رئيس التحرير
عصام كامل

خيري شلبي يكتب: مجتمع المشايخ

فيتو

في كتابه  «صحبة العشاق» كتب الأديب خيري شلبي تحت عنوان "مجتمع المشايخ" يقول:

لعب مجتمع المشايخ في العصور الحديثة دورا عظيما في الارتقاء بالموسيقى العربية على جناحين، جناح يتمثل في المقرئين والمنشدين والمبتهلين، حيث طوروا كثيرا في المقامات الموسيقية وطوعوها لمقتضيات المعاني القرآنية والابتهالية والتوحيدية.


صحيح أن الموسيقى موجودة في داخل الألفاظ القرآنية ولكن الشد والمد والوصل والاستفهام والاستنكار والوعد والنذير والبشير فضلا عن الفتح والكسر والضم والجر والسكون وما إلى ذلك.. وكل أولئك يقتضي عند النطق وعيا بالموسيقى وجدلا خلاقا معها.

ولقد تطورت قراءة القرآن موسيقيا تطورا مضطردا في العصور الحديثة بفضل مشايخ عظماء كالشيخ أحمد ندا والشيخ علي محمود والشيخ رفعت وغيرهم من رواد القراءات في أوائل القرن الماضي.

أما الجناح الآخر الذي تطورت الموسيقى العربية على يديه من خلال الموسيقى الدينية، فإنه جناح الطرق الصوفية حيث ارتبطت الطرق الصوفية منذ نشأتها بالموسيقى ارتباطا وثيقا جدا لدرجة أن الموسيقى كانت جزءا لايتجزأ من مجاهداتهم في طريق الوصول إلى الفناء في الذات الإلهية.

ويقول المرحوم محمود فهمي عبد اللطيف في دراسة بديعة له، إن الطرق الصوفية هي التي حفظت للموسيقى العربية ــــ وربما الشرقية بوجه عام ــــ تقاليدها الفنية وتراثها، بل لقد حررت الموسيقى العربية من طغيان التأثير التركي والإيراني.

ويقول آخرون من دارسي فن الموسيقى العربية، إن رجال الطرق الصوفية في عصور ازدهارها قد ساهموا بوضع مقامات جديدة وتطوير مقامات أخرى.. ذلك أنهم استخدموا الموسيقى كأداة رئيسية وناجحة ـــ ولا بديل لها ـــ لتصفية النفس من شوائبها والوصول بها إلى مرحلة الوجد التام.

وقد استفاد سيد درويش مثلا من هذا التراث الديني بالدرجة الأولى، وقد رد للتراث الصوفي الموسيقي اعتباره في الألوان الموسيقية التي قدمها.
الجريدة الرسمية