تفجير مترو لندن.. والغرب مصدر الإرهاب!

قالت السيدة أنجيلا ميركل: "إن الإرهاب ضرب برشلونة وفرنسا وألمانيا واليوم في لندن، وعلينا محاربة الإرهاب!"، لا أعرف كيف تفتحون أوطانكم للإرهابيين، وتدعون أنكم ضد الإرهاب!؟ الجميع يعرف أن ألمانيا وبريطانيا يصل حجم استثمارات الإخوان والهاربين من العالم الإسلامي من 40:30% من إجمالي استثمارات البلدين، وبالتالى لا تفكران في اتخاذ أي موقف منهم! كتبت في هذا المكان في أبريل الماضى، عندما وقع الحادث الإرهابي أمام الشانزليه العشرين من أبريل الماضى، المدعي الفرنسي أعلن أن الشرطة الفرنسية أكدت أن منفذ الهجوم فرنسى، كان معروفا لدى الشرطة وسبق اعتقاله في 2010، ووجهت له عدة تهم منها تهمة تهديد رجال الشرطة، والغريب أن الشرطة والسيد المدعى العام الفرنسى أكدا أن منفذ الهجوم له سوابق بارتكاب أعمال عنف!

ومع هذا قالوا إنه وجد مصحفا في جيب الإرهابي بالرغم أن وجود مصحف أمر عادى مع أي مواطن، فلماذا الزج بالمصحف في التصريحات!؟ هذا معنى ما كتبته تعليقا على الحادث الإرهابي في باريس، وحدث من الرئيس الأمريكي ترامب أن أعلن على حادث مترو لندن اليوم (الجعمة 15 سبتمبر)!

بنفس المنطق الذي تحدث به المدعى العام الفرنسى، تحدث الرئيس الأمريكى ترامب مستغلا حادث التفجير في مترو لندن للدفاع عن سعيه لمنع مسلمى 6 دول إسلامية، مشددا على ضرورة أن يكون الحظر أكثر صرامة.

ومع هذا مازلت أوقن أن الإرهاب جذوره غربية وأن القتل والدماء التي أغرقت العالم بسبب الغرب وليس الإسلام، ولكن بفضل خيبتنا أصبح أن كل ما يحدث في العالم يرتدى ثوب الإسلام الإرهابي، وهذا يجعلنى أعيد وأكرر بعض مما كتبته، في الخمسين عاما الأولى من القرن العشرين، ماذا دفعت البشرية من ثمن بسبب الخلافات بين الدول الغربية!؟ في الحرب العالمية الأولى كانت محصلة القتل 16 مليون إنسان، وجرح أكثر من 21 مليون آخر، أكثر المصابين أصبحوا أصحاب عاهات وعجز، ناهيك عن الدمار الذي شمل العالم وهذه الحرب يطلق عليها الحرب الأوروبية نظرا لكونها كانت بين الدول الأوروبية، أما الحرب الأسوأ العالمية الثانية فكان القتلى ما بين 62:78 مليون قتيل حسب الدراسات الأوروبية، من المؤكد لم يكن الإسلام طرفا فيها بل استخدمت أرضه وأبناءه وقودا في هذه الحرب. 

وإذا عبرنا المحيط الأطلسي إلى أمريكا حاملة شعار الحريات وحقوق الإنسان، نجد أن تاريخها أسوأ تاريخ في العالم بالرغم من أن عمرها أقل من مائتي عام، الجيش الأمريكى قتل 27 مليون هندى وهم كانوا أصحاب الأرض، قتلوا ملايين من الشعب الفيتنامى، حرق ملايين اليابانيين بالقنابل النووية، قتل في ملايين في أفغانستان، دمر العراق وقتل وشرد الملايين، قتل في ليبيا، الصومال، السودان، أمريكا وراء دمار سوريا وتقسيم اليمن، الأمريكان هم صناع طالبان، وبن لادن، وداعش، هم أبطال فضائح سجون أبوغريب وجوانتنامو، وغير هذا كثير لا تسعفنى ذاكرتى، الإسلام لم يكن طرفا مطلقا في قتل ما يقرب من مائة مليون إنسان في حربين فقط في النصف الأول من القرن الماضى!

يبدو أن الغرب فرغ من الاقتتال فيما بينهم وتفرغ لجعل كل دماء تسال تصبح دماء مسلمين أو يتهم فيها مسلمون، وإذا كان هذا منهج الغرب تجاهنا فنحن نساعده على نجاحها! وللأسف هناك وهم يراودنا أن الغرب سيحارب الإرهاب وسيعمل على وقف الحروب وسفك الدماء، سذاجة غريبة نعيشها، لأنه باختصار لو أوقف الإرهاب والحروب.. فماذا يفعل في مصانعه الحربية وكيف سيسوق إنتاجه؟! نحن سذج.. وأيضا حتى ننتبه فلابد وكما كتبت مرات عديدة، فإن الغرب لن يتعلم، ولن يطرد الإرهابيين من الإخوان وغيرهم لأنه يستفيد منهم، وعلينا أن نعى هذا!
نسيت الإشارة إلى أن بيان الشرطة الإنجليزية صورة من البيانات المصرية لأن: التفجير تم بشحنة بدائية الصنع!