رئيس التحرير
عصام كامل

لو كنتم مسلمين.. احموا الروهينجا!


شعور بالذنب كان يتملكنى كلما تصفحت فيديوهات عن مجازر للمسلمين في جمهورية بورما، المسماة ميانمار حاليا، فقد كنت أبادر وأقلب الصفحة.. هل كان ذلك بسبب فظاعة وبشاعة ما أرى من حرق وشنق وخنق وسحل وذبح لآدميين؟! أم لأن الهم والغم الذي يحيق بنا جعلنا نتصرف على أساس أن "ما بينا مكفينا"؟! أم أن هذه الأفلام القصيرة جدا عن مجازر يعقدها البوذيون للمسلمين هي شغل فوتوشوب، واختراع، لتأليب الدنيا أو المسلمين على حكومة ميانمار؟!


ثم إن العالم منذ سنوات طويلة يشاهد هذه الفيديوهات، ولا يحرك ساكنا.. ثم أن الأزهر الشريف لم يهتز له ساكن، ولا نطق، ولا تحرك، إلا قليلا وفي حياء!

ثم أن أخبار إعصار إيرما الذي يضرب فلوريدا، وهارفي الذي ضرب تكساس، أهم من دم مسلمي طائفة الروهينجا الذي يراق أنهارا!

حقيقي لماذا يتجاهل المسلمون دماء مسلمة تهدر على أيدي كفرة بوذيين، أو حتى غير كفرة؟
ما هي الإجراءات التي اتخذتها منظمة المؤتمر الإسلامي ؟
ما هي الإجراءات التي اتخذتها الشقيقة السعودية، رأس العالم الإسلامي؟!
لو قتل إسرائيلي، يهودي يعنى، في دولة عربية، لاجتمعت عليه وعلى الدولة العربية جيوش الإعلام وجيوش ترامب، ولا نعقد مجلس الأمن الدولي!

أين المحكمة الجنائية الدولية من الممارسات الإجرامية الوحشية تقوم بها حكومة ميانمار، ترأسها رئيسة وزراء حاصلة على نوبل للسلام!

بورما، أو ميانمار فيها أكثر من 140 مجموعة عرقية، ويبلغ عدد سكانها 55 مليونًا، يمثل البوذيون الأغلبية، ويمثل المسلمون من طائفة الروهينجا 20٪‏، أي نحو عشرة ملايين مسلم، يتعرضون لمذابح وحشية يومية، على يد البوذيين، بهدف تهجيرهم قسرا وقهرا، وبالفعل فر 140 ألف مسلم إلى الحدود مع بنجلاديش المسلمة، وعلى الفور قامت حكومة ميانمار بتلغيم حدودها مع بنجلاديش، حتى تمنع عودة هؤلاء المسلمين إلى أراضيهم.. لقد اختار العالم أن يعمي وأن يصم أذنيه وأن ينقطع لسانه عن هذا الانحطاط الحيواني البشع الذي تمارسه دولة عضو في الأمم المتحدة، واختارت الدول الإسلامية أن تمارس سياسة الصمم والخرس، والعماء الكامل تجاه مسلمين يستنهضون ويطلبون النجدة من إخوتهم في الدنيا فلا منقذ!

أخبارهم أخيرا عبرت شاشات الأخبار، لكن أعاصير أمريكا والتبرعات لــ"شهداء" أعاصير وضحاياها أمريكا تبقى هي المشهد الأكثر درامية في العالم!
لماذا يقتل البوذيون المسلمين، بدأب وبمنهج وبإصرار؟!
لماذا لم يفعلوا الشيء ذاته مع أقلية مسيحية تعيش هناك؟!
فتش عن أم الخراب في العالم وأصله، بريطانيا العظمى!
كانت بورما جزءا من مستعمرة الهند البريطانية، وقام المواطنون المسلمون بمحاربة الاستعمار البريطاني، وكان قتالهم باسلا، وحقق انتصارات كبيرة على الإمبراطورية البريطانية، طلبا للاستقلال.. وبالفعل تحقق الاستقلال عام 1948.. لكن بريطانيا كانت نجحت في زرع الفتنة بين المسلمين والبوذيين، فمنحت البوذيين حق الاستيلاء على كل ممتلكات الروهينجا، وطردتهم من وظائفهم، وأتاحتها للبوذيين، بل ألقت بقادة المسلمين وبأعداد كبيرة منهم في السجون أو قامت بنفيهم خارج البلاد، لكن أخطر ما فعلته بريطانيا، أن حرضت البوذيين على المسلمين وأمدتهم بالسلاح، يذبحون به ويقتلون! ثم تعمدوا إغلاق المدارس والمعاهد الإسلامية والمحاكم الشرعية ونسفوها.. 100 ألف مسلم قتلهم البوذيون بالأسلحة وبالتحريض البريطاني في عام 1942.

ليست المجازر الحالية منقطعة الصلة إذن بميراث الكراهية والضغائن والفتن التي زرع بذورها البريطانيون.. هم اليوم صامتون.. منظمة العفو الدولية خرساء صماء بكماء.. حقوق الإنسان، لا يعنيها إلا حقوق الإنسان إذا كان يهوديًا أو غربيًا أو ضد الحكومة المصرية! موقف الأزهر والفاتيكان هو الأغرب والأعجب!

لكن الله سوف يحاسب الأزهر بأكثر مما يحاسب الفاتيكان، ولسوف يحاسب المسلمين على الصمت والرضا بما يجري لمسلمين يذبحون ويقتلون ويحرقون، رجالا وشبابا وشيبة وأطفالا ونساء، جهارا وتحت أعين الدنيا، ولا حياء، ولا رجفة ضمير.

ميانمار تجاوزت سقف النازية في مجازرها البشعة ضد الإنسانية.. أقل ما يجب عمله طرد سفراء هذه الدولة الإجرامية من عواصم الدول الإسلامية، وعلى المجموعة العربية والإسلامية بالجمعية العامة للأمم المتحدة أن تطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن لوقف المجازر ضد مسلمي الروهينجا، ثاني أكبر طوائف وأعراق الشعب البورمي..
اطردوا سفراء دولة تسفك دماء المسلمين سفكا منظما وبلا هوادة وبالآلاف! يحب الغرب أن يرى المسلمين إرهابيين، ولا يريد أن يراهم ضحايا لكفار معاصرين! ياللعار!
الجريدة الرسمية