رئيس التحرير
عصام كامل

السعار يهاجم الأبقار.. حالة طوارئ بالوادي الجديد لإصابة 19 حالة.. الفيروس معد ومميت ينتقل للإنسان.. أعراضه تظهر بعد انتهاء الحضانة.. التوجه للوحدة الصحية للوقاية ضرورة.. والحصول على مصل الإصابة الأهم

فيتو

تنشر صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية بين حين وآخر، وقائع هجوم كلاب مسعورة على مواطنين، وإصابتهم بداء السعار، في ظل مساعي هيئة الطب البيطري لتوفير أمصال مواجهته، ومحاولات الأهالي تفادي الكلاب المفترض إصابتها بالسعار، ولكن الأصعب أن ينتقل المرض للأبقار، الرفيق الأساسي للفلاح وحليفة الريف المصري، وأهم لحوم الماشية التي تدخل جسم الإنسان، بما يهدد بأن تكون احتمالات الإصابة مضاعفة، وتأثيرها السلبي على الثروة الحيوانية.


أبقار الوادي الجديد
حالة من الفزع اجتاحت محافظة الوادي الجديد، بعد حالة الطوارئ القصوى لظهور حالات الاشتباه في 19 حالة من الأبقار مصابة بمرض «السعار» في قرى «جناح - الثورة - بولاق» جنوب مدينة الخارجة؛ لتعرضها لهجمات من كلاب وثعالب مصابة بالمرض، نظرًا لترك المزارعين للماشية على مدار الـ 24 ساعة في الحقول دون إدخالها الحظائر.

إعدام الضحية
دفعت الواقعة مديرية الطب البيطري بالمحافظة إلى إعدام 4 أبقار مصابة بالفيروس، خلال الفترة الماضية بمركز الداخلة، من خلال الحرق والدفن لضمان عدم انتقال العدوى بين الماشية، كما تكثف المديرية جهودها بحملات إعدام الحيوانات الضالة المصابة بالمرض في جميع قرى المحافظة، خاصة النائية منها والقريبة من الجبال، لذا كان لابد من الوقوف على تعريف مرض سعار الأبقار وكيفية مواجهته والتعامل معه.

اقرأ..نشطاء حقوق الحيوان: «مصر بلا سعار».. وقتل الكلاب الضالة جريمة

التعريف
السعار هو داء الكلب، مرض ينتقل من الحيوان للإنسان عن طريق فيروس معد ومميت، يصيب الجهاز العصبي المركزي لدى الإنسان المصاب، ويمتد إلى خلايا الجهاز العصبى، حتى يصل إلى المخ في فترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى 6 أسابيع، ثم يؤدي إلى الوفاة.

ضحاياه
«وداء الكلب» من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ويصيب كل ذوات الدم الحار بما فيها الإنسان، وأكثر الحيوانات عرضة للإصابة بالمرض هي فصيلة ذات الناب مثل الذئاب والكلاب والثعالب، وجميع الحيوانات ذوات الدم الحار معرضة للإصابة بالسعار مثل الكلاب، القطط، الثعالب، الذئاب، الأبقار، الجمال، الخيول، الماعز، الضأن، الغزال وغيرها، بالإضافة إلى الخفافيش والإنسان، المرض يبدأ من الكلاب وينتقل بعد ذلك من ضحية للآخري.

الأعراض
لا تظهر أعراض المرض فور الإصابة، ولكن بعد انتهاء فترة الحضانة، بوصول الفيروس إلى الجهاز العصبي المركزي، تلك الفترة غير ثابتة يتكاثر فيها الفيروس في الخلايا العضلية، تتراوح مدتها ما بين بضعة أيام أو عدة أسابيع، وقد تصل لشهور أو سنوات، ويعتمد ذلك على موقع العضة وبعدها عن الرأس، وعلى كثرة الأعصاب بمنطقة العضة، وكذلك على كمية الفيروسات التي وصلت الجرح.
الأعراض في البداية تكون بسيطة، ثم تزداد مع تطور المرض، وتشمل ارتفاعا في درجة الحرارة، وتشنجات وانقباضات في العضلات، وصداعا وخمولا وألما في منطقة العض، ثم بعد ذلك تظهر أعراض أخرى مميزة للمرض، حيث يفرز المريض رغوة من الفم، أي كميات كبيرة من اللعاب hypersalivation وأيضا الدموع، مع صعوبة في البلع والكلام، وعدم الإقبال على الطعام مع الخوف من شرب الماء، والمعروفة بـ hydrophobia نتيجة لانقباضات عضلات البلعوم.

تابع..ارتفاع ميزانية أمصال السعار إلى 100 مليون جنيه العام المقبل

الوقاية
ولأن "الوقاية خير من العلاج" لابد من توجيه بعض النصائح للعاملين في تربية الحيوانات من أهالي الريف لتفادي الوباء، منها المتابعة الجيدة مع وحدات البيطرية الصحية، وتسجيل التطعيمات الدورية بأقرب وحدة بيطرية، وإعطاء صاحب الماشية رخصة بذلك، على أن تقوم الوحدات البيطرية بحملات مكثفة للكشف عن الأبقار الصابة، والقضاء على الكلاب والحيوانات الضالة وإعدامهم لتقليل انتشار المرض، كما ينبغي الابتعاد عن الأطفال الأبقار المشتبه إصابتها بالمرض، وتوعيتهم بمخاطر المرض، ويجب العلم أيضًا أن المرض قد ينتقل من لعاب الحيوان المسعور إلى جرح بالإنسان فيصيب الإنسان بالمرض دون عض.

العلاج
وفي حالة- لا قدر الله– الإصابة، لابد فورا من اتباع خطوات العلاج، بالتوجه مباشرة لأقرب مستشفى وعدم الانتظار ظهور الأعراض، لأخذ العلاج اللازم من المصل الحديث الخاص بالمرض(الجلبيولين المناعى لداء الكلب)، ثم تليه أربع جرعات من لقاح داء الكلب في اليوم الأول والثالث والسابع والرابع عشر، وكذا يتم إعطاء المضادات الحيوية والغيار على الجرح، والذي ننصح أن يكون غيارًا مفتوحًا بدون غرز جراحية.
الجريدة الرسمية