رئيس التحرير
عصام كامل

أكذوبة..هدم كل شيء بدعوى التغيير! (2)


كما كنا نرجو أن يحدث تغيير إيجابي بعد ثورة يناير في سلوكيات وتصرفات المصريين بما يمكنهم من إصلاح البنية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية المطلوبة، والتي مازلنا ندفع ثمنه غاليًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


فإن أسوأ ما حدث للمصريين بعد ثورة يناير هو قيام البعض باستهداف مؤسسات الدولة وحرق منشآتها وأقسام شرطتها وهدم السجون وتهريب السجناء والخطرين على الأمن العام، ناهيك عن اختراق الأمن القومي وإشاعة حالة من الذعر في المجتمع، وما تبعها من خلل اقتصادي بعد توقف المصانع وتفجر الاضطرابات وانحسار الاستثمارات الأجنبية، وتراجع السياحة وموارد الدخل القومي، واستضعاف الدولة ولي ذراعها وتعطيل القانون وحصار المحاكم، وتحدي السلطات تارة بقطع الطريق وشل المرور وتعطيل المصالح، وتارة أخرى باستفزاز الشرطة والجيش وجرجرتهما إلى معارك لا يستفيد منها إلا أعداء الوطن.

لقد انطلقت الثورة على جناح السياسة هادفةً لإسقاط النظام بلا عقل ولا قيادة ولا رؤية، مدفوعة بتحريض أطراف بعينها دفعت لهذا المسار، حتى إن البعض ابتدع شعار"يسقط حكم العسكر" وقد أريد به تدمير الجيش وإسقاطه، وقد ردده للأسف كثير من المتظاهرين دون وعي بالمقاصد الخبيثة لمن ابتدعوه، ولولا ثورة 30 يونيو ما عادت اللٌحمة بين الشعب وجيشه وشرطته ولذهب ريحنا وضاع بأسنا.
الجريدة الرسمية