رئيس التحرير
عصام كامل

إلا الخطأ في القرآن يا سيد عمرو!


لأنه لم يحصل على الدكتوراه كان طبيعيًا أن يسبق اسمه بلقب "السيد" الذي قررته ثورة يوليو للتخاطب في مصر بعد إلغاء الألقاب كخطوة للمساواة بين المصريين.. وهكذا كان عدد كبير من المسئولين مثل "السيد صفوت الشريف" و"السيد كمال الشاذلي" وهكذا سبقهم وزراء ومسئولون كبار في الخمسينيات والستينيات مثل "السيد زكريا محيي الدين" الرجل الذي وضع خطة ليلة الثورة، وهو الذي كلف بتأسيس جهاز المخابرات العامة، وهو وزير الداخلية القوى الذي تعامل مع الإخوان في ظل الصدام الكبير.. وكذلك السيد على صبري رئيس وزراء مصر وقت أول خطة خمسية وهي الخطة الشهيرة التي حققت أعلى معدل نمو بين دول العالم الثالث كله.. وهكذا!


ولأن معرفة أصول الأشياء تغني عن الوقوع في الأخطاء لذا كان من الممكن أن ينجو السيد عمرو موسي من الحملة العاتية ضده في اليومين الماضيين بسبب مذكراته.. ليس فقط لذكره كلاما غير صحيح عن الزعيم جمال عبد الناصر لم يرد في أي رواية سابقة بما فيها روايات خصوم عبد الناصر نفسه من أنه كان "يستورد طعاما خاصا من الخارج للرجيم"، وهو يقصد طبعا طعاما للسيطرة على مضاعفات مرض السكري ومطالب الأطباء للرئيس بالامتناع عن التدخين ومحاولة تقليل الوزن.. ورغم أنه لا جريمة في استيراد طعام طبي- وليس خمورا أو عطورا أو طعاما فاخرا-أقرب إلى الدواء من الخارج حرصا على صحة رئيس البلاد لكن حتى هؤلاء الأطباء وقد كتبوا مذكراتهم لم يقل واحد منهم معلومة السيد عمرو!

على كل حال.. موضوع جمال عبد الناصر لا يقارن ـ ولا يمكن أن يقارن ـ أصلا بالخطأ الفادح الذي وقع فيه السيد عمرو موسى، والذي جلب له مشكلات عديدة منذ أمس الأول وهي التغريدة التي كتبها على موقع "تويتر" وكان يقصد الإشارة إلى مذكراته التي حملت عنوان "كتابيه" تيمنا بالآية الكريمة "فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه"، وهي الآية 19 وما تلاها من الآية رقم 20 من سورة الحاقة، والتي كتبها خطأ ولم يكتف بذلك بل كتب أصلا البسملة خطأ ولا يصح أن ننقل الخطأين هنا.. فالواقعة محل جدل وأغلب الصحف التي نشرتها وردود أفعالها حصلت على نسخة طبق الأصل من التغريدة!

ما يعنينا هو السؤال: لماذا لا يرجع السيد عمرو موسى إلى المصحف لينقل منه ما يشاء؟ خصوصا أنه لا يحفظ القرآن ولا يعرف أصول التلاوة؟ وخصوصا أيضا أنه كان وزير خارجية أهم بلد إسلامي وهو ما يعرض بلد الأزهر لما نحن ـ وسيادته ـ في غنى عنه! وكان أمينا عاما للجامعة التي تتحدث بلادها بلغة القرآن!!
السؤال الأخطر: متى سيعرف إذن وقد تجاوز الثمانين؟!
الجريدة الرسمية