رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. إليف شافاق: وزارة الثقافة عرضت «قواعد العشق» دون علمي

فيتو

الصدفة وحدها هي من قادتنا إلى معرفة الحقيقة، الحكاية بدأت عندما فكرنا في عمل حوار مع الروائية التركية العالمية إليف شافاق خصوصا وأن روايتها «قواعد العشق الأربعون» والتي بيعت 550،000 نسخة منذ صدورها عام 2009، وتعرض الآن ضمن أنشطة البيت الفني في موسمها الرابع، حيث حققت أيضا المسرحية نجاحا جماهيريا كبيرا والمأخوذة عن النص الأصلي للرواية وتحمل نفس الاسم، وتخطت إيراداتها حاجز المليون الجنيه منذ بدء عرضها في مارس الماضي.

لتكتشف «فيتو» أن الروائية والكاتبة العالمية إليف شافاق لم تكن على علم بتحويل روايتها «قواعد العشق الأربعون» إلى عمل مسرحي يعرض الآن على مسارح الدولة، وأن وزارة الثقافة والبيت الفني للمسرح على وجه التحديد لم يتقدم بطلب رسمي كتابي أو شفاهي للحصول على حقوق الملكية الفكرية للعمل.

أولى الخطوات التي اتخذتها «فيتو» هو محاولة التواصل مع الكاتبة الأصلية للعمل -إليف شافاق- حيث راسلناها عبر بريدها الإلكتروني، لنتلقي بعد عدة أيام رسالة إلكترونية من مكتب إليف الرسمي، تؤكد فيه عدم علمها بتحويل الرواية إلى عمل مسرحي، مؤكدة أن وزارة الثقافة المصرية لم تراسلهم، ولم تحصل منهم على موافقة رسمية كتابية أو شفهية لتحويل العمل أو الاتفاق على تحويله من الأساس!

وتعرض الصور التالية جزء من مراسلتنا مع مكتب الكاتبة التركية:

٤٠ وأربعون!
لم تكتف «فيتو» بما أوضحه - مكتب إليف شافاق- في رسائله عبر البريد الإلكتروني، وتواصلنا مع مخرج المسرحية عادل حسان، ولكن المثير في الأمر هو إقرار حسان بعدم أخذ موافقة رسمية أو غير رسمية من مؤلفة العمل الأصلي، ونفى في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه ليس بحاجة لأخذ موافقة من الأساس، مؤكدًا أن المسرحية لا تعتمد على الرواية فحسب، وإنما عادت إلى عدة مصادر ومنها كتاب "المثنوي" لجلال الدين الرومي.

وأضاف حسان، أن فريق عمل المسرحية حرص على تعديل وتغيير اسم العمل المسرحي عن الرواية، حيث حملت المسرحية اسم "قواعد العشق ٤٠"، فيما حملت الرواية اسم "قواعد العشق الأربعون"، مؤكدا أن رقم ٤٠ في المسرحية له دلالة دينية مقدسة، على عكس الرواية التي تحمل الرقم نفسه للدلالة على أرقام القواعد المذكورة فيها.

تصريحات مخرج العمل تتنافى كليا مع بنود ومواد قانون حماية الملكية الفكرية، والذي يقر أنه يجب أخذ موافقة الكاتب الأصلي للعمل، وعدم البدء بتحويل عمله إلا بعد استخراج تلك الموافقة والاتفاق على الشق المادي والفكري.

من المذنب
الأمر نفسه يؤكده الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني، الذي شاهد المسرحية، تحدثت "فيتو" مع السلاموني للفصل في الأمر، وتحديد ما إذا كانت وزارة الثقافة تحمل وزر تحويلها للعمل المسرحي بدون موافقة مؤلفته أم لا، وذلك بصفته مشاهد ومحكم على المسرحية خلال المهرجان.

في حديثه، أكد السلاموني أن ما اقترفته وزارة الثقافة خطأ فادح يسئ لسمعة مصر، فاستعانة فريق عمل المسرحية بمصادر إضافية إلى جانب الرواية، لا ينفي أن فكرة المسرحية مقتبسة من رواية الكاتبة التركية، وهو ما تم ذكره بالفعل في (البانر) الرسمي للمسرحية، مؤكدًا أن الوزارة وضعت نفسها ومصر في موقف محرج، خاصة أن الكاتب الأصلي أجنبي وما زال على قيد الحياة.

صورة البانر الرسمي
وأضاف السلاموني، أن المسئول الرئيسي عن استخراج الموافقات هو الجهة المنتجة للعمل وليس المخرج أو كاتب المسرحية، وإنما هو البيت الفني للمسرح الذي عمد لإنتاج العمل وإخراجه للنور، مؤكدًا أن مؤلفة العمل الأصلي يحق لها في هذه الحالة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على حقوقها، سواء من خلال التفاوض مع وزارة الثقافة، أو الإجراءات القانونية التي ستدفع الطرفين لساحة القضاء للفصل في الأمر.

سيناريوهات متوقعة
أزمة حقيقية وضعت وزارة الثقافة فيها نفسها، بتغاضيها عن الحصول على موافقة المؤلف الأصلي للعمل قبل تحويله لمسرحية، ويمكن للأمر أن يسير في عدة اتجاهات متوقعة السيء منها واليسير.

أولى تلك السيناريوهات تتمثل في الحل الودي للأمر، من خلال التواصل بين البيت الفني للمسرح والمكتب الرسمي للكاتبة التركية إليف شافاق، للاتفاق على الشق الأدبي الفكري والشق المادي في تحويل العمل، ويمكن للكاتبة وقتها المطالبة بحقها في إيرادات العمل المسرحي، أو التنازل عنه.

أما السيناريو الأسوأ هو اتجاه الكاتبة لإجراءات قانونية تتمثل في دعوى قضائية على وزارة الثقافة، لتطالبها فيه بوقف عرض المسرحية وسحبها من على خشبات المسرح.
الجريدة الرسمية