رئيس التحرير
عصام كامل

جمال سالم نجم «المقاولون» الأسبق : مصر لن تنجب في الكرة مثل المعلم والخطيب وأبو تريكة

فيتو



الأفارقة في مصر «ما يدخلوش ذمتي بقرش واحد».. وأنطوان بيل وعبد الرازق وإيمانويل أبرز المحترفين
10 جنيهات أول مبلغ تقاضيته بعد الانضمام للذئاب.. والشاذلي رشحني لقلعة الشواكيش



الكابتن جمال سالم.. يعد من الأسماء اللامعة التي انطلقت داخل جدران نادي المقاولون العرب، وحقق مع الجيل الذهبي للنادي بطولات تاريخية سواء في كأس أفريقيا مرتين متتاليتين أو بطولة الدوري العام الوحيدة في سجلات ذئاب الجبل حتى الآن.
«الجوكر» بدأ حياته في لعب الكرة الشراب في منطقة ميت عقبة، وكانت سببا أن يبتعد عن اللعب في الزمالك أو الترسانة؛ بسبب عشقه الكرة الشراب، ويروي مدافع المقاولون العرب، ذكرياته مع الانضمام لنادي المقاولون العرب ونجوم الفريق السابقين، بالإضافة لفرص المنتخب في التأهل لكأس العالم، وتفاصيل أخرى في الحوار التالي:

في البداية.. حدثنا عن أولى خطواتك في عالم الساحرة المستديرة.
بدأت اللعب في شوارع ميت عقبة، بالكرة الشراب، ودخلت اختبارات الترسانة والزمالك أكثر من مرة، لكن الكرة الشراب كانت عقبة في طريقي للانضمام لأحد الناديين، وبعدها جاء الانضمام لأشبال نادي المقاولون العرب.

كيف وقفت «الكرة الشراب» عقبة أمامك للانضمام للشواكيش والزمالك؟
خضعت للاختبار في الزمالك أكثر من مرتين، ونجحت لكن عشقي الكرة الشراب كان حائلا أمام استمراري في القلعة البيضاء، مع إبراهيم يوسف ومحمود فوزي وعماد المندوه وعادل عبد الواحد زملائي في مدرسة «ابن خلدون» في هذا الوقت، ونفس الأمر في الترسانة بعدما رشحني الكابتن حسن الشاذلي للانضمام للفريق واجتزت الاختبارات تحت قيادة الكابتن كوكو. لكن وجودي في مباراة قبل نهائي للكرة الشراب وعمري 15 سنة تسبب في رحيلى السريع عن الشواكيش، بعدما تغيبت عن تمرين الترسانة، وقال لي الكابتن كوكو: «اذهب لكابتن مكي المدير الإداري لقطاع الناشئين؛ للحصول على أوراقك في اليوم التالي».

إذن.. كيف تم اختيارك للعب في المقاولون؟
الكابتن عبد الخالق عبد الحفيظ له دور كبير في انضمامي للمقاولون، بعدما شاهدني في نهائي بطولة الكرة الشراب، وعرض عليّ الانضمام لصفوف الناشئين بالمقاولون موسم 73-1974م، وبالفعل في اليوم التالي قابلني، وذهبنا للكابتن ماجد مرسي في مركز شباب الجزيرة، وانضممت للمقاولون بعدما وقعت على استمارات، وأعطى لي الكابتن ماجد مرسي 10 جنيهات.

صف لنا شعورك بعد حصولك على هذا المبلغ.
10 جنيهات تمثل لي في الوقت الحالي ما يعادل مليون جنيه؛ لأنه أول مبلغ أحصل عليه من النادي، وكنت سعيدا جدا بها، وأتذكر أن الكابتن ماجد مرسي قال لى: «روح اشتري اللي أنت عاوزه وانتظم في التدريبات»، ومن هنا كان انضمامي لناشئي النادي، بوصفنا أول جيل مع محسن هاشم ونبيل إبراهيم ونبيل عمار وعلي كوكو وعلاء عبد الحفيظ.

وما أول مباراة خضتها في صفوف الناشئين؟
كانت مباراة تحت 16 سنة أمام الترسانة يوم الجمعة في الواحدة ظهرًا، وفزنا «3-0» وأحرز نبيل إبراهيم هدفين، وأحرزت هدفا.

ما الأمنية التي لم تستطع تحقيقها؟
كنت أتمنى اللعب في الزمالك أو الترسانة، وأكون قريبا من منطقة ميت عقبة التي أعتز بها وأعشقها كثيرا، وكانت مباريات المقاولون مع الترسانة أو الزمالك يحرص أبناء ميت عقبة على متابعتها؛ بسبب وجودي مع الذئاب.

وكيف تم تصعيدك للفريق الأول بالمقاولون؟
كانت مباراة المقاولون مع الأهلي تحت 18 سنة، عام 1977، فاصلة في مشواري مع النادي، بعد فوزنا على القلعة الحمراء في ملعبهم 2-0، وقرر فؤاد صدقي وعبد المنعم الحاج انتظامي في التدريب مع الفريق الأول عقب اللقاء، بعد تقديمنا مباراة ممتازة أمام لاعبي الأهلي في هذا الوقت، أبرزهم خالد جاد الله وجمال الجندي وعادل عبد المنعم وأحمد ناجي، ولعب الكابتن إبراهيم الوحش دورا كبيرا في تصعيدي، بعدما أشاد بي قبل المباراة من أجل وجود بصفة مستمرة في الفريق الأول، وقال لهم: فيه ليبرو في الناشئين متميز ولديه كل المقومات وسيكون إضافة كبيرة للفريق.

ومن أوائل اللاعبين الذين تم تصعيدهم للفريق الأول من الناشئين؟
محسن هاشم ونبيل عمار من أوائل الذين تم تصعيدهم من قطاع الناشئين للفريق الأول، ثم تم تصعيدي ومعي نبيل إبراهيم ومحمد رضوان وغيرهما، ويعد محسن هاشم هو كابتن النادي الحقيقي، لأنه أول لاعب من الأشبال يلعب في صفوف الفريق الأول، وكان عنده 17 سنة.

وما أول مباراة رسمية شاركت فيها مع الفريق الأول؟
كانت مباراة بلقاس في دوري الدرجة الثانية من المباريات التي لا أستطيع نسيانها، لأنها أول مباراة رسمية مع الفريق الأول، وأحرزت هدف الفريق في المباراة وانتهت 1-1، ثم لعبت مباراتَي دمياط والشرقية وأحرزت هدف المكسب، في اللقاءين وكنت ألعب في أكثر من مركز؛ سرد باك وديفندر وليبرو، ثم صعدنا للدوري الممتاز عام 1978م.

وهل تم تكريمك أثناء وجودك في صفوف المقاولون؟
كرمنا الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك 3 مرات، وحصلت على 9 آلاف جنيه بواقع 3 آلاف جنيه في المرة الواحدة، بعد الحصول على بطولات كأس أفريقيا، وبالمقارنة بأيامنا والعصر الحالي «اللي سلم على مبارك في 2010 مع المعلم حسن شحاتة حصل على 5 ملايين جنيه».

حدثنا عن الأفارقة في المقاولون في الثمانينيات.
المقاولون كان يضم بين صفوفه الكاميروني أنطوان بيل أحسن حارس مرمى في العالم، والذي لن يوجد أحسن منه، وكان يتقاضى مبلغا زهيدا 1500 دولار في الشهر، إضافة إلى الغاني كريم عبد الرازق الذي يعد بمثابة قطعة الجاتوه التي تزين التورتة، و«مفيش لاعب دخل دماغي زي عبد الرازق ولا يوجد ناد في مصر في الوقت الحالي يستطيع استقدام لاعب مثله». ولو أن أنطوان بيل موجود في الفترة الحالية لن تكفيه 10 ملايين في الشهر.

وهل تتواصل مع عبد الرازق وأنطوان؟
أتواصل معهما تليفونيا، وعندما تتاح الفرصة لمقابلتهما، وأنطوان بيل لا يتحدث العربية إلا عندما أتحدث معه في التليفون.

وكيف جاء انضمام عبد الرازق للمقاولون؟
لعب عبده صالح الوحش دورا كبيرا في وجود عبد الرازق، وذلك بعد أن اتفق معه أثناء وجودنا في معسكر لندن موسم 79 -1980، وكانت آخر سنة للمحترفين في الإمارات.

وما رأيك في اللاعبين الأفارقة في مصر حاليًا؟
«الأفارقة في مصر بعد أنطوان بيل وعبد الرازق وإيمانويل في الزمالك لا يدخلون دماغي بقرش واحد، والسماسرة شعارها تقفش وتجري، وأثرت بالسلب على الكرة المصرية، وأفارقة الثمانينيات، كنت بتدفع وأنت قلبك زي الحديد وأنطوان بيل جدد بـ«3 آلاف دولار» في المقاولون، ومايكل إيفرت أحرز 4 بطولات بـ«3 آلاف دولار» فقط.

المقاولون عرف طريق البطولات أوائل الثمانينيات.. حدثنا عن تلك الفترة.
«فريقنا كان من أجمد الفرق، ولو فيه بطولة كونفدرالية أو كأس العالم للأندية كنا حققناها، وقبل الفنيات زرع المدربون التجانس والألفة والحب بين اللاعبين إذ كانت سببا رئيسيا في حصدنا البطولات، وحصولنا على 4 بطولات مع إيفرت في سنتين».

وما رأيك في مايكل إيفرت؟
«مستر مايكل لن يدخل مصر مدرب مثله، وأنا أكثر واحد سعيد أني تدربت معاه 5 سنوات، وكنت معه في الجهاز الفني مدربا عاما بعد قيادته المقاولون مرة أخرى 1990م». وطلبني بالاسم للعمل معه، وقال عني جمال سالم: «يمتلك قدم سوبر هينفعني في التدريب والتسديد على حراس المرمى وغيرها».


وماذا عن هجوم اللاعبين عليه؟
نقطة الخلاف كان حمدي نوح لأنه مابيحبش التمرين، ومايكل تدريبه عنيف ما أدى إلى طلبه الرحيل، وهو ما ترتب عليه فتح باب الرحيل، ومنح إيفرت الإدارة في هذا الوقت الضوء الأخضر لرحيله، وقال لهم: «أنا عندي نبيل إبراهيم وناصر محمد على وعبودة وعلاء نبيل ومجدي درويش ولا أحتاج لحمدي نوح»، فكان انضمامه للإسماعيلي.

إذن.. ما سبب فشل مايكل إيفرت في الأهلي؟
الأهلي لم ينفذ طلباته بشأن الاعتماد على الشباب، وقام الفريق بعد رحيله بثلاث سنوات بتطبيق فكره بالدفع باللاعبين الصغار، كما طبق هذا النظام في المقاولون بالدفع بعلاء عبد الحفيظ وعلي شحاتة ونبيل إبراهيم وجمال سالم ومجدي درويش، في وجود عنصري الخبرة مجدي كامل ومجدي مصطفى.

كم هدفا أحرزت خلال مسيرتك مع المقاولون؟
أحرزت 24 هدفا مع الفريق، أغلبها من فاولات وكرات رأسية وضربة جزاء وحيدة في مرمى ثابت البطل في كأس مصر، وصعدنا بعد النهائي إلى بطولة أفريقيا بوصفنا وصيف كأس مصر بعد الأهلي بطل الدوري والكأس.

وما أهم مباراة في مشوارك؟
مباراة الأهلي في الدوري موسم 82-83، وفزنا فيها بالبطولة، وحققنا الفوز على الأهلي «2-0».

ننتقل إلى محطة ذكرياتك مع منتخبات مصر.
انضممت لمنتخبي الناشئين والأوليمبي، وسافرنا تونس مع الكابتن فتحي نصير في منتخب الشباب تحت 18 سنة، ولعبت للمنتخب الأوليمبي مع أحمد ناجي وعادل عبد المنعم وعماد المندوه وإبراهيم يوسف ومحمود فوزي وجمال الجندي وخالد جاد الله وشكري حسن وعادل دسوقي ومحمد عمر وشوقي غريب ومعظمنا لعب دوري ممتاز.

وماذا عن المكافآت التي حصلت عليها؟
حصلت على ثاني أحسن ليبرو من مجلة فرانس فوتبول، وقرروا لي 500 دولار مكافأة، علاوة على الحصول على أحسن ناشئ من أخبار اليوم ومكافأة 1000 جنيه عام 82.

وهل تلقيت أي عروض للعب خارج المقاولون؟
المقاولون رفض الاستغناء عني، خاصة مع إحرازنا العديد من البطولات بعد الصعود للفريق الأول والاستمرار في الدوري الممتاز، ورفضت عرضا للعب في صفوف الجيش القطري، بعدما قررت الاعتزال عام 1988 وانشغلت بدورات التدريب والعمل في قطاع الناشئين بالمقاولون خلال وجود طه إسماعيل.

وهل ظهر الأهلي والزمالك في المفاوضات؟
بالفعل تحدث معي حلمي زامورا في أوائل الثمانينيات للانضمام للزمالك، ورشحني عبده البقال للانضمام إلى الأهلي، إلا أن مسئول المقاولون حسين عثمان رفض الاستغناء عني، خاصة بعد وصولي لمرحلة النضج الكروي في العشرينيات.

متي اعتزلت اللعب؟
اعتزلت في عام 1988م، على الرغم من اللعب في موسم 86 -87 مع الكابتن عبد المنعم الحاج 26 مباراة 3 كأس و23 «دوري» فإنه بعد رحيل الكابتن عبد المنعم واستلام يسري عبد الغني المهمة طلب مني الاعتزال؛ لأننى «ما بحبش أجري» وجلس جمال العقاد مدير الكرة مع الكابتن يسري عبد الغني، وقال له: «جمال سالم هينفعك»، وبالفعل ذهبت للكابتن يسري وقلت له: «أنا حابب أكمل معاك وطول عمري وأنت معانا وعارف إن ده تدريبي لكنه قالي لي: هتكون الرابع في المركز بتاعك فقررت الاعتزال لاعبا».

وهل كان لإدارة المقاولون فضل في الحصول على البطولات في الثمانينيات؟
لعبت إدارة نادي المقاولون، دورا كبيرا في الحصول على البطولات من أول المهندس حسين عثمان الذي أعطى الضوء الأخضر للكابتن فؤاد صدقي وعبد المنعم الحاج في قيادة الفريق، ثم دور المهندس محمد حسين عثمان وعادل أيوب وغيرهم، والذين شكلوا إدارة النادي خلال هذه الفترة حققوا إنجازات، وحفروا أسماءهم في التاريخ فهو مجلس إدارة نادي المقاولون العرب للبطولات، بعدما حققنا كأس أفريقيا 82 و83 والدوري العام موسم 82 -83.

وما تفسيرك لاحتراف صلاح والنني ابني نادي المقاولون؟
احتراف الثنائي في أوروبا «فلتة» ولو كان الإعلام والانفتاح الذي نعيشه العصر الحالي في جيلنا والأجيال السابقة لاحترف محمود الخطيب وحسن شحاتة، ووصلت عقودهما إلى أرقام كبيرة، علاوة على أن المنظومة الرياضية في مصر فاشلة، وأنصح رجال الأعمال بالابتعاد عن تعاقدات اللاعبين.

وهل تتوقع نجاح محمد صلاح في ليفربول الإنجليزي؟
«محمد صلاح سينجح في أي ناد يلعب له؛ لأنه قريب من ربنا، وكل العرب يتابعونه، وما دام المدرب يورجن كلوب مقتنعا بمحمد صلاح سيكون دافعا كبيرا لتفوقه في الدوري الإنجليزي».

ما رأيك في منظومة قطاع الناشئين بالمقاولون حاليا؟
قطاع الناشئين بالنادي يسير بخطى ثابتة تحت قيادة علاء نبيل الذي يمكن القول: إنه أعاد للقطاع هيبته، كما أنه أعاد الروح والالتزام والثقة للاعبين والعاملين بالقطاع مقارنة بالسنوات الماضية، والقطاع يضم أكثر مدربين على مستوى قطاعات الناشئين والاجتهاد في العمل شرط الوجود في المنظومة.

من أفضل لاعب في مصر من وجهة نظرك؟
«مصر مش هتجيب حسن شحاتة تاني، ومحمود الخطيب ومحمد أبوتريكة. أما الفترة الحالية فلعبية مصر خلصت الفلوس، وأصبحت نظرة اللاعب مين عنده كام، وزمان اللعيبة كانت بتعافر للحصول على أحسن ناشئ في مصر، ومحمود الخطيب بذل مجهودا كبيرا للحصول على الكرة الذهبية، بينما الوقت الحالي اللاعب في مصر بيفكر السنة اللي جاية كام».

متي تعود الجماهير للمدرجات؟
الوحيد القادر على اتخاذ قرار عودة الجماهير هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأرى أن الوقت الراهن والاحتقان الموجود بين الشباب يؤكد أن فرصة وجود الجمهور ستكون صعبة، ولكن أتمنى أن تعود الجماهير مرة أخرى للملاعب ومصر هترجع أحسن من الأول.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية