رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حقيقة قدرات الطفلة العبقرية التي أصبحت محط سخرية الجميع

فيتو

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انتشار العديد من مقاطع الفيديو التي تسخر من طفلة تدعى "فريدة" لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات، أثناء إجرائها بعض العمليات الحسابية، وتؤكد والدتها أن قدراتها العقلية فائقة، وأن ذلك مدعوما بنجاحها في العديد من اختبارات الذكاء.


وتوضح الخبيرة النفسية سهام حسن أنه قبل أن نهاجم الطفلة والأم، يجب أن نعرف على الأقل معلومات عن اختبار الذكاء، والنسبة التي حصلت عليها الطفلة من إجراء هذه الاختبارات والتي تم ذكرها في الحلقة، وهو ما تستعرضه في السطور التالية:

اختبارات الذكاء أنواع عديدة، ويعد أشهرها عالميًا، مقياس ستانفور بينيه ويطبق من عمر سنتين إلى سن 85 عامًا ويقيس الاختبار القدرات العقلية عند المفحوص وهي :

-الاستدلال التحليلي :
أي القدرات المعرفية الفطرية ومهارات الفرز والتصنيف.

-الاستدلال الكمي:
أي قدرة الفرد على التعامل مع الاعداد والارقام والعمليات الحسابية.

-المعالجة البصرية المكانية :

تعكس قدرة الفرد على معرفة الاتجاه والموقع والتصور البصري المكاني أي قدرته على رؤية الانماط والعلاقات والشكل الكلي بين اجزاء متنوعة من المعلومات المعروضة بصريًا.

-الذاكرة العاملة :

يعكس قدرة الفرد على تذكر المعلومات وإعادة تنظيمها وتوظيفها بما يتطلبه الموقف أي قدرته على فحص أو تخزين أو تحويل المعلومات المتنوعة المخزنة في الذاكرة قصيرة المدي.

-المعلومات :

هو أقرب ما يكون للقدرات المعرفية التي تتشكل وترتقي بالتعليم المخزون التراكمي من المعلومات العامة المكتسبة من البيت والمدرسة والعمل مثل المفردات التي اكتسبت وخزنت على مدار حياة الفرد في الذاكرة طويلة المدي.

ويحق لكل من الاخصائي النفسي أو الطبيب النفسي أو المعلمين في المدرسة أو اخصائيين التربية الخاصة طلب تطبيقه من الأم للتاكد من نسبة ذكاء الطفل ومعرفة نقاط القوة والضعف عند الطفل،و هل هناك مشكلة يعاني منها الطفل يمكن التدخل وحلها.

ويمكن أيضا للأم أن تلاحظ ذكاء طفلها أو معرفة نوع ذكاء طفلها حتى تنمي وتطور من ذكاؤه وتساعده على التمييز.

وهذا بالفعل ما حدث مع الطفلة (فريدة طارق)، حيث لاحظت الام منذ صغرها تميزها واختلافها عن باقي الأطفال في نفس عمرها، وأرادت أن تعرف مدى ذكاء طفلتها، واتجهت إلى المؤسسات الحكومية كمعهد الدراسات والبحوث ومن بعدها وزارة الصحة.


واضافت أن هناك تفصيلة صغيرة يجب أن نانوه عنها وهي الفرق بين المهارة والقدرة والمعرفة حتى يتسنى للقاريء أن يعرف حقيقة الموضوع الخاص بالطفلة العبقرية:

فالقدرة : تنقسم إلى القدرة العقلية – القدرة النفسية – القدرة المعرفية

القدرة العقلية: هي الطلاقة اللغوية،القدرة الهندسية،مهارات كتابية،مهارات فنية،قدرات لغوية، فالفرد يستطيع أن يتحدث أكثر من لغة.

والقدرة النفسية: هي دافعية الفرد للإنجاز و،الاتجاهات، الانفعالات،العواطف،الرغبات،المشاعر،التخيلات.

والقدرة المعرفية: هي الانتباه،التركيز،الادراك،التذكر،الفهم،اللغة،الحركة،معالجة المعلومات.

أما المعرفة فهي تطوير نوع اهتمامي وذكائي ونبوغي فالام إذا لاحظت على طفلها أنه يحب العد والحساب والارقام فيجب أن تعطيه كورس لينمي ويطور من نوع ذكاؤه فيكتسب الكثير من المعلومات التي تساعده في تطوير ذكاؤه.

أما المهارة فهي استخدام واستغلال ذلك في عمل مفيد ومبتكر يسمي اختراع.

فالطفلة فريدة لديها قدرات عالية حسب نتيجة اختبار الذكاء 142،والتي تضعها في فئة الموهوبين وهي فئة تبدأ من 130 إلى 144 وهناك فئة اعلي منها 145 إلى 160 وهي فئة العباقرة الموهوبين للغاية.

واشارت إلى أنه من الملاحظ انها تتمتع بدرجات عالية في مختلف الفروع التي يقيسها الاختبار، ولكن الملاحظ انها اعلي في الاستدلال الكمي أي العمليات الحسابية، وحاولت الأم أن تلحق طفلتها بالـ(يو سي ماث) لاستغلال نوع ذكائها، ومن حركات يد الطفلة يفهم أن حركة اليد تأخذ شكل العداد، الذي يتعلم عليه الطفل الحساب ويتخيله في ذهنه لحساب أي مسألة حسابية، دون أن يراها مكتوبة امامه، وهذه قدرة عالية من التخيل والتركيز السمعي وتآذر حركي عالي، ليقوم المخ وعملياته العقلية بمثل هذه الحسبة، في أقل وقت ممكن، ومن الملاحظ أن فريدة في بداية التدريب، لأنها اعتمدت على ارقام بسيطة في وقت أكبر، من الأطفال الذي تمت مقارنتها بهم في الفيديوهات الأجنبية.

ومن الملاحظ أيضا أن فريدة ليست فقط التي تم تشوية احلامها، ولكن (مهند مرسي) الطفل الذي اطل علينا من فترة قريبة مع الإعلامية مني الشاذلي، وبارع في الذكاء العددي وقام بحساب مسائل بارقام كبيرة بالآلاف، وسخروا منه الجميع.

مشيرة إلى أننا أصبحنا لا نرى الجانب المضيء الإيجابي في الموقف، بل نحطم ونشوه آمالهم وأحلامهم، ضاربين بعرض الحائط نفسيتهم ومعنوياتهم أمام أقرانهم من الأطفال، فنسبب لهم عاهة نفسية مستديمة تستمر معهم إلى الكبر.

الجريدة الرسمية