رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تميم ومبارك واحتلال قطر!


بدا تميم حاكم قطر مهزوزًا مرتبكًا في الأمم المتحدة، وألقى خطابًا متناقضًا مرتبكًا كالعادة، لكن أبرز ما فيه أنه استجدى وساطة العالم لإنهاء مقاطعة "الرباعي العربي" التي أنهكت بلده، مؤكدًا استعداده للحوار، وفي الوقت نفسه تحدث باسم الفرس ودعا للحوار مع إيران وكأنه مندوب "الولي الفقيه"!


تسارع الأحداث على الساحة القطرية دفع الشيخ عبدالله بن على آل ثاني إلى دعوة "حكماء وعقلاء الأسرة وأعيان الشعب القطري إلى اجتماع أخوي ووطني لإعادة الأمور إلى نصابها، بعد أن بلغ الوضع السيئ حد التحريض المباشر على استقرار الخليج العربي، والتدخل في شئون الآخرين، ويدفع بنا إلى مصير لا نريد الوصول إليه، كما هو حال دول دخلت في نفق المغامرة وانتهت إلى الفوضى والخراب والشتات وضياع المقدرات".

تفاعل بعض شيوخ الأسرة مع الدعوة ودعم الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني نجل أول وزير خارجية قطري الاجتماع الوطني لتصحيح الأوضاع، وقال في رسالة للشعب: "الحكومة سمحت للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه حتى وصلنا إلى حافة الهاوية، وأصبحت قطر مطية للأعداء، يستخدمونها سلاحًا لضرب أهلها".

لم تستسلم الدوحة كالعادة، وتصرفت بطريقة غريبة وغير معتادة، إذ ردت "شيخة" من آل ثاني بتفاصيل قصة طويلة عريضة عن تآمر "السعودية ومصر والإمارات" على قطر من منتصف التسعينيات، والسعي إلى احتلالها لكن الحمدين اكتشفوا المؤامرة واعتقلوا المشاركين في محاولة الانقلاب وحاكموهم، والتزمت الدوحة الصمت ولم تفضح الأنظمة العربية المتآمرة!!

ابنة آل ثاني أرسلت تفاصيل محاولة احتلال قطر المزعومة إلى بعض فناني بلدها، لتولي النشر بين "الموالين" في الخليج!! 

جاء في قصة الاحتلال الفاشلة باختصار أنه "حدث في فبراير 1996 اختراق أمني في قطر بالجيش والشرطة والديوان الأميري، لأن هذه الأجهزة شكلها قطريين وغير قطريين بل إن المخابرات أسسها مصريون، حيث سعى ولي عهد السعودية الأمير عبدالله وحسني مبارك ومحمد بن زايد رئيس أركان الإمارات لتنفيذ انقلاب في قطر، اتهم فيه سعوديون ومصريون وجنسيات أخرى بقيادة رئيس الشرطة آنذاك".

وتتابع: "اتفقوا بعد تنفيذ الانقلاب أن يرسل مبارك طائرتين صاعقة لوكهيد سي لتأمين بؤرة الانقلاب، ويقوم الجيش السعودي مع ميليشيا يمنية باكتساح الحدود وتأمين المناطق الحيوية ويبقى الجيش الإماراتي في السفن كقوات دعم وتستخدم البحرين كمركز عمليات بحكم موقعها القريب جدًا".

توضح ابنة آل ثاني أن الانقلاب فشل بسبب "حدوث اختراق قطري في إحدى الخلايا مما سهل وصول معلومات العملية كاملة، وبدأ التحرك المعاكس للقبض على الانقلابين وتأمين الدولة، ما جعل 37 انقلابيًا يهربون منهم سعودي ومصريون وقامت القيادة بالقبض على الباقين واستجوابهم".

تحاول الشيخة القطرية تلميع صورة إيران قائلة: "بعد فشل الانقلاب عرفنا أن خطة الغزو والاحتلال مفعلة، لدرجة أن قائدي جيشي الإمارات والبحرين كانا متواعدين على الغداء في أحد المطاعم القطرية، ويوم الغزو المتفق عليه وبدون أن تطلب قطر تحركت الأساطيل الإيرانية لتستقر قريبًا من المياه الإقليمية القطرية والبحرينية محذرة السعودية من أن أي تحرك سيجابه بآخر إيراني، فسحبت الإمارات والبحرين قواتهما بمجرد سماعهما بالتحرك الإيراني، أما السعودية فانسحبت في اليوم التالي، ولم تفعل إيران هذا حبًا في قطر بل خوفًا من تركز النفط والغاز بيد السعودية".

ولم تنته الأحداث فقد "كان المتفق عليه بعد احتلال قطر إعدام بعض القطريين وتأسيس دولة أمنية، كما وعد محمد بن زايد بتجنيس 50 ألف مصري وإنشاء قواعد للجيش المصري، وأن تسيطر الإمارات على الموانئ والسعودية على الغاز والبحرين على السوق التجارية".

تختم الشيخة القطرية: تكلف إنهاء الانقلاب الفاشل 900 مليون دولار، ليعلن الشيخ حمد بن جاسم، وزير الخارجية، عن فشل محاولة انقلابية رغم هروب بعض المدانين، وفي سنة 1997 بدأت المحاكمات، وفي 1999 ألقي القبض على قائد المحاولة، وفي 2001 صدرت الأحكام ضد المتهمين، وفي 2005 صدر عفو بحق بعض القطريين، تلاه في 2010 العفو عن سعوديين بمناشدة من الملك عبدالله، وكل هذا حدث بدون إعلان تفاصيل، ليبقى أن الأطماع في قطر ليست وليدة اليوم بل عمرها 150 سنة، وهي أسباب جعلت قطر تقبل بقاعدة أمريكية"!!

والآن، إذا كانت قطر تمثل دور الضحية بجدارة وبات "الرباعي العربي المقاطع" طامعًا ومتآمرًا منذ 150 عامًا، كما تقول، وفشل مبارك في احتلالها، فلماذا لا نجعل الأمر حقيقة ونكفي أنفسنا والآخرين شر إمارة الغدر والإرهاب؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية