رئيس التحرير
عصام كامل

عائد من أسيوط!


كالعادة قضيت إجازة العيد في أسيوط بين الأهل والأحباب، وخلال فترة تواجدى في بلدتى "مسارة" بديروط، وجدت العيش الشمسى والملوخية والمخروطة والقدسية والجبن القديمة، فضلا عن لحم الأضحية، فقد نما إلى مسامع أمى ما سطرته أناملى في مقالاتى السابقة عن الصعيد وعاداته الغذائية، الأمر الذي دفعها إلى مزيد من الوصاية بتلك الأطباق الشهية.


وبعيدًا عن الملوخية والعيش الشمسى حرصت أن التقى برئيس مركز ومدينة ديروط النشط العميد علاء عبدالجابر، الذي يبذل جهدا ميدانيا كبيرا في الرقابة على الخدمات وفحص الشكاوى والمشكلات دون كلل أو ملل، وجدته ملما بالكثير من المشكلات ولكن ليست كل الحلول بيده، فهناك الكثير من المشكلات تحتاج موازنات خاصة، وقد تبادلنا أطراف الحديث عن مشكلة الصرف الصحى في ديروط، الذي بدأ العمل به منذ عام 1997 ومازال الأمر شبه متوقف!
 تطرقنا للحديث عن محطة مياه شلش تلك التي تم إنفاق الملايين من أجل تشغيلها، ومازالت المشكلات قائمة مع شركة المقاولات، ما حال دون تشغيلها رغم وعد المحافظ بقرب تشغيلها! وعن محطة مياه مسارة أفاد رئيس المدينة بقرب تشغيلها في نوفمبر المقبل وهو ما ننتظره.

هناك في الصعيد تشعر أن النهار أكثر طولا، حيث إن الشمس المتسربة من البلكونة أو الشباك توقظك مبكرا.. هناك تجد نفسك تتجه للصلاة في المسجد كلما أذن المؤذن.. بعد العودة للعمل قد تمكث في البيت حتى بعد العصر ثم تجد نفسك بعد ذلك ذاهبا لزيارة مريض أو مشاركًا في واجب عزاء أو مجتمعا مع عدد من الأصدقاء أو الأقارب.. أما هنا في القاهرة فيسحبك الوقت من العمل للبيت طوال النهار فينقضى العمر في طاحونة العمل التي تتطلب فرارًا خفيفا من دوامته.

هناك كانت الفرصة لتبادل الزيارات التي حرصت فيها على المشاركة في عدة أفراح بالبدارى وأبوتيج وديروط كانت فرصة للالتقاء بأصدقاء وأقارب ومعارف ربما مرت سنين على عدم الالتقاء بهم.. نعم أشعر بأن الحياة أقصر من أن تسرق الأيام دون أن نحرص على التواصل مع الأهل والأصدقاء والزملاء.

الصعيد يحتاج مجهودا مضاعفا في كل شيء بدء من ضرورة إنشاء ظهير صناعى يمتص جزء من البطالة، إلى ضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية من طرق ومستشفيات ومدارس ومياه شرب وصرف صحى.. وجدت الأراضي الزراعية أصبحت أكثر اندثارا كلما مرت الأيام حيث زرعت بالكتل الخرسانية.. الصعيد يحتاج مخلصين يعملون من أجل استرداد أراضى الدولة المنهوبة، والتي تساوى الكثير بأسعار اليوم، والتي حان وقت استردادها أو تدشين مشروعات منافع عامة عليها.
الجريدة الرسمية