رئيس التحرير
عصام كامل

همسة عتاب


على غرار البرنامج الإذاعي الشهير "همسة عتاب" الذي كان يقدم من عشرات السنين للمخرج مجدي سليمان والمذيعة عطيات غريب الذي كان يذاع يوميا بإذاعة البرنامج العام الساعة الثامنة ونصف صباحا، وكان يتناول الهموم اليومية للمصريين ونقلها للمسئولين فموضوع همسة اليوم مقدم من مليون ونصف المليون معلم وعاملين بالتعليم المقيمين بكل المحافظات والقرى والنجوع بمصر.. والهمسة موجهة إلى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد أن أصابتهم الصدمة لإهانتهم على صفحات أكبر جريدة حكومية قومية في مصر والشرق الأوسط جريدة "أخبار اليوم" في حوار وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي صباح السبت الماضي.


فبعيدا عن المتهم الحقيقي في واقعة السب والقذف سواء كان وزير التربية والتعليم وفقا لما نشر على لسانه على صفحات الجريدة ووفقا لتأكيد الجريدة بأن كل كلمة في الحوار مسجلة بالدليل باتهامه لجميع العاملين بوزارة التربية والتعليم نصا "الوزارة نصفها أما حرامية والنصف الآخر حرامية مش كفء" والذي عمم فيه الاتهام "كما ورد في الصحيفة "على كل القيادات والمعلمين على السواء باتهام يحاسب عليه القانون أولا قبل أن تحاسبه القيادة السياسية والرأي العام.

فهمسة اليوم سيدى الرئيس أن المعلمين والرأي العام في أشد حالات الاستنفار وغضب لا يمكن إنكاره أو تجاهله.. بلاغات للنائب العام وقضايا على منصات المحاكم هنا وهناك.. حتى وصل الأمر لتضرر المعلمين المصريين في الدول العربية.. ولكنهم لا يعنيهم من هو المتهم الحقيقي في هذه الجريمة، ولا يستطيعوا أن يتهموا طرف من الأطراف بأنه المتهم الحقيقي طالما الأمر الآن أمام النائب العام أو على منصات القضاء.. ولكن مما لا شك فيه أن هناك جريمة وقعت بالفعل في حق وزارة بكامل افرادها قد تصل لثلث موظفي الدولة، بمعلميها والعاملين فيها. لذا تقدموا بهمستهم اليوم إلى القيادة السياسية أو رئيس الحكومة لكى يبادر في محاسبة المخطئ.

همستهم إلى القيادة السياسية أو الحكومة أن تخرج كما عودتنا على الشفافية في أصعب الأمور وتوضح الموقف بكل حيادية فإن كان الوزير بالفعل أخطأ فيجب محاسبته قبل أن يحاسبه المعلمون على منصات القضاء لإثارة البلبلة وتكدير السلم العام.

في هذه الأوقات العصيبة لا يمكن أبدا أن نقنع أنفسنا أن الأمور على ما يرام بين كل الأطراف، وتنزل الستار على هذه القضية دون تقديم المتهم الحقيقي ومحاسبته.. أو يكون المتهم الحقيقي في هذه الواقعة لديه قيراط من الشجاعة ليخرج ويعتذر.. وإن كان الاعتذار في وجهة نظري لا ينجيه من الملاحقات القضائية القادمة.
الجريدة الرسمية