رئيس التحرير
عصام كامل

نماذج عربية مشرفة في العالم


لكى نغير ثقافة الشعوب للأفضل علينا أن نبحث عن الرموز التي يمكننا أن نجد فيها القدوة والمثل القابل للتطبيق لشبابنا لكى نصنع غدًا أفضل نجني ثماره بإذن الله.. حياة أفضل لأبنائنا ونترك رسالة خير ونماء في الدنيا قبل الرحيل عنها..


سمعت كثيرًا عن العالم الدكتور آندي خواجة، الملياردير اللبنانى الذي تحدثت عنه الكثير من البرامج التليفزيونية والصحف، وهو شاب عصامي على خلق، يساعد الناس بعلمه وعمله وبكل إخلاص لكي يتمكن كل صاحب اختراع أو فكرة من تنفيذها على أرض الواقع، وبصراحة من كثرة ما سمعت ورأيت من صور جميلة قمت بالبحث عنه عبر معارفى وكيف أرتب لمقابلة معه ولو كانت ٥ دقائق فقط مع العلم أن مقابلته تستلزم السفر لمدة ٢٤ ساعة تقريبا ذهابًا ومثلها تقريبًا للعودة.

بعد أن وفقنى الله في الاتصال به عبر الأصدقاء المحترمين سافرت إليه منذ أيام وقابلته أمس في مكتبه في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وإذ أرى عالمًا من العلماء الذين عملوا بالتكنولوجيا والتطبيقات الإلكترونية التي شهد لها العالم أجمع بالتميز والنجاح لخدمة للبنوك والشركات لخلق مجتمعات متحضرة، واسمحوا لى ألا أتكلم عن علمه الذي تجلى بالرقى في نقاش استمر دقائق اكتشفت فيها عالما عظيما يقضي وقته خيرًا للإنسانية لأنى لا يسعنى مقالات أخرى للحديث عنه ولن تكفي.

ولكن سأتحدث عن صفاته الأخرى، وجدت نورا من العلم يمشى في هدوء لمستمع متمكن من معرفته ينتظر دوما أن تترك له الحديث وقتما تشاء أنت.. هذا مع ضيق وقته.. وجدت الخلق الذي أريد أن يتعلمه الشباب في مجتمعاتنا، حين ترى القيم الراقية والتواضع في كل المعاملات، فلا يزاحم أحدا عند السير في الطريق بل يترك الآخرين يتقدمونه في رضا واحترام وأدب.

يريد أن يترك رسالة للناس تقول إن بإمكان كل إنسان أن يصل إلى ما يريد دون أن يحتاج لأحد بل إن من أسباب الفشل أن تترك نفسك للرياح باحثا عمن يساعدك.. هو لم يساعده أحد حتى وصل إلى أن يكون من أعظم رجال الأعمال العرب، يشرف صورة العرب في الخارج، وليت كل الصحف تتحدث عن هذا النموذج المشرف الذي يعلم مكانته العالم أجمع، ولا يعرف مكانته أحد في المنطقة العربية ولم يعطه أحد المكانة التي يستحقها.

فهو إنسان بسيط بنى نفسه بنفسه، وكلما أعطاه الله مالا زاده الله تواضعًا وأدبًا واحترامًا للناس، ولم ينس أبدًا أنه إنسان تربى في أصل طيب ولقد رأيت ذلك بنفسي وكان لقائي معه من أجمل اللقاءات التي شرفت بها في حياتى، لأحدثكم بها ويوميا أتعامل مع رجال الأعمال داخل مصر وخارجها إلا أننى لم أر نموذجًا بحثت عنه بهذه الطريقة من قبل وسافرت للقائه.

لم يرفض مقابلتي ولم يتكبر على أحد ظنًا منه أن هذا الإنسان لا يليق بمقامه الكريم أو أنه ليس لديه وقت لأنه مشغول مع أنى كنت سألتمس له العذر لأنه بالفعل مشغول.. بل وافق بكل سرور.. ابحثوا عن النماذج المشرفة فلدى المنطقة العربية أمثال نادرة الوجود يمكننا بها تغيير المستقبل للأفضل.. على الله قصد السبيل.
الجريدة الرسمية