رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محاولة اغتيال عمرو موسى!


أخيرًا أطلق السيد عمرو موسى مذكراته التي اختار لها اسم "كتابيه" لتنطلق معها موجة من الهجوم الضاري على الرجل وصلت إلى حد اتهامه بالجنون ومحاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر!


الاتهامات التي لاحقت موسى في سياق حملة لتشويهه جاءت بعد أن قال الرجل في مذكراته التي تنشرها الزميلة "الشروق" على حلقات إن عبد الناصر كان يستورد طعامًا خاصًا له من الخارج، وتحديدًا من سويسرا، لاهتمامه بنظام غذائي يؤدي لخفض الوزن، وكان يرسل من وقت إلى آخر من يأتي له بأصناف معينة من الطعام الخاص بالريجيم من سويسرا.. وقال موسى إنه خلال عمله بسفارة مصر في سويسرا كان رجل ضخم الجثة يأتي لاستلام الطعام وكان موسى هو المسئول عن تسليمها له.

ووصف موسى الرئيس جمال عبدالناصر بالديكتاتور الذي قاد مصر للهزيمة، مضيفًا أن تظاهرات التنحي مسرحية، وأن عبدالناصر اختصر مصر في شخصه، فكل ما هو جيد له جيد لها، واعتبر أن سياساته سبب اندلاع ثورة 25 يناير 2011.

ولا شك أن حديث موسى عن عبدالناصر كان كاشفًا، وبالتالى كان من المنطقى أن يثير جدلا ويتم الرد عليه بل وتكذيبه بالحجج والبراهين والأدلة، لكن من غير المنطقي أن يخرج البعض ليطالب بالكشف الطبي على القوى العقلية لموسى وكل من يكتب مذكراته بعد السبعين، وأن ينتفض آخرون ضده لدرجة شن حملة منظمة اتهموه فيها بكل نقيصة، فضلا عن محاولة اغتيال عبدالناصر وتشويه إنجازاته والعمل ضد مصر.

ويبدو أن حفل إطلاق المذكرات كان الشرارة التي مهدت الطريق لبدء هذه الحملة بعد أن اجتمع كل العرب في حفل التوقيع الذي أقيم الأسبوع الماضي بأحد الفنادق الشهيرة، جاء الجميع من أجله، ومن أجل تقديرهم له ولما قدمه للأمة العربية في حقبة مهمة لا تزال ارتداداتها مستمرة حتى اللحظة، حضرت شخصيات ذات ثقل سياسي ودبلوماسي من العيار الثقيل من أنحاء العالم، ويبدو أن هذا المشهد كان صادمًا للبعض فكيف يتفق الجميع على عمرو موسى بعد أيام قليلة من هجوم مسبق شنه البعض عليه على خلفية رفضه تعديل الدستور وتوريط البعض له في قضية الجبهة الخاصة بانتخابات الرئاسة المقبلة؟!

إن أولئك الذين هاجموا موسى حاولوا اغتياله عمدًا ومع سبق الإصرار والترصد من حيث أرادوا أن يدافعوا عن عبدالناصر، والمفارقة أن بين هذا الفريق من يكره عبدالناصر وعصره لكنها الأهواء التي يسكن الشيطان في تفاصيلها!
Advertisements
الجريدة الرسمية