أحمد الشبكي يكتب: «ماسك في نغمة الحرمان»
يا أخى كله بيعدى.. مالك طنش ومشي أمورك.. معلش جرى إيه يعنى.. يعني هي دى الأزمة.
الجمل دى وغيرها كتير، ممكن تستعملها مع ناس حواليك، وتستنكرها لو اتقالت ليك. وغالبا تكون سبب في إنهاء وقتل مشاعر وأحاسيس وطموح وآمال أشخاص أنت عايش في وسطهم، فمش ضرورى كل الحاجات اللى أنت شايفها تكون نفسها بنفس الحجم والأهمية عن أشخاص تانيين.
أنت تعرف أن في ناس بتهتم جدا أنها تحتفظ بالشنطة اللى جالهم في هدايا ويهتموا بها زى اهتمامهم بالهدايا بالظبط ؟ في ناس كتير كده مش ضرورى لو انت مش مهتم بالحاجه دى تسخر منهم وتقلل من أهمية الموضوع ده، ممكن يكون اهتماماتك غير اهتماماته، الاهتمام بالتفاصيل بيتعب ناس كتير بس في الغالب بتبقي دى جزء من حياتهم وليها جمالها عندهم، فلو انت التفاصيل مش حاجه ضروريه عندك بلاش تجرح غيرك وتقلل منها، وخصوصا أنه لو حصل ومهتمش أي حد باى حاجه تخصك ممكن تقلب الدنيا ومش هتهدى.وتتهمه بأنه مش مهتم بيك وو و... الخ
ناخد من كلمات الرائع ايمن بهجت قمر في اغنيه عمرو دياب " نغمة الحرمان " مثال، معظم الناس عجبتهم الاغنيه في طريقه الأداء والكلمات اللى بتعتبر حالة جديدة، ولكن تعالي نحلل كده الكلمات بشكل سريع هنلاقي الكلمات بتبدا بـ " ماسكلي في نغمة الحرمان وعمال تشكي وتهول لا فرق اللي انت شوفته زمان ولا الحلو اللي في الأول " بكل بساطه لخص مشوار طويل بان لسته الحرمان اللى عماله تتغنى علطول وعماله تتكرر وتتكبر وتتهول بيتسقط في وسطها الحلو كله، يعني من الاخر عمال يعمل مونتاج للشريط بتاع الحياه ويشيل منه الحاجات الحلوه ويعمل شريط ينكد بيه على نفسه وعلى اللى حواليه، لدرجه أنه ختم الجمله بطريقه يعبر فيها عن الزهق وعدم التحمل لنفس الاسطوانه فكتب بعدها " وجعتك ده انت توجع بلد في ايه هو انت اشتريتني " وكأنه عايز يقوله هو يا اخى انت بنى أدم بتحس وعندك مشاعر وانا مش من لحم ودم برضه.
والملخص أن مفيش إنسان كامل وفيه كل حاجه حلوه وزى الفل، كل واحد جواه الحلو والوحش ؛ ولو انت بتشتكى من الوحش اللى في غيرك، يبقي من حقه برضه أنه يقول الوحش اللى فيك، بس ساعتها متغنيش له نغمه الحرمان وتنسى أنه كان مشغلها ليك قبل كده، يريت محدش يفتكر الاحساس والمشاعر والاهتمام لما يكون مفتقدها، ياريت يفتكرها برضه لما يكون مقصر فيها.
من كتاب اشتغل على نفسك متشتغلش نفسك وفى جزء الاحساس رايح جاى، كتبت " اعلم أن المشاعر والاحاسيس في اتجاهيين، فابحث فيما تقدمة منها مثلما تدقق فيما تستقبله لها.
