رئيس التحرير
عصام كامل

محمد صبحي.. المتهم دائما في عيون المزايدين

فيتو

في عام 2001، زار الفنان محمد صبحي العراق لمدة 10 أيام لعرض مسرحية "ماما أمريكا"، وفي اليوم التاسع، فوجئ بأن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، يطلب مقابلة فريق المسرحية والوفد المصري كاملا، فقامت الدنيا ولم تقعد، وشنت الصحافة ووسائل الإعلام في الوطن العربي حملة شرسة عليه؛ لأنه قابل صدام حسين، باعتباره حاكم ديكتاتوري وغزا دولة الكويت الشقيقة.


وقتها خرج محمد صبحي ليدافع عن نفسه، فقال لهم: «أنا فنان ولست سياسيا.. كل الأنظمة العربية ديكتاتورية.. مقابلة صدام كانت بناء على رغبته.. وموافقتي لا تعني تأييدي له أو لغزو الكويت»، ولم تفلح محاولات دفاعه؛ لأن المزايدين يعيشون على مثل هذه الحالات والمواقف ويتربصون لها، ومهما قال أو لم يقل، لن يهدأوا ولن يملّوا.


يتكرر نفس الأمر مع محمد صبحي في 2017، بعد قبوله دعوة من مهرجان دمشق الدولي لزيارة سوريا، واستنكر عدد كبير من الناس على صفحات مواقع التواصل وغيرها زيارته، واصفين إياه بالخائن وأنه بلا مبادئ، واشتبك الرجل مجددا مع الجميع، وخرج ليدافع عن نفسه، لدرجة أنه ذعر فقال: «أمال لو كنت زرت إسرائيل كنت هتعملوا فيا إيه؟» 

والمسألة لا تتعلق بمحمد صبحي فقط، ولكن بكبار الفنانين الذين يتعرضون بين كل فترة وأخرى إلى حملات إرهاب وتصفية لمعنوياتهم، وكان آخرهم يحيى الفخراني الذي دافع عن سعودية جزيرتي تيران وصنافير، فنسي المهاجمون كل ما قدمه لهم من فن وإمتاع وحكايات، ليأكلوا في لحمه حيا بغض النظر عن سنه ومقامه الكبير. 



محمد صبحي الذي قدم لنا "يوميات ونيس" بكل شخصياتها وحكاياتها وقيمها الإنسانية، و"فارس بلا جواد" و"سنبل بعد المليون"، ومسرحيات كـ"تخاريف" و"وجهة نظر"، و"ماما أمريكا"، و"سكة السلامة" و"انتهى الدرس يا غبي"، وغيرها، أصبح الآن متهما بالنصب والخيانة والنفاق لمجرد أنه اختلف أو لم يلتق مع البعض في نفس أفكارهم وتصوراتهم عن ما يدور حولهم في العالم، بينما هم أصبحوا مناضلين وأخلاقيين ويحملون هموم الشعب العربي على أكتافهم!.
الجريدة الرسمية