رئيس التحرير
عصام كامل

إعلان عن بيع خادم يثير أزمة في أسيوط.. زوج المهندسة صاحبة الإعلان: اشتريناه بـ 25 ألف جنيه.. ظروف سفرنا أجبرتنا على بيعه.. وطبيب نفسي: المعلن إما مريضا أو نصابا.. ومباحث أسيوط تكثف جهودها لضبطه

فيتو

سادت حالة من الاستياء والسخرية، عقب انتشار إعلان في الشوارع والطرقات العامة وعلى مواقع التواصل الاجتماعى من عرض مهندسة، لشاب للعمل في خدمة البيوت والأسر التي ترغب في الراحة والرفاهية نظرا لظروف سفرها المفاجئ هي وزوجها مقابل مأكله فقط، ومن يملكه يكون له حق التصرف فيه حسب راحة الأسرة واحتياجها لحين عودتها من السفر واسترداده.


الإعلان الغامض، أثار غضب رواد مواقع التواصل، الذين أكدوا أن الإعلان يعيد زمن السادة والعبيد، بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة نسبة البطالة.

ثمن الخادم
في اتصال هاتفى من "فيتو" بالرقم المرفق بالإعلان ولا نعلم هويته الحقيقية أو صحة ما جاء بالإعلان، أجاب شخص عرف نفسه بأنه المهندس أحمد سامي، زوج المهندسة المعلنة، وأوضح أنه يقيم حاليا في شرم الشيخ لمدة أسبوع وأنه لن يكون متواجدا ويسافر اليوم بالطائرة للكويت.

وأضاف أنه كان يمتلك شركة توزيع توريدات أدوات طبية لكن حالة الغلاء ووقف السوق اضطرته للسفر هو وزوجته لدولة الكويت والعمل بها، مشيرا إلى أن هذا الشاب "العبد" يدعى محمد عبد العزيز وعمره 22 سنة ويمتلكه هو وزوجته منذ 13 عاما وكان قد اشتراه من مهندسة تدعى مريم تعمل في البترول مقيمة بشارع الجمهورية مقابل 25 ألف جنيه، وأنها ورثته عن أهلها، ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل خادما لزوجته، واعتاد على مساعدتها منذ كان صغيرا وعمره 9 سنوات وتنظيف المنزل وإتمام أعمال البقالة وغسل السجاجيد وتنظيف دورات المياه وتجهيز المأكولات.

سيرة ذاتية للخادم
وتابع: "المعلن أن الشاب يتمتع بالسيرة الطيبة والهدوء ولا يوجد عليه أي أحكام أو قضايا ولديه بطاقة ويعمل بجامعة الأزهر عاملا في البوفيه مقابل 250 جنيها ويعيش في غرفة مستأجرة قمت بتوفيرها له وعلى من يرغب في استعارته التعهد بإعادته مجرد قدومى من السفر".

وأوضح أن الشاب مجرد رؤيته لزوجته يقبل يديها وأول شيء سيقوم به أنه سيقبل يدى أسياده الجدد مجرد رؤيتهم حتى وإن وضعوا له الطعام على طرف أرجلهم سيأكله وفى الأرض أيضا فهو مطيع للغاية ومهذب ولا يعترض ولا يتحدث إلا لو تم توجيه أي كلام له يخص النصب والاحتيال.

وتابع: "ليس فقط من يبحثون عن الخادم يلجأون للتحريات فأنا أيضا أجرى تحرياتى للاطمئنان عليه وقد طلبه منى صيدلى واشترط عليه أن يساعده في الصيدلية والمنزل كما طلبته طبيبة".

إعلان مستفز
وأشار المهندس أنه لم يجبر أحدا على الالتزام بالإعلان أو نشر الإعلان، لكن للأسف موظف الكمبيوتر كتب الإعلان بشكل استفز الأهالي، موضحا أن قصده كان خيرا لإلحاقه بالعمل ومن عليه التأكد عليه أخذ الشاب والكشف عليه بقسم الشرطة وعمل له فيش وتشبيه.

وأضاف: "أنا على أتم الاستعداد لتسليم الخادم لكن بعد الاطمئنان من جدية الطلب خاصة أن الشاب ظروفه المادية سيئة للغاية، وكان يحصل منى على راتب رمزي للحلاقة أو شراء ملبس ونظرا لارتفاع الأسعار سأتركه فلابد وأن أوفر له مكانا آمنا، وعلى من يرغب في الحصول عليه فقط توفير الطعام والملبس وضربه بالكرباج لإتمام العمل كما كانت تفعل زوجتي معه ليس لكونها عدوانية وإنما هي طريقة لترويضه ولضمان عدم تمرده".

المباحث تتحرى
ومن جهته أكد ضباط مباحث قسم ثان أسيوط، دائرة المنطقة التي انتشر بها الإعلان أن القسم لم يحرر أي محضر بالواقعة ولم يرد أي بلاغ من المواطنين بنصب أو احتيال، مشيرا إلى أنه نظرا لما تمثله الواقعة من إثارة البلبلة والرعب في نفوس المواطنين بعد ما كتبه المعلن يجرى ضباط القسم التحريات اللازمة ونشر المرشدون والمخبرون السريين لرصد المتسبب فيها وضبطه في أسرع وقت ممكن والوقوف على ملابسات الواقعة وإن كانت يوجد بها أي شبهة جنائية أو بغرض النصب والسرقة.

طبيب نفسى يحلل
وفي نفس السياق، قال الدكتور محمد عبد الله بقسم علم النفس بجامعة أسيوط، إن ما قاله المعلن في الإعلان وفى بعض الاتصالات الهاتفية يؤكد احتمالين إما أن الشاب عاطل ومريض ويحتاج لعمل فقام بتأليف هذه الخدعة للحصول على عمل، لافتا إلى أن حديث الشاب عن التعذيب والمعاملة بالكرباج وميله للسادية يدل على مرضه النفسى واستعطافه للأهالي من خلال نظرة الدونية والعبودية التي يضع نفسه فيها، وخاصة أنه يتابع الهاتف باستمرار.

وأضاف أن هناك احتمالا ثانيا أن الشاب محتال ونصاب ويستخدم تلك الحيلة الجديدة بهدف إيقاع ضحايا وسرقتهم أو الحصول منهم على أموال.

تعود أحداث الواقعة لتداول عدد من رواد التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بأسيوط إعلانا عن قيام مهندسة بعرض شخص لخدمة الأسر التي ترغب في الراحة والرفاهية نظرا لظروف سفرها المفاجئ مقابل مأكله فقط للخدمة في بيوت الأهالي مما أثار غضب رواد مواقع التواصل.

وقال عدد من أهالي محافظة أسيوط إن الإعلان تم طبعه وتداوله بعدد من شوارع أسيوط وخاصة شوارع الجمهورية ومنطقة سيتى والنميس وإعلانه على "فيس بوك" دون التأكد من هوية المعلنة أو حقيقة الأمر ولكن المثير في الإعلان أن بعض الأهالي رأى عودة العبودية والتصرف في إنسان كأنه سلعة تباع وتشترى من جديد خلال كلمات الإعلان والتي جاءت بأن هذا الخادم يوجد لديها منذ 13 عاما ومن المقرر أن تعيره لأحد الأشخاص وتستعيده بعد 5 سنوات عقب عودتها من السفر من الخارج مقابل التصرف فيه خلال فترة سفرها.

وجاء نص الإعلان على لسان المهندسة ناهد عزت وزوجها أحمد سامى حسب الورقة الإعلانية، إنها اضطرت لإعارة خادمها نظرا لسفرها المتواصل واشترطت خلال الإعلان على المستعير ومن يحتاج لخدمة استرداد مخدومها فور عودتها، مشيرة إلى أنه يتمتع بمراعاة أصول الإتيكيت في التعامل مع الآخرين وأمين جدا ومطيع في تنفيذ الأوامر والخادم يجيد جميع الأعمال المنزلية كاملة وأعمال النظافة وشراء متطلبات المنزل.
الجريدة الرسمية