رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

د. سعاد صالح : «معاشرة البهائم» ليست فتوى .. وندمت على توضيح مسألة «نكاح الموتى»

فيتو

  • >> تصفية الحسابات وراء الحملة ضدى 
  • >> أكل لحوم الموتى يجوز عند الضرورة 
  • >> رقص المرأة لزوجها جائز 
  • >> الجهل والفقر سبب انتشار زنا المحارم
  • >> خروج المرأة بالمكياج جائز بشرط عدم الزيادة
  • >> الطلاق عبر «الواتس آب» وفيس بوك لا يقع.. وأنا مع إلغاء الطلاق الشفوى 
  • >> المذيع أحمد عبدون يسعى دائما لإيقاع الضيوف وإثارة البلبلة
  • >> نعاني من حالة فراغ ديني.. ويجب عدم ترك المجال بهذه الصورة للقنوات الفضائية
  • >> القيادة السياسية لا يمكن أن تقبل بتحريف أي مسألة متعلقة بثوابت الدين
  • >> تونس أخطأت في إقرار زواج المسلمة بغير المسلم.. ولا يمكن تكفيرهم 
  • >> مناهج الأزهر لا تدعو إلى التطرف
  • >> أرفض غلق الكليات العلمية.. ولا أوافق على جواز الاختلاط في الجامعة



انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من الفتاوى الشاذة التي أثارت حالة من الجدل والبلبلة بين أوساط المجتمع المختلفة، وهو ما فتح الباب حول أهمية تنقيح كتب الفقه وضرورة تجديد كتب التراث، وسعت بعض وسائل الإعلام إلى خلق نوع من الأخذ والرد، من خلال إثارة بعض الفتاوى التي يصاحبها نوع من الجدل، ومؤخرًا ظهرت فتوى جواز "نكاح الموتى" و"معاشرة البهائم" للدكتور صبري عبد الرؤوف والدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
"فيتو" بدورها حرصت على لقاء الدكتورة سعاد صالح التي أكدت أنها لم تفت بجواز "نكاح البهائم"، وإنما كان هذا في إطار التعليق على فتوى "نكاح الموتى"، مشيرة إلى أن كتب الفقه بها العديد من الفتاوى الشاذة، لذا يجب تنقيتها حتى نغلق الباب أمام من يهاجم الأحكام الشرعية، مؤكدة أن هناك حملة تشويه تتعرض لها من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر والتي تعمل بها، وإلى نص الحوار...

◄نريد توضيحا لما أثير حول فتوى "معاشرة البهائم"؟
ما حدث أنى كنت ضيفة على قناة "LTC" في برنامج "عم يتساءلون" وكان ضيف حلقة اليوم الذي سبق حضوري الدكتور صبرى عبد الرؤوف، وأطلق فيها فتوى جواز "نكاح الموتى" وطُلب منى التعليق على الفتوى، ومقدم البرنامج هو الإعلامي "أحمد عبدون" وهو مذيع نشط، ولكن عيبه أنه دائما يحاول توجيه الضيف لمنطقة الجدل، ومنذ فترة بعيدة دفعني نحو المنتقبات، لدرجة أن محامي المنتقبات طالب بإهدار دمى، وقدموا شكوى ضدي للنائب العام، وتم حفظ الشكوى، فأحمد عبدون يبحث عن الفتاوى القديمة التي تثير الجدل بغرض إثارة البلبلة، وكان من ضمن تلك الفتاوى فتوى "نكاح الوداع".

وكان تعليقى على الفتوى: إن علاقة الزواج تنتهي بالوفاة، وإن هذا يعتبر زنا، وأثناء تعليقى على الفتوى قلت إن كتب الفقه بها مثل تلك الفتاوى الشاذة منها إجازة "معاشرة البهائم" وأنا هنا لم أفت بجوازها لأنها محرمة قطعًا، ولكني قلت إن هناك بعض كتب الفقه بها ذلك، وكل هذا في إطار التعليق على فتوى "نكاح الوداع"، وأن المفترض أن يتم تنقية كتب الفقه، حتى نتماشى مع تطوير الخطاب الدينى، وفوجئت بعدها بصدور بيان من الجامعة بإيقافى وتحويلى للتحقيق.

◄هل ندمتِ على هذه الزيادة؟
بالفعل أنا ندمت على هذا التوضيح الذي لم يكن له فائدة، وندمى لم يكن على الأثر المترتب على ذلك من التحويل إلى التحقيق وغيره، وإنما ندمى كان لأن الوقت لم يكن مناسبا لتهييج المشاعر.

◄بماذا تفسرين الهجمة الشرسة التي تتعرضين لها؟
هذه ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للهجوم بسبب سوء فهم لفتاوى قلتها، وأنا بقالى 30 سنة في مجال الدعوة والإفتاء، ومن مبادئى إذا أخطأت في فتوى لابد أن أرجع فيها، وفى نفس المكان الذي قلته فيها، وهذا أكسبنى ثقة كبيرة لدى الناس، وأصبح لى جمهور ومتابعون، والنجاح دائما يولد حقد وغيرة البعض، وربما يصل الأمر لدرجة الانتقام وتشويه صورة الإنسان، باستخدام الوسائل المختلفة، وللأسف لم ينج أحد من تلك الهجمات حتى شيخ الأزهر، فكل ناجح له أعداء يسعون دائما لإيقاعه، وكما تقول الحكمة "الشجرة المثمرة يقذفها الناس بالحجارة".

◄هل هناك حملة لتشويه بعض العلماء؟
بالتأكيد هناك حملة لذلك، وأنا شخصيا علمت أن وراء حملة تشويه صورتى لدى وسائل الإعلام، دكتورة في القسم في كلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، الكلية التي أدرس بها، وهذه الدكتورة علمت خلال الفترة الماضية أنها استغلت وسائل التواصل الاجتماعى لشن حملة مكبرة ضدي، حتى وصل الأمر إلى أن مجلس الكلية اتخذ قرارا بحقها بإحالتها للتحقيق، لأنها أساءت لي وإلى الدكتور صبرى عبد الرؤوف، والحملة تعتبر بمثابة تصفية حسابات.

◄كيف استقبلتِ خبر تحويلك إلى التحقيق؟
طبعا الموضوع ضايقنى على المستوى الشخصى، ولكنى كنت واثقة في ربنا وفى نفسى، لأنى لم أصدر فتوى، ولكنى قلت إن هناك بعض الفتاوى الشاذة في كتب الفقه مثل تلك الفتوى، ويجب تنقيتها، وبالعكس كلامى هذا يخدم ولا يضر.

◄هل تواصل معك أحد من قيادات الجامعة لمعرفة حقيقة الموضوع؟
إطلاقًا لم يتواصل معي أحد منهم، وللحقيقة قيادات الجامعة تحترمنى كثيرًا، لأنى كنت عميدة كلية سابقة، وهناك احترام متبادل بينى وبين كل قيادات الجامعة.

◄هل ترين أن بعض كتب الفقه تحتاج إلى تنقيح؟
بالطبع، فكتب فقه المذهب الحنفي على وجه الخصوص، بها مسائل كثيرة تحتاج إلى تنقيح، فهناك مسائل على سبيل المثال فيما يخص أحكام "الوطأ" مثل وطأ الصغيرة، والموطوءة بشبهة والموطوءة المجنونة، ووطأ البهيمة والميتة، وكل هذا موجود في باب "الوطأ" عند الأحناف، وأنا أرى أن من مصلحة الإسلام أن ننقح كتب الفقه والحديث والسيرة، من تلك الفتاوى الشاذة حتى لا نعطى الفرصة لأحد بانتقاد كتب أحكام الشرع.

◄وهل نملك العلماء المؤهلين للقيام بعملية التنقيح؟
بالطبع فنحن نملك العديد من العلماء المتخصصين، في علوم الحديث والتفسير والعقيدة والفقه والفقه المقارن وأصول الفقه، وغيرها من العلوم.

◄ما أساس فتوى "إرضاع الكبير"؟
الذي حدث أن السيدة عائشة رضي الله عنها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان الناس يأتون لسؤالها في بعض الفتاوى المعينة، وهي المفترض ألا تكشف على الرجال الأجانب، وحتى يكون الداخلون عليها ليسوا أجانب ومحرمين عليها بسبب الرضاعة، وهى كانت لا ترضع وكانت امرأة أخوها تقوم بذلك الأمر، بحيث يكون الداخل عليها أخاها من الرضاعة، والسيدة أم سلمة وغيرها من زوجات النبى صلى الله عليه وسلم استنكرن ذلك الفعل.

◄وما رأيك في العمل بهذا الحديث؟
هذا الأمر بالطبع يجب عدم الأخذ به، لأن فيه إساءة لزوجات الرسول، وإساءة للإسلام نفسه، لأن فيه كشف للعورات، وهذا الشيخ الكبير يتناول كم مرة ليصبح أخاها من الرضاعة، وتم إحالة صاحب تلك الفتوى إلى التحقيق، ولكنه أصر على الحديث لدرجة أنه كان ضيفا على قناة المحور، وأنا عملت مداخلة معه وقلت هل ترضى هذا الأمر على زوجتك فكان رده، نعم أرضى ذلك لأن الحديث صحيح، وأكدت على أن تلك الفتوى غير جائزة، لأن كل وقت له ظروفه الخاصة، وهذا فيه كشف عورة المرأة، ويجب عدم الأخذ بها.

◄هل كل ما هو موجود في كتب الفقه نحن ملزمون باتباعه؟
بالطبع لا.. فحتى الفتوى نفسها ليست ملزمة للإنسان، لأنها قد تختلف من شخص لآخر، بخلاف الحكم القضائى مثلا، والذي لا يقبل التأويل أو التغيير، فالفتوى نفسها غير ملزمة، ولا يشترط أيضًا في المفتى الذكورة، وإنما يمكن أن يكون المفتى أنثى.

◄هل ترين أن من يتعرض للفتوى في حاجة إلى تأهيل للتعامل مع وسائل الإعلام؟
بالتأكيد هذا الأمر هام وضروري، ولكن من الذي يعترف على نفسه أنه في حاجة إلى تأهيل، فكل شخص يرى أنه أفضل من غيره وأنه لا يحتاج إلى تأهيل.

◄الجامعة قالت في بيانها إنك ظهرت على وسائل الإعلام دون إذن مسبق؟
أنا منذ 30 سنة أظهر على قنوات التليفزيون بدون إذن، كما أن عملنا هذا كان في غير وقت العمل، ونحن نقدم صورة جيدة للجامعة، من خلال إظهار أن هناك رموزا جيدة فيها مؤهلة للتصدر في الفتوى، والناس يأخذون عنهم العلم، وهذه خدمة عامة ولخدمة المجتمع، وأنا بفضل الله أحمل درجة الدكتوراه منذ سنة 76 ودرجة الأستاذية منذ عام 86، وأنا دائما أقوم بالتحضير جيدًا لأى موضوع أتعرض له.

◄هل هناك مسائل فقهية يجب عدم طرحها على العامة؟
ليس بالضبط وإنما المهم في مكان الطرح، وأسلوب تقديمها، فمن الممكن تقديم الفتوى بأسلوب لا يخدش الحياء، فهناك أسئلة تأتى على الهواء تدل على مدى الانحطاط الذي وصلنا إليه من خيانات زوجية وزنا محارم وغيره ومشكلات إنسانية.

◄ ماذا يحدث إذا أقرت الدولة زواج المسلمة من غير المسلم؟
الدولة لا يمكن أن تقر ذلك، فالدولة مسلمة، ولا يمكن أن تقر ذلك أو حتى مسألة مساواة الميراث بين الرجال والنساء، ومهما تبنت ذلك جمعيات حقوق المرأة، فالدولة لا يمكن أن تقر ذلك، والقيادات السياسية لا يمكن أن تقبل أي تحريف في الأحكام والمسائل الشرعية الثابتة.

◄وما حكم الشرع فيما أقرته تونس بجواز زواج المسلمة بغير المسلم ومساواة الميراث؟
طبعا هذا محرم، ولكن لا يمكن القول بأنهم كفار ومرتدون، وهم عاصون بمخالفتهم للأحكام الشرعية، لكن ليسوا مرتدين وكفارا بفعلهم ذلك.

◄كيف ترين الأصوات التي تقول إن مناهج الأزهر تدعو للتطرف؟
هذا كلام غير صحيح، وأنا خريجة أزهر ووسطية في أفكارى، وكل قراءاتي تدعو إلى الوسطية، وأنا أيضًا ضد الأصوات التي تنادي بغلق الكليات العلمية في الجامعة، لأنها غطت حاجة المجتمع من أطباء ومهندسين وغيرهم من التخصصات الأخرى.

◄هل أنت مع الأصوات التي تنادي بجواز الاختلاط في جامعة الأزهر؟
لا أوافق على جواز الاختلاط في الجامعة، لأن هذه سمة جامعة الأزهر وتراثها بعدم الاختلاط ويجب الحفاظ على تلك السمة.

◄كيف ترين جهود المؤسسات الدينية في تجديد الخطابي الدينى؟
الحقيقة أن هناك خلطا في مفهوم الخطاب الدينى، وأنا شخصيا لا أعرف ما المقصود بالخطاب الدينى الذين يتحدثون عن تجديده، وهل التجديد يعنى التغيير أو الحذف فأنا لا أعرف ما المقصود بذلك، وأنا أقدم المنهج الخاص بى بطريقة معاصرة.

◄كيف ترين فتوى "جواز رقص المرأة لزوجها"؟
هذا أمر جائز ولا شيء فيه، فكل منهما يتمتع بالآخر كيفما يشاء، مادام هناك عقد صحيح، والمولى عز وجل قال في كتابه" فأتوا حرثكم أنى شئتم، وقدموا لأنفسكم" والتقديم هنا معناه المشاعر والعواطف والقبلات أو اللمس، بحيث يكون هناك استعداد لإقامة العلاقة الزوجية، وقد يكون الرقص أحد أشكال التقديم.

◄كيف ترين فتوى "أكل لحوم "الموتى"؟
هذه تجوز عند الضرورة فقط.

◄ما القول الراجح في قوله تعالى "إلا ما ظهر منها" فيما يخص النساء؟
الرأي الراجح هو ما ذهبت إليه السيدة عائشة وعبدالله بن عباس، بأن المقصود بقوله "إلا ماظهر منها" هو الوجه والكفين.

◄ما حكم خروج المرأة وهى تضع "المكياج"؟
لا مانع من خروج المرأة وهى تضع بعض المساحيق الخفيفة التي تريحها نفسيا، وتشعرها بأنها أنثى، لكن يجب ألا تزيد تلك المساحيق حتى لا تثير الفتنة، وكذلك الأمر بالنسبة للعطور، فإنه يجوز وضعها بشرط عدم الزيادة حتى لا تحدث فتنة.

◄وما حكم الطلاق عبر رسائل "الواتس آب" وفيس بوك؟
لا يقع الطلاق في تلك الحالة، لأن الطلاق لابد وأن يتوفر فيه ركن اليقين، بحيث يكون الزوجان في مواجهة بعضهما ويقول لها بلفظ واضح أنت طالق، وحتى لو قالها في التليفون فإن الطلاق لا يقع، فمثل ما للزواج من يقين ووجود شهود وإبلاغ فلابد للطلاق أيضًا، أن يكون بيقين، والطلاق الذي يتم عبر "الواتس آب" لا يقع حتى وإن رأت الزوجة الرسالة، وهذا يعتبر طلق هزل.

◄هل تتفقين مع دعوى إلغاء الطلاق الشفوى؟
نعم أنا مع إلغائه بحيث يكون عن طريق المحكمة فقط، وأرى أنه لا يقع إلا أمام المأذون، وذلك حتى يتأدب الزوج فهناك أزواج يستهترون بمسألة الطلاق، فمن الممكن أن يطلق الرجل زوجته ثلاث مرات، وبعد ذلك يقول مطلقتش ومحصلش.

◄هل ترين أن زنا المحارم انتشر في الفترة الأخيرة؟
للأسف هذه حقيقة والسبب في ذلك هو الجهل والفقر.
Advertisements
الجريدة الرسمية