رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا سيقول ترامب للسيسي


عندما التقى الرئيس السيسي مع ترامب في نيويورك وهو وقتها كان مرشحًا لانتخابات الرئاسة الأمريكية، قال ترامب له: تستطيع الاعتماد على في مواجهة الإرهاب، بعد أن أفوز بالانتخابات وأدخل البيت الأبيض، وبعد أيام سوف يلتقى الرئيس السيسي مجددًا مع ترامب في نيويورك، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية، كما أعلنت واشنطن، فماذا سيقول ترامب للسيسي، فهو يلتقي معه بعد أن اتخذ وزير خارجيته قبل أسابيع قرارا بإلغاء قدر من المساعدات الأمريكية لمصر سبق أن أجلته إدارة أوباما قبل سنوات، وأجل قدرا آخر من المساعدات العسكرية لمصر، وفى ذات الوقت فقد اتخذت لجنة في الكونجرس الأمريكى قرارًا بتخفيض تلك المساعدات العسكرية للعام الجديد بنحو 300 مليون دولار، وفوق ذلك كله فإن وزير الخارجية الأمريكى يطالب مصر والسعودية والإمارات والبحرين بإلغاء قرارات مقاطعة قطر، رغم عدم توقفها عن دعم الإرهاب وتمويله، أما ترامب نفسه فقد حاول مؤخرًا التوصل إلى مصالحة بين قطر والدول الخليجية الثلاثة بعيدًا عن مصر، وهي المصالحة التي فشلت بسبب رعونة النظام القطرى واستمراره في الخداع، وهو ما رفضته السعودية.


فماذا إذن سيقول ترامب للسيسي بعد ذلك كله؟ هل سيكرر ترامب ما قاله للسيسي في آخر اتصال تليفوني بينهما بعد قرار وزير خارجيته بإلغاء وتأجيل قدر من المساعدات الأمريكية لمصر، والتأكيد أن موقف إدارته في دعم حرب مصر ضد الإرهاب لم يتغير ومازال مستمرًا، أم أن ترامب سوف يكرر ما يطلقه في تغريداته حول ضرورة هزيمة الإرهاب، بينما لا تتخذ إدارته موقفًا عمليًا واحدًا تجاه تلك الدول التي تدعم الإرهاب وتمول الإرهابيين وتوفر لهم السلاح والملاذ الآمن والغطاء السياسي وتدربهم.

لقد تجاوزت علاقات مصر وأمريكا مرحلة الكلام فقط، التي كانت ومازالت تنتهجها إدارة ترامب، فهذه الإدارة تجاوزت مرحلة الدراسة وتدبر الأمور وهى تتخذ الآن قرارات، وقد اتخذت بالفعل بعضًا منها تجاه مصر، وكلها قرارات مناقضة تمامًا لتعهدات ترامب للسيسي وهو مرشح، والتي يرددها كلامًا فقط.

مصر تريد من إدارة ترامب أفعالا وإجراءات عملية تعبر حقًا عن دعمها لحربنا ضد الإرهاب، لأنه ليس بالكلام وحده سوف نهزم الإرهاب ونتخلص من شروره، هل يفعلها ترامب، أم سيكون نصيبنا منه حلو الكلام فقط، وعكس ذلك من الأفعال، لعل الإجابة عن هذا السؤال هي ما يريد أن يسمعه السيسي من ترامب هذه المرة.
الجريدة الرسمية