رئيس التحرير
عصام كامل

محمد الموجي: فيروز لم تنفتح على فناني العرب وظلت حكرا على الرحبانية

الملحن محمد الموجي
الملحن محمد الموجي

الملحن محمد الموجي مدرسة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، لحن لجميع الأصوات الغنائية.

وفي آخر حوار له في مجلة كلام الناس عام 1995 حول رأيه في الأصوات النسائية التي لحن لها وكانت سببا في شهرته والأصوات التي كان يتمنى التلحين لها قالها بصدق وصراحة:


"فيروز هي قمة الغناء العربي شئنا أم أبينا فهي فنانة كبيرة ومتميزة غنت في كل أصقاع الأرض رغم الظروف التي تمر بها بلادها، ومع ذلك فإن فيروز ما زالت مطربة ناقصة لأنها حكر على الرحبانية والملحنين في لبنان ولم تنفتح أبدا رغم أن كل فناني العرب مروا على مصر وأتمنى أن تفكر في التعاون مع الملحنين المصريين الكبار وأنا أول من يتمنى العمل معها.

أما نجاة الصغيرة فقد التقيت بها في البداية من خلال مختارات الإذاعة وقدمت لها أغنيتين ولم أسمع منها تعليقا أو شكرا على الحاني فضايقني هذا باعتبارها ــ في ذلك الوقت ــ أشهر مني ولها كيانها الفني، ونجاة من الأصوات التي تفهم ما تفعله وهي أعذب وأحلى الأصوات التي تعاملت معها في حياتي، ومن مميزاتها أنها تعقد جلسات طويلة مع المؤلف والملحن ولا تأخذ عملا كقضية مسلمة، لكنها موسوسة.. لكنها وسوسة لصالح العمل فنيا.

والتقيت مع فايزة أحمد عام 1956 وكانت قد غنت لمحمود الشريف وكمال الطويل "قبلي".. لكن صوتها لم يظهر بالشكل المطلوب معهما، فهي صاحبة صوت حساس شديدة الصدق في أدائها.. وفي يوم أعطاني محمد حسن الشجاعي كلمات من مختارات الإذاعة وطلب تلحينها لمطربة جديدة اسمها فايزة أحمد تقول (أنا قلبي ليك ميال) ولحنت الأغنية وغنتها فايزة وهي في الشهر التاسع ونجحت الأغنية، ثم قدمنا (يا أما القمر ع الباب) فكانت صاروخا آخر في حقل الغناء. وكانا هاتان الأغنيتين هما سبب شهرتي.

أما شادية فهي من الأصوات التي أحبها جدا فهو صوت رقيق نظيف لامع فيه أنوثة ودلع مقبول غير مبتذل، من أول الأغنيات التي قدمتها معها (شباكنا ستايره حرير، لما رماني برمش العين، أقول لأ) وبالنسبة لشادية فهي التي طلبتني لألحن لها ولم أرفض لأني كنت أحب صوتها، وكان مكسبي منها فنيا أكثر منه ماديا، وكان فيلم لحن الوفاء أول لقاء لي معها.

وأخيرا صباح.. وصوتها مثل الفاكهة النادرة ذات المذاق والشكل المبهج، فعندما تسمعها تشعر بالسعادة وترتسم الفرحة على وجهك، وهي مخلصة جدا، تعرفت عليها في الخمسينات أثناء فيلم "القلب يهواه" مع حسين صدقي ثم لحنت لها أغنية "لأة" في فيلم شارع الحب التي أثارت زوبعة كبيرة وطالبوا بإيقافها بحجة خروجها عن الآداب العامة.
الجريدة الرسمية