين وفى أجيال كثيرة، فكل يوم هناك عمل فنى جديد يطل على الجمهور سواء كان فيلما سينمائيا أو مقطوعة موسيقية أو أغنية جديدة أو ديوان شعر، ولم نسمع في عهد هؤلاء أن أحدهم قال تصريحا شاذا أو ذكر رأيا يغيب عنه المنطق أو علق تعليقا في غير مكانه كانت كل كلمة بحساب وكل تصريح في مكانه وكل رأى له وجهاته.


اليوم تبدل الحال وتغيرت الصورة واختلفت الوجوه ولم نعد نسمع سوى عن الفتاوى الشاذة والأفكار المضللة والعلاقات المتطرفة والفن الهابط والفنانين الأكثر هبوطا في الذوق واختيار الكلمات التي تقال على الملأ والكلمات التي تقال في الحمامات العامة، والغريب في الأمر أنه لم يعد أحد يستهجن الوقاحة وقلة الذوق والتجاوز أصبح كله متساوى ومادة خصبة لبرامج "التوك شو"، التي لا تمل من الكلام عنه حتى يأتى موضوع آخر أكثر غرابة ثم تبدأ الحكاية من جديد موضوع آخر وشخصية أخرى وحدث جديد يصبح مادة للسخرية والفكاهة على وسائل التواصل الاجتماعى، فتوى عدم حرمة معاشرة الزوج لزوجته الميتة، وفتوى جواز معاشرة البهائم لا ينفصلان عن المجتمع الذي نعيش فيه، ففى كل مجال هناك ماهو أخطر من هذه الفتاوى، فهذا المجتمع هو الذي تفوه فيه ممثل خلال مهرجان سينمائى دولى بألفاظ لا تقال سوى في الحمامات العمومية فماذا نتظر من الفن الذي سيقدمه؟ من المؤكد أنه سيكون من عينة ألفاظه.

والمجتمع الذي انزعج من هذه الفتوى الغريبة هو الذي سمح لكثير من الشيوخ باعتلاء المنابر وهم غير مؤهلين وأخذ عنهم دينهم الذي يقدمونه للناس في القرى والريف وفيه ما هو أخطر من هذه الفتوى.. والمجتمع الذي سمح لرئيس ناد رياضي كبير بترديد ألفاظ لا تختلف كثيرًا عن ألفاظ الممثل على الهواء مباشرة، هو الذي أخرج أخلاق حسام وإبراهيم حسن غير الرياضية للأجيال الجديدة..

الحكومة ليست مسئولة فقط عن تحسين مستوى دخل الفرد، بل مسئولة أيضًا عن معالجة التغير السيئ الذي أصاب المجتمع في كل شيء، حيث أصبحنا مضرب الأمثال في كل ما هو سيئ وكل ما هو قبيح.. فلماذا؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية