رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نحتاج إلى ثورة أخلاقية!


لم يتورع بعض النخبة عن توريط الدولة والمجتمع والثورة في أزمات لا تزال تلقى بظلال ثقيلة على المستقبل والحاضر أيضًا فقد أغرقتنا في جدال عقيم وسيولة سياسية، أنتجت حالة تشويش للوعي وارتباك واهتزاز للقيم وتشكيك طال كل شيء حتى النوايا وما تخفيه الصدور، وغاب عن تلك النخبة دروس التاريخ وعبره، وأن التغيير لا يبدأ بإسقاط الأنظمة بل بإسقاط المفاهيم المغلوطة والتقاليد البالية والأخلاق المرذولة فما فعله غاندي في الهند ومهاتير محمد في ماليزيا والرمز الصيني الزعيم ماو تسي تونج، يحتاج إلى نظرة تأمل فاحصة..


فعندما لاحظ تونج اهتزازًا كالذي عشناه في مصر غداة ثورة يناير، وانحطاطًا وفوضى وانفلاتًا أخلاقيًا فقرر تفجير ثورة ثقافية في المجتمع الصيني يواكب بها ما تحقق من ثورة سياسية، فأي تغيير حقيقي في السياسة أو الاقتصاد لابد أن يرتكز بالأساس إلى تغيير جوهري عميق في ثقافة الشعوب وبنيتها الذهنية.. أما عندنا فقد حدث العكس، أغفلت النخبة والصفوة المعيار الثقافي والأخلاقي المهم في قيادة الشعوب نحو التغيير الإيجابي ولم يُضبط أحد منهم متلبسًا بالحديث عن ضرورة إصلاح الأخلاق أو تغيير العادات والسلوكيات البالية وما أكثرها في مجتمعنا كالتواكل والكسل واللامبالاة والعزوف عن الاهتمام بالشأن العام والفهلوة وهدم الآخرين للصعود على أكتافهم.

لقد تنبه الرئيس السيسي لخطورة ذلك، وطالب الجميع إعلامًا ومؤسسات دينية وتعليمية وثقافية بدراسة تلك الظاهرة والبحث في طرق علاجها وتنوير الجميع بخطورتها ووضع حد للانفلات الأخلاقي الذي بلغ مداه حتى صرنا إزاء ظاهرة أخلاقية تحتاج إلى ثورة لاستعادة القدوة في كل موقع، واتخاذ قول النبي صلى الله عليه وسلم نبراسًا: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".. ولا ننتظر أن يأتينا التغيير من أعلى، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. فليبدأ كل منا بتغيير نفسه إلى الأفضل وليكن: "شعارنا الوطن أولًا والأخلاق العليا دائمًا".
Advertisements
الجريدة الرسمية