رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«علم قطر».. حرب نخوضها بلا هوادة


كانت لديَّ قناعة بعدم انسياق نجوم الفن وراء الخلافات السياسية بين الدول، لأنه مهما طال أمد الخلاف فإن مصيره الحل، سواء بالحوار وزوال أسباب الخلاف أو بتغيير أنظمة الحكم، وتبقى الشعوب، التي لا تنسى المواقف السياسية وتحاسب الفنانين عليها.


استمرار مسلسل افتراءات وأكاذيب "قطر" وتطاول مسئوليها وإعلامها على "الرباعي العربي" المقاطع لها، وعدم استجابتها لأي حلول تعرض على حكومتها التي تصرح بالشيء ونقيضه في اللحظة ذاتها، جعل السعودية تلجأ إلى سلاح الفن الأكثر تأثيرًا في الرأي العام، بعد تميز إعلامها المقروء في فضح قطر وحكامها، ونجاح الفنان ناصر القصبي في كشف سياسة الخداع القطري لجيرانه وانقلاب الابن على أبيه واستيلائه على الحكم في حلقة "المؤذي" بمسلسل "سيلفي3" في رمضان الماضي، وفور عرض الحلقة، حذفت إدارة قنوات "بي إن سبورت" القطرية مجموعة قنوات "إم بي سي" من قائمة محطاتها على "ريسيفر" المشتركين.. ومع الضجة المرافقة لحلقة القصبي بدأت قناعتي تتغير، وأدركت أنه لا خير في فنانين لا يدعمون موقف الدولة.

زادت قناعتي بمساندة الفن للدولة في حربها السياسية المستحقة، عندما لجأت "روتانا" السعودية مجددًا إلى نجوم الغناء الكبار، فرحبوا بالدخول على خط الأزمة بين دول المقاطعة الأربع وقطر، وشاركوا في أغنية "علم قطر"، وهي سياسية بامتياز ومن كلماتها: "علم قطر واللي واقف ورا قطر.. أن البلد هذي طويل بالها.. بس المسايل لين وصلت للخطر.. تشوف فعل رجالها.. طعناتنا في الوجه ما هي في الظهر.. عشرين عام من الدسايس والغدر.. ومؤامرات عارفين أحوالها".. كتب كلماتها الشاعر السعودي تركي آل الشيخ، ولحنها رابح صقر، وغناها محمد عبده، رابح صقر، وليد الشامي، عبدالمجيد عبدالله، ماجد المهندس، اصيل ابوبكر، راشد الماجد، وشاهدها في خمسة أيام أكثر من 5 ملايين متابع.

وعلى الفور أعلنت شركة إنتاج فني يملكها شيخ قطري عن قطع التعاون مع من شاركوا في الأغنية وضمت أسمائهم إلى "قائمة العار"!

وبما أن الكويت حكومة وشعبا تؤيد قطر، فقد رد المطرب والملحن الكويتي مشاري العوضي بأغنية «نعشق ترابج يا قطر» من كلمات القطرية سعاد الكواري لكن نسبة مشاهدتها لم تزد على الآلاف.

تأثير أغنية "علم قطر" فاق التوقعات وأثار الجدل بين مؤيد ومعارض، وإن كان الغالبية من المؤيدين لموقف المطربين والمرحبين بالأغنية، التي وضعت النقاط على الحروف فيما يخص السياسة القطرية، وإن كان البعض انتقد مشاركة الفنانين العراقيين ماجد المهندس ووليد الشامي، متجاهلين أن المهندس يحمل الجنسية السعودية منذ بضعة سنوات.. أما وليد الشامي فالتزم الصمت إعلاميا، ورد بأغنية أخرى تناول فيها الأزمة، ما أثار الشكوك حول نيله أيضًا الجنسية السعودية أخيرا.

أغنية وليد الشامي بعنوان "سفينة الدوحة" وأداها منفردا من كلمات سعود القحطاني، وطرحتها "أم بي سي"، ومن كلماتها: "يا ربعنا أهل قطر بالعواريف.. حنا لكم إخوان شعب وقيادة.. سفينة الدوحة بليا مجاديف.. وقبطانها ما هو بيم القيادة.. يلعب بها عزمي بشارة على الكيف.. فاسد وشوفوا نتائج فساده.. وإن كنت أدور للحمدين توصيف.. مثل الجمل يرثع في قياده.. من يحتمي بإيران شاف التحاسيف.. غرس العدو يا ربعنا وش حصاده؟".. وفي غضون يومين اقتربت مشاهدة الأغنية من المليون.

أما الفنانة البحرينية هيفاء حسين فلم تترك خبر سجن الداعية السعودي "الإخواني" سلمان العودة، يمر مرور الكرام، حيث غردت، مؤكدة أن "الأقنعة سقطت، والأيام كفيلة بإسقاط مزيد من الأقنعة عن الوجوه الزائفة التي تتاجر باسم الدين".

وردت هيفاء على ما تعرضت له من انتقادات نتيجة إعجابها بأغنية "علم قطر" ودعوة الجمهور لها بعدم الانسياق وراء الخلافات السياسية، والانحياز لطرف ضد آخر، وقالت: "الخائن ليس له عذر"، وتمنت أن تقوم بلدها البحرين بإنتاج عمل وطني مماثل لأغنية "علم قطر" تشجع فيه الجميع على التكاتف لحماية الوطن.

وتابعت: "أنا اليوم اتكلم كمواطنة قبل لا أكون فنانة.. لو على جثتنا بنظل ندافع عن أوطاننا وقاداتنا مهما حاربتونا بالطرق الرخيصة.. الحمدلله سمعتي الكل يشهد فيها ورافعة اسم بلدي فوق بأخلاقي وبإنجازاتي.. البحرين والإمارات والسعودية كيان واحد وأخذنا عهدًا على أنفسنا نكون جنودًا لهم".

صدقت البحرينية المحترمة والمميزة هيفاء حسين، وياليت نجومنا يدركون أن البلد تخوض حرب بلا هوادة، وعليهم المساهمة والدعم بأعمال مؤثرة في الجمهور بدلا من فن هابط ومبتذل.
Advertisements
الجريدة الرسمية