شعبان عبدالرحيم: هاشتغل مكوجي للفنانين والبنطلون بـ «500 جنيه»
"المهرجانات" تفوقت على الأعنية الشعبية.. والأطفال تسببوا في خراب «المهنة»
جمهورى بالسعودية يلتقط الصور معي داخل «الحرم».. والشوارع تتوقف عند تواجدي في «دبي»
اختلفنا أم اتفقنا معه، سيظل شعبان عبدالرحيم واحدا من المطربين الذين يتمتعون بقاعدة جماهيرية كبيرة.. حقق شهرة ضخمة منذ ظهوره على ساحة الفن الشعبي، من خلال أسلوبه وطريقته في ارتداء ملابسه التي أثارت دهشة البعض، لكنها أصبحت أهم ما يميزه، هكذا عرف الجمهور «وزير الحنية»، كما يلقبه المطربون الشعبيون الشبان.. والذي أصبح عمدتهم الآن، بعد تخطيه الـ«70»عاما..
عندما تجلس بجوار «شعبولا» لا تتوقف عن الضحك نهائيًا، لروح الفكاهة المعروف بها، لم يستطع يومًا أن يخفى ما بداخله، فدائمًا يقول «اللى في قلبي على لساني»، لكن على الرغم من بساطته في التعامل مع الآخرين، إلا أنه دائما ما يواجه الشائعات، وهو الأكثر تعرضًا للهجوم من النقاد، مما يدفعه للرد دون خوف.
وهذا ما كشفه «شعبولا» في حواره لـ«فيتو» عن العديد من الأسرار وما وراء الكواليس، وأوضح أسباب الشائعات التي يتعرض لها باستمرار، واستعرض أسرار هبوط الفن الشعبي، وآرائه السياسية التي يتناولها في العديد من أغانيه.. وإلى نص الحوار:
• في البداية.. نريد أن نطمئن على حالتك الصحية بعد الوعكة الأخيرة؟
- صحتي في أفضل حال، أنا تعرضت لإصابة خفيفة بقدمي، وذهبت بعدها إلى المستشفى لتلقى العلاج وخرجت في نفس اليوم، لكن الجمهور لم يرحمني من الشائعات بتداول صورة قديمة مدعين أني بالعناية المركزة، وكنت في عملى بذلك الوقت.
• بمناسبة الشائعات التي تحدثت عنها، هل تزوجت المطربة اللبنانية «منار» فعلا أم أنها شائعة؟
- أولًا سني وكرامتي ما تسمحليش بالزواج من فتاة في عمر أحفادى، لأنني راجل ابن بلد، وعندي أبناء كبار، وهذه الشائعات تسبب مشكلات كبيرة ولا أقبل بها، وتحدثت كثيرًا عن رفضى لفكرة الزواج بعد وفاة زوجتي، وعلاقتى بـ«منار» وأسرتها مجرد صداقة، وزادت الشائعات بعد تعاوني معها في كليب أخير، وعاهدت زوجتى ألا أتزوج بعدها حتى إذا طلبت «ملكة جمال العالم» أن أتزوجها مقابل أن تصرف عليّ، لن يحدث.
• لماذا تتعرض للشائعات باستمرار؟
- الشائعات «مصلحة» وربنا يديمها نعمة علينا، وخللي الناس تتكلم وإحنا مش هنخسر حاجة، ولا أعرف سبب الشائعات التي تلاحقني كل يوم.
• ما الأغنية التي تعتبرها علامة في حياتك وسبب نجاحك؟
- أغنية «أحمد حلمي اتجوز عايدة» سبب شهرتي، والناس كانت بتشترى ميكروباص مخصوص علشان تشغل فيه الأغنية، على الرغم من الهجوم الذي تعرضت له بسبب هذه الأغنية، والوقف من جانب الرقابة بداعي الإسفاف والإساءة للذوق العام.
• من هو المطرب الشعبي الأفضل من وجهة نظرك؟
- كل المطربين الشعبيين أصدقائي، ولكن أحمد عدوية هو المطرب الأقرب والأكبر في الفن الشعبي، وهو المطرب الذي أشعر بالمزاج عندما أستمع له، ومجدي طلعت أيضا.. وكان عدوية أول مطرب يأتي لزيارتي بالمستشفى أثناء وعكتي الصحية الأخيرة، ولم يستطع التوقف عن البكاء أثناء زيارتى.
• بعيدا عن الشعبي، من هو المطرب الأقرب إلى قلبك؟
- جورج وسوف هو المطرب الأقرب إلى قلبي بعيدًا عن الشعبي.
• هل تقابلت مع جورج وسوف؟
- نعم تقابلت معه في لبنان، عندما ذهبت لتقديم عرض مسرحي مع سمير غانم، وبعدها ذهبت لزيارته في المستشفى بعد معرفتى بأنه مريض، لكنه غادر قبل ذهابي بوقت قصير، وفاجأني بعدها بحضوره العرض المسرحي، ودعانا للعشاء بكافيه يمتلكه، وكانت المفاجأة أنه أصيب بالصدمة عند غنائي لـ«أم كلثوم»، لأنه كان يعتقد أنني لا أستطيع الغناء إلا بأسلوبي الذي اشتهرت به.
• كيف استطعت أن تحافظ على النجاح طوال هذه السنوات؟
- بعد أغنية «أبطل السجاير»، لم أقدم أغنية «مفرقعة»، لكن التواضع هو السر في نجاحي واستمرارى حتى الآن، لكن الأمر يختلف مع المطربين الشبان.. فبمجرد نجاح أغنية، يصاب المطرب بحالة من الغرور ويتحول لفاشل كبير مع الوقت، لذلك المطرب «التنك» عمره قصير.
• هل هناك مطرب محدد توجه له هذه الرسالة؟
- أتحدث مع محمود الليثي باستمرار، وأنصحه بالالتزام بالمواعيد، لأنه من أكثر المطربين الشعبيين تميزا بالموهبة.
• ما رأيك في حال الأغنية الشعبية؟
- حال الأغنية الشعبية عمره ما هيتغير، وستظل مكانة الكبار محفوظة؛ أمثال عدوية وعبدالمطلب والعزبي ومحمد رشدي، لكن ما يحدث الآن أفسد الأغنية الشعبية، ودخول الأطفال تسبب في خراب «المهنة»، ومع ظهور «المهرجانات» أصبح الأمر يشكل خطورة على الأطفال والشباب في المنازل بسبب الكلمات.
• معنى ذلك أن أغاني «المهرجانات» تفوقت على الأغاني الشعبية؟
- بالفعل أغاني «المهرجانات» تفوقت على الشعبي، والرقابة سبب هذا التدهور الذي وصلنا إليه، لأن أغاني المهرجانات أصبحت منتشرة عبر مواقع «الإنترنت» دون قيود أو حدود، أو مراجعة للكلمات التي تقدم، ولكن هناك أغاني مهرجانات من الممكن الاستماع لها.
• وماذا عن أغنية «المرجيحة»؟
- مطربة المرجيحة ليس لها علاقة بالفن، لكنها تندرج تحت مسمى «أكل العيش»، لذلك من الأفضل استمرارها بدلًا من ذهابها في طرق أخرى لكسب المال.
• ما سبب الهجوم الدائم للملحن حلمي بكر عليك؟ وهل تتفادى الصدام معه؟
- حلمي بكر معروف بأنه دائم الهجوم على جميع المطربين، وتركيبته الكلام وانتقاد أي شخص، لذلك لا أغضب منه، وأحاول مداعبته عندما نتقابل باستمرار، وأنا مش بخاف منه ولا من غيره، ولكن الاحترام واجب، وهو أكبر مني، وقامة فنية كبيرة لايمكن إنكارها مهما حدث بيننا.
• ما رد فعلك عندما قال لـ «أحمد شيبة» أنت جاهل؟
- أنا سأوجه رسالة للمطربين الشعبيين: محدش يزعل من حلمي بكر، ولا يركز معاه لأن تركيبته «كلام»، ورسالتي لـ«شيبة» بالتحديد: «ما تشغلش نفسك بالانتقادات علشان تستمر في نجاحك»، وفى النهاية هو ابن حلال ويستاهل، لأنه من المطربين الشعبيين الموهوبين من طفولتهم.
• ماذا عن أزمتك الأخيرة مع قطر؟
- معنديش مشكلة مع الشعب القطرى، ولم أقصد إهانتهم على الإطلاق، والأزمة مع الحكومة التي تدعم «الإرهاب»، وتموله من أجل محاربة الدول العربية ومصر بالتحديد، لذلك خصصت أغنية لمهاجمتها.
• هل تقبل التصالح مع الرئيس القطرى؟
- الصلح مع «تميم» مرفوض نهائيًا، إلا في حالة تصالحه مع مصر والعرب.
• ما أفضل دولة عربية تستمتع بحفلاتك فيها؟
- أعشق جميع الدول العربية، ودائمًا ما يستضيفونني بأفضل شكل، وبالتحديد عند زيارتي للسعودية يلتقط جمهورى الصور داخل «الحرم المكي»، أما في «دبي» فتتوقف الشوارع عند إحياء حفلاتى بها بسبب الأعداد الكبيرة التي يشهدها الحفل.
• إذا صدر قرار في يوم ما بمنعك من الغناء، ما المهنة التي ستقرر العمل بها؟
- طبيعي أن أذهب للعمل بصنعتي الأقرب لقلبي «مكوجي»، قائلًا في دعابة: «ممكن أشتغل مكوجي للفنانين والبنطلون بـ500 جنيه.. وكل حاجة بشروطي ومفيش فنان هيكوي غير عندي".
• وهل ستفكر في تغيير "ستايل" ملابسك بعد تجربة «النيولوك» الجديد؟
- اللوك الجديد سببه استعدادى لتصوير كليب مع مطربة لبنانية، واقترح المخرج تغيير شكل "البدل" و"الشعر"، وملابسي جزء من نجاحي، لأن المطرب لابد أن يكون مختلفا عن باقى المطربين لذلك أتمسك بالبدل المشجرة التي عرفني بها الجمهور في بدايتي، قائلًا بطريقة كوميدية: عاوز أعمل محضر لعمرو دياب في «حقوق الملكية الفكرية البدلية»، بسبب تقليدي بارتداء قميص مشجر في ألبوم «معدي الناس».
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"...
