رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لقمة هنية.. الإفطار المقدس للمصريين يوم الجمعة «تقرير مصور»

فيتو

مصر يوم الجمعة، لها نكهة خاصة، فطعم البيوت يختلف في ذلك اليوم، الأصوات المنبعثة من الراديو صباحًا مرتلةً القرآن، وتجمع الأسرة حول وجبة الإفطار، الاغتسال والاستعداد للصلاة، الذهاب للمساجد وأصوات المساجد ترسل آيات القرآن عبر مكبرات الصوت ليرتفع عبق الجمعة في الأجواء معلنًا عن قدوم العيد الأسبوعي والراحة المنتظرة طوال الأسبوع، فها هو اليوم الذي ينتظره الموظفون الكادحون في أعمالهم طوال الأسبوع ليجتمعوا مع عائلاتهم، ويضفوا على البيت "بركة يوم الجمعة" ويقتبسوا من نور بركتها.



تغير الزمان رويدًا رويدًا، وتغير يوم الجمعة بطقوسه باعثًا مللًا على ساعاته، ونومًا يتخلل معظم أوقاته، فالتكنولوجيا قد أضفت بسرعتها وأسرِها للكبير والصغير على حياتنا عادات جديدة، وتبدلت الطقوس، وتبددت "اللمة" ليحل محلها أن يجلس كل فرد بهاتفه ناظرًا له بالساعات.

وعلى الرغم من ذلك، هناك عائلات ما زالت محتفظة برونق الجمعة وبهائه، فـ"وليد محمد" رغم امتلاكه هاتفا ذكيا وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إلا إنه ما زال محتفظًا برونق أسرته وبهاء يوم الجمعة معها، فإفطار الجمعة مع أسرته الصغيرة يعد شيئًا مقدسًا لا غنى عنه.


بعض الأسر تتكلف وجبتهم الواحدة مئات الجنيهات، هذا إن لم ينفقوا آلاف الجنيهات في مطعم فخم على وجبةٍ واحدة، لكنها البركة وحدها التي تجعل من عشرة جنيهات ثمنًا لوجبة إفطار يوم الجمعة، فنظرة "محمد" و"سيف" تختصر الكثير من الكلام، نظرة رضا في يوم جمعة لطالما عاشها الكثير من المصريين، ويفتقدها اليوم جيل السرعة و"السوشيال ميديا"، فـ"أم محمد" وزوجها وليد بابنيهما "محمد وسيف" يمثلان أسرة مصرية بسيطة تعد نموذجًا للعديد من الأسر المصرية، روتين يوم الجمعة يُضفي عليهم الكثير، فنجد أن كل الجمع سواء فهي هي الأفعال وهو هو الطعام.




تستيقظ الأم في الصباح لتعد الطعام المكون من "الفول والطعمية والطماطم" وجبة تتكلف عشرة جنيهات، يذهب محمد ذا العشر سنوات ليشتري مكوناتها من المرج الجديدة حيث يقطن أبواه، تنتظر الأم لتعدها لهم بدفء وحنان الأم والزوجة البسيطة التي لا تفعل شيئًا سوى أنها ترتب حياة أسرتها وتيسر لهم الجو الملائم كي يكونوا سعداء.

أما "وليد" رب الأسرة فهو يعمل سائقًا، ورغم أن عمله الحر لا يسمح له أن يكون له يوم عطلة ثابت، إلا أنه يؤثر أن يكون مع عائلته في هذا اليوم، ليطبق طقوس اليوم بحذافيره، بدايةً من الاستيقاظ للإفطار مع العائلة مرورًا بالاغتسال للصلاة حتى بعض برامج التليفزيون التي تميز يوم الجمعة.



الرضا، تقديس يوم الجمعة، اللمة، صلاة الجمعة في المنزل، وغيرها من مظاهر هذا اليوم الفضيل، تلك هي ما يتميز به يوم الجمعة عند المصريين، لا سيما الأسر البسيطة التي ما زالت تصنع البهجة من أقل الأشياء وأبسطها، فابتسامة بريئة لطفلك الصغير قد تغنيك عن تعب اليوم بطوله، وتجدد فيك النشاط لتستكمل كفاح اليوم والأيام القادمة، فلمة العائلة حول الأكل– حتى وإن كان بسيطًا- ترسم الألفة بين الأخوة وتزرع بوادر الرحمة والحب بين أفراد الأسرة وتسد الشقوق والتصدعات التي تشمر ساعديها وتنخر في كل العلاقات الأسرية منذ أن تغلغلت السوشيال ميديا في حياتنا.





Advertisements
الجريدة الرسمية