رئيس التحرير
عصام كامل

«الساعات المعتمدة» بين البحث عن المال وتطوير منظومة التعليم «تقرير»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشر مؤخرًا في مختلف الجامعات الحكومية نظام الساعات المعتمدة المعروف باسم "نظام الكريدت"، ذو المصروفات العالية، والذي يحمل كثيرًا من الاختلافات عن أقسام الكلية العادية، مما أدى إلى دفع الطلاب للتقدم إليه.


ونجد أن الاختلاف يكمن في عدة نقاط: عدد الطلاب يكون قليلا مما يؤدي إلى تهيئة الجو العام للطالب للفهم السريع، فضلًا عن اهتمام أساتذة الجامعات بالطالب وحل الكثير من الأسئلة مع الطلاب، وذلك بالإضافة إلى جعل الطالب متخصص في مجاله عن كثير من زملائه بنفس القسم "العادي"، ومن ناحية تجهيز القاعات، فإنها تكون مجهزة فضلا عن وجود التكييفات، والوسائل التكنولوجية.

ومن الجدير بالذكر أن نظام الساعات المعتمدة لن يتوقف عن مرحلة التعليم الجامعي فحسب، بل إنه بدأ في الانتشار للراغبين في الحصول على نظام الماجستير.

ولكن يظل هنا السؤال ما السبب وراء تطبيق هذا النظام وانتشاره بهذا الشكل السريع؟ فتوجهت "فيتو" لطرح هذا السؤال على أساتذة الجامعات والطلاب لمعرفة جميع وجهات النظر.

قال أحد الأساتذة بجامعة عين شمس ورفض ذكر اسمه: "الجامعات دلوقتي واخدة التعليم تجارة، اللي يدفع أكتر يبقى هو اللي يستاهل نفرشله الأرض ورد، لكن الباقي علشان عادي، خلاص يقعدوا على بعض، ومش لازم يخرج من المحاضرة فاهم".

وأضاف "معنديش مانع من تطبيقه، لكن مشكلتي في عدم تطبيق المساواة بين جميع الطلاب، تمام خلي العدد كبير أكيد، بس خلي مدرجات كويسة، خلي في تهوية للطلاب، خليه خارج حاصل فعلًا على معلومة".

فيما قالت دكتور أمل شمس أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، ظهوره في هذا الوقت طبيعي بسبب حدوث تطور في الكليات والبحث عن الأفضل دائمًا، مشيرة أن الجامعة من حقها وضعه لأنها أيضًا توفر جميع الحقوق التعليمية للطالب بالأقسام العادية.

وأوضحت، أنه من الأفضل أن يتم الاستغلال الصحيح والمناسب للأموال التي يتم تحصيلها من قسم الساعات المعتمدة، ويتم تأهيل وإصلاح الكلية، وتوفير مستوى خدمي أفضل للطالب، لكي يتم تحقيق المساواة بينهم.

وعند سؤال الطلاب عن آرائهم في هذا النظام وسبب انتشاره كانت الآراء على هذا النحو:

قال أحد الطلاب بكلية الهندسة جامعة عين شمس: "والله أنا مش عايز أظلمهم، هو ممكن يكون فعلًا تم تطبيقه لأنه طريقة حديثة والجامعات عايزة الأفضل ولكن وجهة نظري إنها رحلة بحث عن الأموال فقط، ونحن ننتظر أن نرى هذه الأموال كدعم لأقسام الكلية الأخرى حتى يكون هناك عدل".

بينما قالت إحدى الطالبات من قسم اللغة الإنجليزية بألسن عين شمس، "والله ما شايفة أي حاجة لتطبيقه بالطريقة دي غير علشان الفلوس وبس، مبقاش أنا قاعدة في المحاضرة ومفيش غير كام مروحة واحنا أصلًا 100 في القاعة وكمان مش مطلوب مني أسأل الدكتور علشان كدة بعطل المحاضرة، طب يعني أعمل إيه".

وأضافت أنه في حين النظر إلى قسم اللغة الإنجليزية، ستجد القاعات مكيفة، والعدد قليل، بالإضافة إلى المعاملة الجيدة من الأساتذة، مشيرة إلى أنه من حق أي طالب اختيار النظام الذي يريده في حالة وجود الأموال، فأنا لا أمنع حقهم من هذا، ولكني أطالب أيضًا بحقي في المعاملة الجيدة.

وكان رأي طالبة أخرى من قسم اللغة الروسية بألسن عين شمس، أنه من حق الجامعات تطبيقه، فهي لم تجبر أحدا على دخوله، وأيضًا لم تمنعنا من حقنا التعليمي على الإطلاق، ولكن الأمر هو مسألة نسبة وتناسب لا غير ذلك.
الجريدة الرسمية