رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان يعود للحرملك السعودي ويبيع تميم في مكالمة «نص الليل»

فيتو

منذ اندلاع أزمة المقاطعة للدول الأربع "السعودية ومصر والبحرين والإمارات" مع دولة قطر على خلفية دعمها للإرهاب الإقليمى، اصطف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جانب الأمير تميم بن حمد، وتحولت الفضائيات والصحف التركية إلى أذرع إعلامية مسخرة للدفاع عن إمارة الإرهاب وأميرها.


ومع كل ظهور إعلامي حرص أردوغان على ارتداء ثوب الخليفة العثماني، ملوحا بجمل وعبارات عنترية ضد القاهرة وأبوظبى والرياض، في سياق دفاعه عن نظام تميم وتنظيم "الحمدين".

شاهد.. أردوغان: عزل قطر يخالف تعاليم الإسلام
لم يكتف الرئيس التركى بالتصريحات المناوئة بحق العرب، بل سارع لإرسال جنوده إلى الدوحة لتوفير حماية للنظام القابع هناك، وأيضا لم يفوت استغلال الفرصة اقتصاديا وتحولت بلاده إلى خزان وقود لتمويل تميم وإنقاذ صورته أمام شعبه بعد إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية.

برجماتى
الرئيس التركى يعد من أبرز الشخصيات البرجماتية والمتلونة القادرة على تغيير جلدها في غضون أيام، فعل ذلك بنجاح مع موسكو عقب إسقاط بلاده للطائرة الروسية عندما وجد في إدارة الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما سندا وداعما له في مخططاته الرامية للتدخل بشئون المنطقة، وعقب رحيل أوباما وقدوم الجمهوري دونالد ترامب، وتبدل السياسات الأمريكية تجاه مشروعه عاد رجل أنقرة إلى حصن الدب الروسي في أيام، متراجعا عن تصريحاته العنيفة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ومبدلا قناعاته تجاه فلاديمير بوتين.

شاهد.. أردوغان والملك سلمان يبحثان أزمات سوريا واستفتاء كردستان وقطر هاتفيا

مع تطور الأحداث في قطر والانشقاقات المتتالية التي تضرب أسرة "آل ثاني"، يبدو أن المخابرات التركية تمتلك من المعلومات ما يكفى للتأكد من اقتراب رحيل تميم أو حتى صدور قرار دولى يدين دعمه رسميا للإرهاب، عاد الأتراك إلى السعودية من خلال رجل تحسين الصورة، الرئيس السابق عبدالله جول، الذي استقبله الملك سلمان في قصر السلام بجدة.

اتصال منتصف الليل
سبب الزيارة أو نتائجها لازال محاطا بالسرية، والسطور القليلة التي نشرتها الصحف السعودية، لم تجب عن السؤال بشكل واضح، وربما الأمر الوحيد الذي يمكن التعويل عليه والتقاط طرف خيط من خلاله هو الاتصال الذي تلقاه الملك سلمان من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان تزامنا مع وجود جول بالقصر.

استجابة الملك للرد على اتصال أردوغان، من المرجح أنه كان ضمن أجندة زيارة الرئيس التركى الأسبق، بهدف إقناع الإدارة السعودية للصفح عن أردوغان والسماح له بالتحدث إلى الملك.. وفى ظل تمسك الرياض بموقفها تجاه نظام تميم الذي وصل ابتذاله لوصف إيران بـ"الدولة الشريفة"، يبدو أن اتصال منتصف الليل سوف يكتب التاريخ الحديث أنه شهد توقيع أردوغان على عقد بيع تميم للرياض، مقابل استئناف العلاقات.

الجريدة الرسمية