رئيس التحرير
عصام كامل

عميد «طب حلوان»: مستشفيات وزارة الصحة خالية لأن الأطباء «يوزعون» المرضى

فيتو

>> مستشفى بدر كان لا يمنح المرضى سوى المسكنات
>> المستشفيات الجامعية تتحمل وحدها علاج ضحايا العمليات الإرهابية



يظل الملف الطبي في مصر واحدا من القلاع المحصنة التي لم تستطع الحكومة أن تقترب منها، لكن للأسف ليتها محصنة على نظام وأساس سليم، بدلا من الإهمال الشديد والوضع السيئ التي هي عليه اليوم، وأهالي مدينة بدر أحد سكان المدن الذين ضاقت بهم السبل بسبب هذا الإهمال، فمستشفى بدر عانى من مشكلات صحية جسيمة ولا توجد فيه خدمات طبية، فضلا عن إهمال الموظفين فيه، فالصيدليات مغلقة بشكل دائم، حين كانت تابعة لوزارة الصحة، أهدر المسئولون عنها أكثر من 190 مليون جنيه، وهو ما دفع الأهالي لطلب النجدة من المسئولين لإنقاذهم من مستنقع الإهمال الطبي. 

فمنذ قرار وزارة الصحة بنقل تبعية مستشفى بدر لجامعة حلوان في يوليو 2014، أصبح يتم توجيه اتهامات لإدارة جامعة حلوان بالتقصير وعدم القدرة على إدارة المستشفى والنهوض به، ولذلك حاورت "فيتو" عميد كلية الطب بجامعة حلوان الدكتور ممدوح مهدي، في حوار تواجهه بهذه الاتهامات وكان نصه كالتالي..

◄ بداية.. ما آخر التطورات بمستشفى بدر؟
يحتوي مستشفى بدر الآن على 100 سرير، و3 غرف عمليات مجهزة على أعلى مستوى، وحدة قسطرة قلبية، وحدة كلى مكونة من 12 ماكينة، وتسعى الجامعة الآن إلى التوسع إنشائيًا وزيادة عدد الأسرة لاستيعاب عدد أكبر من المرضى.

◄ ما الميزانية التي تم تخصيصها لتطوير المستشفى وتجهيزه؟
وصلت ميزانية تطوير المستشفى لـ٢٧٠ مليون جنيه منهم ١٧٠ مليون جنيه تطوير إنشائي، و١٠٠ مليون جنيه تجهيزات وتشمل (٥ غرف عمليات - رعايتين "جراحة وقلب"، ووحدة قسطرة قلبية، إضافة ٥٠ سريرا جديدا، ومعامل جديدة، ومجمع عيادات طوارئ كامل، ووحدة كلى يتم بها علاج المرضى بالمجان دون دفع مليم واحد، وعند استلام المستشفى بأول سنة له تم وضع تجهيزات مبدئية وأجهزة بقيمة ٥٠ مليون جنيه، كما سيتم الانتهاء خلال ديسمبر المقبل من تجهيز مجمع العيادات والطوارئ والانتهاء من المرحلة الثانية من توسعات مستشفى بدر بعد ستة أشهر أو عشر أشهر.

◄ ما الصعوبات التي واجهت الجامعة عند استلام المستشفى؟
واجهنا صعوبات كثيرة بعد ضم المستشفى، فقد كانت هناك مشكلات في المرافق والكهرباء، والبنية التحتية، وعرضنا جميع المشكلات على الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد اجتماعاته مع المحافظين، وتم الدفع بـ ١٦٠ مليون جنيه لتجهيز المستشفى في ذلك الوقت.

◄ من يتحمل مسئولية التقصير والتدهور بمستشفى بدر قبل استلامه في رأيك؟
يوجد في المجتمعات العمرانية الجديدة الكثير من الفساد وإهدار الأموال، دون أن يكون هناك متابعة،"إحنا كنا بنبني مستشفى من أول وجديد".

◄ ما تعليقك على الاتهامات التي وجهت للجامعة بعدم القدرة على إدارة مستشفى بدر؟
ظلم طبعا.."ومنذ سنتين أنا غير قادر على أن أشتغل، وهذا ليس عيبا مني، المستشفى ظلت سنة بدون ميزانية، وسنة أخرى بدون درجات مالية، الجامعة استلمت المستشفى من وزارة الصحة في عام ٢٠١٤، كانت عبارة عن عيادة خاصة لمدير المستشفى في ذلك الوقت، وعبارة عن عيادات خارجية لا تمنح المرضى سوى المسكنات وأدوية كلام فارغ، وتعمل من الساعة 9 لـ 12 ظهرًا وبتقفل".
الشئ الوحيد الذي يعمل بالمستشفى وحدة الكلى، لكن لا يوجد رعاية ولا حضانات ولا غرف عمليات، وأتحدى أي شخص يقول إنها اشتغلت قبل ذلك، لذلك صدر قرار بنقلها للجامعة حتى يتم إعادة تشغيلها، وذلك من خلال فريق طبي متكامل استطاع أن يقوم بإجراء عمليات على أعلى مستوى بأقل التكاليف، منها عمليات استمرت لمدة ١١ ساعة".

◄ماذا عن مستشفى منشية ناصر؟
تم تكليفنا من قبل وزارة الصحة منذ عام ونصف العام للإشراف على مستشفى منشية ناصر، وتم إرسال فريق طبي متكامل لمساعدة المشرفين على إدارة المستشفى، "ذهبنا إلى هناك فوجدنا الناس متعودين على النوم، فكان هناك تصادم بيننا وبينهم، وكان هناك ما يقرب من ١٩٩ موظفا بالمستشفى عندما تم استلامه، ليهرب ما يقرب من ٨٠ موظفا مطالبين بنقلهم لوحدات الرعاية الصحية التي تغلق في الثانية عشر ظهرًا.

◄ هل هناك مستشفيات أخرى سيتم ضمها لكلية الطب جامعة حلوان؟
نعم.. وتم الاتفاق مع الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، على ضم مستشفى مدينة ١٥ مايو في أكتوبر المقبل.

◄ كيف ترى أحوال المستشفيات الجامعية الآن؟
المستشفيات الجامعية تتحمل عبئا كبيرا جدًا، فهي تتحمل أكثر من ٧٥٪ من المرضى على مستوى الجمهورية بـ٨٦ مستشفى، في حين أن وزارة الصحة لديها الكثير من الإمكانيات إلا أنها لا تتحمل سوى ٢٥٪ فقط، وعلى الرغم من العبء الذي تتحمله تلك المستشفيات إلا أن الميزانية المخصصة للمستشفيات الحكومية أضعاف ما تحصل عليه المستشفيات الجامعية "مستشفيات وزارة الصحة فاضية لأن الأطباء بيوزعوا العيانين".

◄ أيهما أفضل في رأيك المستشفيات الجامعية أم التابعة لوزارة الصحة؟
لا طبعا.. المستشفيات الجامعية أفضل بكثير، فعلى الرغم من قلة إمكانياتها إلا أنها تقدم خدمة أفضل بكثير من الصحية، فعندما كنت أعمل بمستشفى الدمرداش الجامعي كنت أعالج المرضى على الأرض، ولا نستطيع أن نقول للمريض ليس لك مكان: "المستشفيات الجامعية هي التي تشيل الليلة في العمليات الإرهابية".
الجريدة الرسمية