رئيس التحرير
عصام كامل

سامح حامد يكتب: «الغفران هو العلاج»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حديث اليوم عن الكراهية.. وهل هي مشاعر مصادرها العقل أم القلب؟ وهل هي من صناعة البشر؟ وهل أنت في مأمن منها بالمستقبل؟ وهل الكراهية شعور مشروع؟ الكراهية سم، فكيف نكسر حلقة الاستياء؟ هل من المباح أن نكره أولئك الذين أضروا بنا؟ كيف يمكن الحصول على الشفاء؟ أين يكمن الألم بداخلي؟ لمَ سمحت لأحد أن ينال مني؟ ما مدى الجرم؟ أي جزء من كياني يعاني؟ كبريائي؟ لماذا نكره؟ لأنهم علمونا أن نكره، ونحن نكره لأننا جهلاء، فنحن نتاج تعليم أناس جهلاء، علمونا فكرة جاهلة، وهي أن هناك 4 أو5 أعراق بشرية، وهناك عرق واحد على وجه الأرض، وكلنا ننتمي إليه، وهو الجنس البشري، ولكننا قسمنا الناس لأعراق، لكي يتسنى لبعضنا أن يروا أنفسهم أسمى من الآخرين.


ظننا أن الأمر سينجح، ولكنه لم ينجح بل كان سيئا للجميع، وحان الوقت لتخطي هذا الأمر. فليست هناك جنيات مسئولة عن العنصرية، ولا الكراهية، وإنما لا تولد كارها للناس نسبة لدينهم أو لونهم، بل هو أمر تتعلمه، وأي شيء تتعلمه يمكن أن تخرجه من عقلك، حان الوقت لكي تخرج الكراهية من أفكارنا، حان الوقت لتجاوز هذا الأمر، ويجب أن يكون سريعا، وواجب على المعلم أن يخرج الناس من الجهل إلى النور، ولون البشرة أو الدين ليس لهم علاقة له بمدى فهمك، ولا بقيمتك كإنسان، وقد حان وقت لكي نتجاوز الأمر.

وقد قال الله تعالي: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" ونتعلم منها أن الإنسان حينما يطيع ربه، وحينما يصطلح معه، وحينما يطبق منهجه تطبيقًا دقيقًا، وحينما لا يبني مجده على أنقاض الآخرين، ولا يبني حياته على موتهم، ولا غناه على فقرهم، حينما يستقيم على أمر الله، يصطلح مع نفسه، يجد نفسه، يشعر بسعادة لا توصف.

وفي النهاية نجد أن الغفران هو العلاج، وهو علامة الإيمان، فمن أراد أن يغفر الله له عليه أن يغفر للناس الذين أساءوا إليه، ونعرف قصة ذلك اليهودي الذي ظل يؤذي النبي- صل الله عليه وسلم- ويلقي القاذورات أمام داره، ولم يبادر النبي بمعاتبته أو زجره أو معاقبته، بل على العكس عندما انقطع ذلك اليهودي عن أفعاله، ما كان من النبي "صل الله عليه وسلم" إلا أن قام بالسؤال عليه، وما كان من هذا اليهودي إلا أن أسلم لدهشته من سماحة الإسلام، والمغفرة ليست شيئًا سحريًّا، بل هي عملية تتطلب اللجوء إلى الله، وحين يبدأ الشفاء، فإنه يتعين عليك أن تعترف بأخطائك، وأخيرا أن تغفر لنفسك عيوبك الخاصة، والله وحده يعلم كيف تفعل ذلك دائما على استعداد لمنح الغفران، ومع ذلك، فإن هذه العملية تسمح بأخذ خطوة نحو الغفران.
Advertisements
الجريدة الرسمية