رئيس التحرير
عصام كامل

لغز السفير البريطاني بالقاهرة


يبدو السفير البريطاني في القاهرة جون كاسن، بمثابة لغز محير، فالرجل الذي تولى مهام منصبه سفيرا لصاحبة الجلالة ملكة بريطانيا في شهر أغسطس 2014، دأب خلال السنوات الثلاث التي قضاها في مصر على إطلاق النكات و"القفشات" والإقدام على تصرفات بعضها لا يليق بدبلوماسي محترف ومهني، ويخرج عن الإطار الدبلوماسي الذي يتعين على السفراء والدبلوماسيين الالتزام به.


بل إن "كاسن" تستهويه أيضا التصريحات الطريفة وكتابة التدوينات المثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكان آخر هذه التصريحات قوله إنه يعشق أكلة "الشكشوكة"، ويفضل كل الأكل المصرى، وأنه أقدم على تناول أكلة فسيخ ولكنه لم يفضلها، وأوضح في الوقت ذاته أنه يفضل سماع المطربين عمرو دياب ومحمد منير.

أكثر من هذا حاول الرجل -مؤخرا - اللعب على وتر حلم المصريين بالوصول إلى مونديال روسيا، حين أعرب عن أمله أن يصل المنتخب المصري ونظيره الإنجليزي إلى نهائي كأس العالم، قائلًا: "حلمي أن تصعد مصر لكأس العالم، وأن يكون نهائي الكأس بين مصر وبريطانيا".

وبالعودة للوراء قليلا نجد أن "كاسن" في محاولاته التقرب من المصريين ارتكب مخالفة للأعراف الدبلوماسية وحاول التدخل في الشئون الداخلية، حين دخل على خط الأزمة التي كان قد أحدثها وزير العدل الأسبق المستشار محفوظ صابر بتصريحه أن "ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيًا أو يعمل بمجال القضاء"، حيث نشر السفير البريطاني عبر حسابه على "تويتر" تغريدة قال فيها :"عايز تشتغل في السفارة البريطانية؟ نرحب بالجميع ونرحب بابن عامل النظافة".

والمثير أن "كاسن" تم تعيينه سفيرا في القاهرة، في وقت كانت مصر تمر بتحولات كبيرة، وقال وقتها: إن مرحلة التغيير المليئة بالتحديات التي تمر بها مصر حاليا، سوف ترسم معالم المستقبل للمصريين، وسيكون لها أثر أساسي في المنطقة. ولدى بريطانيا اهتمام كبير بنجاح مصر سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وبأن يرتبط البلدان بعلاقات واسعة ومثمرة تعم بفائدتها على كلا الشعبين البريطاني والمصري. وإنني أتشرف بمنحي امتياز ومسئولية قيادة فرق عملنا في مصر في هذه المرحلة الحيوية".

ورغم هذا لم تغير بريطانيا نهجها في احتضان العديد من المتطرفين وخصوصا المصريين المقيمين في لندن.

ويبدو لى أن "كاسن" يسير على ذات النهج الذي سار عليه السفير الأمريكي الأسبق في القاهرة ريتشارد دوني، الذي كان يتقرب للمصريين بذات الطريقة، ويهرول إلى الموالد الصوفية، قبل أن يكتشف الجميع أنه رجل التجهيز للثورة، وفى وقته راج مصطلح "الفوضى الخلاقة"!.
الجريدة الرسمية