رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «خراب البيوت من أول السنة» شعار الأمهات بمعرض «افرح وفرح ولادك»

فيتو

"افرح وفرح ولادك" شعار معرض "أهلا مدارس"، ولكن الشعار الحقيقي الذي تلمسه في عيون وكلام النساء في المعرض هو "خراب البيوت جاي يدق عالباب من أول السنة".


"خراب البيوت جاي من أول السنة" كلمات كثيرا ما تسمعها من أمهاتٍ يحملن عبء النزول من بيوتهن في ظل حرارة الشمس المحرقة؛ لكي لا يفوتهن خصومات تصل إلى 20% على الأدوات المدرسية لأبنائهن، فهذه ليست المرة الأولى لهن في هذه المهمة، فهن انتظرن هذه الخصومات كثيرًا بعد سؤالهن عن الأسعار في الأسواق وصدمتهن بهذا الغلاء الذي يعتبرونه بداية عام آخر من أعوام الدراسة، وتكاليفها التي تثقل الظهور ولاسيما بعد عام على تعويم الجنيه، والزيادة التي جعلت كل السلع تقفز من مكانها بما فيها عقول أولياء الأمور الذين ستبدأ معاناتهم هذا العام منذ بدايته.

"أنا السنة اللي فاتت دفعت 40 ألف جنيه دروس خصوصية لابني، وفي الآخر دخل كلية خاصة" هذه الجملة لـ "منى" أم في عقدها الخامس، جاءت المعرض لتفرح أولادها كما هو الشعار، ولكن لم يبدو عليها الفرح، فهي هنا لتكرر ما فعلته العام الماضي بحذافيره لابنتها التي ستدخل الصف الثالث الثانوي، ولكن الفرق هنا أن الأسعار ملتهبة منذ البداية، فميزانيتها تتخطى 400 جنيه للكراسات والكشاكيل والأقلام، هذا بخلاف أسعار الملابس والحقيبة والحذاء والدروس الخصوصية، وما أدراك ما الدروس الخصوصية، كل هذا وهي تعلم تمام العلم أن ابنتها ستكون مثل ابنها لا مستقبل واضح الملامح ينتظرهم، ولكن على حد قولها "أنا بعمل اللي عليا عشان معنديش حاجة أسيبها لهم غير كدا".

وجوه الأمهات لا توحي بالفرحة، وقد لا يفرح الأطفال أيضًا بهذه المشتريات التي يرونها واجبا على الآباء والأمهات، ولا يعتبرونها هدايا أو هباتٍ تستحق الفرحة، بل هو عبء جديد على كواهلهم، أن الدراسة ستبدأ وستنتهي الإجازة التي سيبدأ العد التنازلي لموعدها مع أول يوم من أيام الدراسة.

كراسات، ملابس، مواصلات، مصروف، دروس خصوصية، كل هذه الأعباء تأتي هذا العام من بدايته كدليل على أن العام سيكون طويلًا على أولياء الأمور، خاصة في ظل استقرار الغلاء، فالعام الماضي كان الكل على أمل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، فالأمل كان سيد الموقف، أما الآن، فإن أردت أن ترى الأمل في الوجوه فلتنظر إلى الأمهات اللاتي أتين هنا لـ "يفرحوا ويُفرحوا أولادهم"!!
الجريدة الرسمية